ذكرت صحيفة إيه بي سي الأسترالية، أن الدوحة وافقت على شراء "كميات هائلة من المعدات العسكرية" وطائرات من طراز "بوينج" من الولايات المتحدة بعد زيارة أمير قطر إلى البيت الأبيض، بهدف الهروب من تداعيات عزلتها الدولية التي فرضتها عليها المقاطعة العربية .
ووفقًا لما ذكره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فأنه من المتوقع أن تكلف الأسلحة والصفقات التجارية عشرات المليارات من الدولارات .
وكان ترامب قد صرح بأن: "إنهم يستثمرون بكثافة في بلادنا"، مضيفًا "إنهم يشترون طائرات تجارية، كما تعلمون - أعداد كبيرة جدًا من الطائرات التجارية من بوينج - ونحن نقدر ذلك كثيرًا".
تأتي هذه الصفقات في وقت تعاني فيه شركة "بوينج" الأمريكية من أزمة مستمرة، حيث من المتوقع أن تتفوق عليها شركة "إيرباص" المنافسة كأكبر شركة لتصنيع الطائرات في العالم بعد سقوط طائرتين في إندونيسيا وإثيوبيا، مما أسفر عن مقتل 346 شخصًا وتسبب الأمر في انخفاض أسهم شركة "بوينج".
وكشفت الصحيفة الأسترالية أنه في حفل عشاء رسمي، رحب ترامب بحرارة بالأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، قائلاً إنهم "أصدقاء منذ فترة طويلة".
وانضم إليهما العديد من الشخصيات المؤثرة، بما في ذلك "دينا باول"، المدير التنفيذي لشركة "جولدمان ساكس"، والمدير الإداري لصندوق النقد الدولي "كريستين لاجارد" و"روبرت كرافت"، الملياردير مالك فريق "نيو إنجلاند باتريوت" لكرة القدم والذي تم تبرئته في وقت سابق من هذا العام من تهمة الدعارة.
لكن الاجتماع والصفقات التجارية تأتي وسط خلاف مرير بين هذه الدولة الصغيرة الغنية بالنفط وجيرانها حلفاء الولايات المتحدة في الخليج، الذين يزعمون أن قطر تدعم الجماعات الإرهابية في المنطقة.
ويواجه ترامب قرارات حاسمة في الشرق الأوسط، ويأتي التطور الأخير مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، وفي ظل المقاطعة العربية المفروضة على قطر بسبب سياسة تميم الإرهابية.
وتتمركز القيادة الأمامية للقيادة المركزية للجيش الأمريكي في قطر، وتضم كذلك الدولة الغنية بالنفط قاعدة العديد الجوية الهائلة والتي تضم حوالي 10 آلاف جندي أمريكي. إنها أكبر منشأة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وكانت القاعدة الجوية "بمثابة قاعدة انطلاق لمعظم العمليات الجوية في حملة دحر داعش"، وفقًا لوزارة الدفاع الأمريكية. في الماضي، اتهم الرئيس الأمريكي قطر أيضًا بأنها "تمول للإرهاب"، لكن وزير الخزانة "ستيفن منوشين" هذا الأسبوع أشاد بالأمير تميم نظرًا لجهوده في مكافحة تمويل الإرهاب. وقال البيت الأبيض أيضا إن وزارة الدفاع القطرية ستشتري نظام دفاع صاروخي من شركة الصناعات العسكرية العملاقة "رايثيون". وستشتري الخطوط الجوية القطرية خمس طائرات شحن من طراز "بوينج 777" وطائرة كبيرة المقصورة من "جلف ستريم أيروسبيس" وتعتزم استخدام محركات "جنرال إلكتريك" النفاثة لتشغيل طائرات "بوينج". بالإضافة إلى ذلك، وافقت "شيفرون فيليبس كيميكال" و"قطر للبترول" على تطوير مصنع للبتروكيماويات بقيمة 8 مليارات دولار لتبلغ قيمته "11.54 دولار" على ساحل خليج الولايات المتحدة. ولم يتم الكشف عن أسعار الصفقات الأخرى، لكن المطلعين على المعاملات قالوا إن مجموع قيمة الصفقات بلغ عشرات المليارات من الدولارات. وكانت شركة الطيران الوطنية "قطر لخطوط الطيران" واحدة من العديد من الشركات التي وقعت اتفاقيات للأعمال مع الشركات الأمريكية في مشاريع الدفاع والطاقة والطيران. وأشار أمير قطر، أثناء حديثه في حفل عشاء ليلة الإثنين (بالتوقيت المحلي)، إلى الولايات المتحدة ومسؤوليها على أنهم "شركاء وحلفاء وأصدقاء". وقال "نواصل التزامنا المتبادل بأن نبقى مستثمرين رئيسيين في كل من التحالف العسكري والأمني". وعملت قطر، التي تتمتع بأعلى معدلات الدخل للفرد الواحد في العالم بسبب احتياطياتها من الغاز الطبيعي، على فتح سبل أخرى للدخل لموازنة تأثير المقاطعة. وأكد الأمير "لدينا الكثير من الاستثمارات في الولايات المتحدة"، مضيفًا "نحن نثق بالاقتصاد الأمريكي، نحن نقوم بالكثير من مشاريع البنية التحتية ونخطط للقيام بالمزيد من الاستثمارات".