فضح الصحفيان جورج مالبرونو وكريستيان شينو، ممارسات تنظيم الحمدين ومخططاتهم الشيطانية لتصعيد أذانابهم وعملائهم من جماعة الإخوان في فرنسا، حيث حملت الدوحة لواء الدفاع عن ذراعها الإخواني طارق رمضان.
تكفلت قطر بأتعاب محامي حفيد القطب الإخواني ومؤسس الجماعة، حسن البنا ، فأسندت القضية لنقيب المحامين السويسري مارك بونانت في محاولة لتبرئة رمضان من تهم الاغتصاب التي وجهت إليه.
ويكشف كتاب «أوراق قطر»، عن الوضع المالي لطارق رمضان أستاذ علم الإسلاميات المثير للجدل، والمعروف بنشره لإيديولوجية إسلامية وفق رؤية الإخوان المسلمين وبوصفه «الرئيس الروحي للإخوان في فرنسا».
وقبل فترة وجهت لرمضان عدة تهم منها: الاغتصاب وتحويل مبالغ مالية بلغت 590 ألف يورو، مقدمة من قطر إلى حساب مصرفي شخصي «لشراء شقتين هو وزوجته إيزابيل موريسيه في 27 شارع جابريي - بيري بباريس ( الدائرة 18 ) في باريس، بمبلغ إجمالي قدره 670 ألف يورو.
ويتساءل الكاتبان: «من 1 يناير 2017 إلى 5 فبراير 2018، أي بعد ثلاثة أيام من اعتقال طارق رمضان سجل حساب هذا الأخير ما لا يقل عن 729,910 يورو كتدفقات مالية ائتمانية و 778,269 يورو كمدين أي مصروفات خرجت من الحساب. فمن أين أتت كل هذه الأموال ولماذا؟».
ويتابع الكاتبان بأن مبلغاً قدره 35000 يورو نزل في حسابه في 2 أكتوبر 2017، وذلك من حساب بنكي في قطر، تم فتحه باسمه على أساس أنه راتب يتقاضاه شهرياً كمستشار لمؤسسة قطر وتم تكملته بال 60,000 يورو التي تدفعها له دور النشر مثل (Seuil، Presses du Châtelet)، أما ال 19000 يورو فتأتي من منظمات دولية أو دينية، كرابطة مسلمي سويسرا، و 6000 يورو من رابطة القضية العادلة ( Just Cause)، والتي من أحد أهدافها دعم المسلمين الذين يواجهون التمييز. ويقول الكاتبان إنه على الرغم من النكسات القانونية والاتهامات الخطيرة التي وجهت إلى رمضان، فإن جامعة أكسفورد البريطانية التي يدرس فيها لم تتخلّ عنه؛ بل استمرت بدفع مبلغ 4500 يورو كل شهر حتى أثناء احتجازه.
ويكشف الكاتبان عن معلومات تمكنا من خلالها الاطّلاع على ملف التحقيق عن طريق ( Tracfin) أي ( هيئة وزارة الاقتصاد المسؤولة عن مكافحة الاحتيال وغسل الأموال وتمويل الإرهاب) الخاص بالحسابات المصرفية لرمضان. ففي العام 2014 تمكن جهاز الاستخبارات الفرنسي من رصد الميزانية الخاصة بمسجد الإحسان بمدينة أرجونتيي في منطقة فال دواز وتبين له أن نصف الميزانية أتت من قطر.
ويضيف الكاتبان في صفحة 87 من الكتاب تحت عنوان «عندما تمول قطر طارق رمضان»: أن قطر باستثمارها وتمويلها لمشاريع في ارجونتيي عرفت كيف تندس في قضايا مؤسسة لها تاريخ طويل مع الجزائر. فهل كان ذلك صدفة؟ ففي رمضان 2016 دُعي الداعية الجزائري القريب من جماعة الإخوان نور الدين أوسات إلى مسجد الإحسان لإلقاء إحدى الخطب. ويتساءل الكتاب هل قادة الفرع الفرنسي من الإخوان المسلمين يتقاضون أموالاً مباشرة من قطر؟. في هذا الصدد بحثت ( Tracfin) كثيراً ولكن عبثاً. وإذا كانت الدوحة قد ابتعدت قليلاً عن ولدها المدلل رمضان، إلا أنها لم تتركه في أزمته لتغطية مصاريف المحامي خلال سجنه بالقضايا الموجهة إليه وغطته بمبلغ وصل إلى 500,000 يورو.
ولكن هل أرسلت مبالغ نقدية لتمويل بعض المشاريع أو المسؤولين من الإخوان عن طريق مكاتب الصرف أو التحويل البنكي؟ لقد حدث ذلك في العام 2012، إبان حكم الرئيس المخلوع محمد مرسي عن طريق القاهرة حسب المخابرات الفرنسية حيث يرى هؤلاء أن قطر ليس من مصلحتها الدخول عبر المطارات وبين يدي مسؤوليها حقائب مملوءة بالمال؛ وذلك لسبب بسيط هو أن قطر لديها طرق أخرى كقطر الخيرية تستطيع من خلالها إضفاء شيء من الغموض على تحويلاتها المالية.