دفعت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية، ثمن الخضوع لأموال عصابة الدوحة، لتفقد مصداقيتها أمام متابعيها، بعدما فضحت شبكة "كونسرفاتيف ريفيو" الأمريكية، أن العديد من المحللين وخبراء الأمن القومي الذين يعملون لدى الشبكة، لديهم علاقات سرية مع نظام قطر القمعي.
وفي تقرير أصدرته مجلة فوربس، كشف أنه بينما تستعد شبكة "سي إن إن CNN" لنقل استديوهات بث وقطاعات إنتاج برامجها وخدماتها المخصصة لأوقات الذروة، إلى مبنى جديد جذاب في نيويورك، شهدت الشبكة الإخبارية انخفاضا في ترتيبها الرئيسي بنسبة 26% خلال أبريل الماضي، مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حيث عزفت الجماهير عن متابعة القناة بعد افتضاح علاقتها بقطر.
ويبدو أن سمعة تنظيم الحمدين الإرهابي تعصف بكل من يقترب منه، إذ سجل إجمالي عدد مشاهدي "سي إن إن" في وقت الذروة أقل من مليون مشاهد، تحديدا 767 ألف مشاهد، في حين أنهى المتنافسان القويان MSNBC وFox News الشهر بتحقيق تقدم بفارق كبير، فيما احتلت MSNBC المرتبة الثانية مع بلوغ عدد مشاهدين يصل إلى مليون و660 ألف مشاهد، كما تخطت شبكة "فوكس نيوز" جميع المنافسين متربعة على القمة بعدد مشاهدين وصل إلى 2.395 مليون مشاهد.
تقرير فوربس فضح الخسائر الفادحة للشبكة الأمريكية، حيث كشف أن أبريل هو أقل الأشهر، فيما يتعلق بنسب المشاهدة لشبكة "سي إن إن"، منذ ما يقرب من 4 سنوات، منذ أكتوبر 2015.
ولم يستقطب برنامج Cuomo Primetime الذي يقدمه Chris Cuomo على شبكة "سي إن إن"، والذي يشكل أعلى ساعة مشاهدة للشبكة، إلا جمهور مشاهدين قوامه 917 ألفا في أبريل 2019، فيما يُصنف بالأداء الأسوأ على الإطلاق للبرنامج.
وفي الفئة العمرية للمشاهدين 25-54 عاما، وهي الأكثر استهدافا بين المعلنين على مستوى الولايات المتحدة، كانت تراجع النسب المئوية لشبكة "سي إن إن" أكثر وضوحا، حيث انخفضت إلى 41%.
وبعدما اكتوت القناة الأمريكية بنار خضوعها لأمير الإرهاب، والتي تسببت في انخفاض كبير لثقة جمهورها، اختفت برامج ساعات الدوام الأولى لشبكة "سي إن إن" من قائمة أفضل 5 عروض شاملة. وجاء ترتيب Cuomo Primetime، الحائز على أعلى تصنيف على مستوى شبكة "سي إن إن"، في المركز 26.
وكان تقرير شبكة "كونسرفاتيف ريفيو" الأمريكية، كشف أن كل من علي صوفان، ومهدي حسن، وجولييت كايم، وبيتر بيرغن، وهم من خبراء الأمن القومي المزعومين في شبكة "سي إن إن" الأمريكية، الذين ترونهم ليل نهار على الشبكة، لديهم علاقات مباشرة مع قطر، الممولة للإرهاب في الشرق الأوسط والعالم.
وقالت التقرير "لكن لن يعرف أي شخص عن هذه العلاقات، لأن ضيوف "سي إن إن" الدائمين لم يكشفوا أبدًا عن علاقتهم المالية أو المؤسسية مع قطر عندما يظهرون على التلفاز. وخارج نطاق البث التلفزيوني، فهم أيضًا غير مستعدين للحديث عن علاقاتهم المدعومة من قطر."
ولم تستجب "سي إن إن" إلى طلبات المجلة بالتعليق على المعلومات في هذا التقرير، ما يؤكد صلة هؤلاء المحللين بنظام قطر، وتلقيهم أموالا منها بصورة سرية وغير شرعية.
وبعدما تكشف عبث الأيادي القطرية في الشبكة الأمريكية الشهيرة، حاولت سي إن إن الترويج لعدم ارتباط محلليها بحكومة قطر، لكن موقع الشبكة أكد عمل هؤلاء في مواقع ومنظمات لديها علاقات وثيقة بقطر.
وكان 19 عضوا في الكونجرس الأمريكي قد وجهوا في مارس 2018، ضمن رسالة إلى وزارة العدل، اتهامات بأن محتوى "سي إن إن" يتعارض مباشرة مع المصالح الأمريكية، ويعطي تغطية إيجابية لمنظمات مدرجة على قائمة الكيانات الإرهابية الأجنبية من قبل الخارجية الأمريكية.