لماذا لا تزال قطر محتفظة بحق استضافة كأس العالم 2022، رغم كل الاتهامات التي طالتها، ومن بينها معاملة العمال كالعبيد، والدعم المستمر للجماعات الإرهابية، والتورط بالعديد من قضايا الفساد؟.
للإجابة عن هذا التساؤل ذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية أن 12 مليار قد تكون سببا كافيا لاحتفاظ البلد المحاصر بالاتهامات، بحق تنظيم أهم حدث كروي في العالم، مضيفة:"للدقة هناك 12 مليار و 605 ملايين و 970 دولار
هذا المبلغ ليس لبناء ملاعب كأس العالم، أو مرافق البنية التحتية لاستضافته، بل هذا فقط ما أنفقته قطر وأذرعها المختلفة لاختراق لعبة كرة القدم عالميا.
وقالت الصحيفة، في تقرير حديث لها، إن ذلك كله يأتي ضمن مخطط معقد، يتغلغل في كل دوري رئيسي حول العالم، ومعظم الأندية الكبرى، وبعض اللاعبين العالميين، وكافة الاتحادات الرئيسية لكرة القدم، بالإضافة للفيفا واللجنة الأولمبية الدولية.
تمتد مخالب هذا التغلغل القطري، من الدوري الاندونيسي الممتاز، إلى نادي ليستر سيتي، ونادي ولفرهامبتون واندررز وصولا إلى أكاديمية نادي يوفنتوس، وكبار اللاعبين، حتى أن قطر تبدو وكأنها اشترت لعبة كرة القدم حول العالم". وتابعت الصحيفة: "لا يوجد صوت مؤثر في عالم كرة القدم إلا وربطته قطر بمصالح اقتصادية معها أو مع أحد أذرعتها، فأندية بايرن ميونخ، ومانشستر يونايتد، وريال مدريد، وبرشلونة، وموناكو، وفالنسيا، هم جميعاً شركاء مع قطر بطريقة أو أخرى، سواء عبر الخطوط الجوية القطرية، أو البنك التجاري القطري، أو مطار حمد الدولي، أو قنوات بي إن سبورت، أو ملابس بوردا، أو أوريدو".
وأضافت: "إن اتفاقات حقوق النقل الإعلامي وحدها تبلغ قيمتها 8 مليارات جنيه إسترليني، وتشمل البطولات في إنجلترا، وألمانيا، وفرنسا، وإسبانيا، وإيطاليا، وروسيا، وتركيا، والولايات المتحدة، والأرجنتين"، لافتةً إلى أن "شركات البث القطري تملك الحقوق في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وتايلاند، ونيوزيلاندا، وإندونيسيا، تماماً كما أنها تنقل الدوري الفرنسي إلى الولايات المتحدة، والدوري الألماني إلى أستراليا، ودوري الدرجة الأولى الإيطالي إلى هونج كونج، والدوري الإسباني إلى كامل منطقة آسيا والمحيط الهادي".
وقالت الصحيفة :"بنجاحها بإسكات أصوات النوادي عبر هذه الصفقات، التفتت قطر إلى المنظمات الرياضية لتسكتها عبر العديد من العقود، التي تشمل صفقات حقوق نقل جميع بطولات كأس العالم من عام 2010 وحتى عام 2022، بالإضافة إلى بطولات اتحادي أمريكا الشمالية والجنوبية، وبطولة دوري أبطال أوروبا".
واستطردت الصحيفة موضحة أن هناك "اتفاقا مع الاتحاد الإفريقي يستمر حتى العام 2028 واتفاق مماثل مع الاتحاد الآسيوي بدأ عام 2013 ويستمر حتى هذا العام، ثم سيطرح للتجديد ويترك لقطر أيضاً الحق في المنافسة عليه مرة أخرى". وذكرت" ديلي ميل" أن الصفقة مع الاتحاد الافريقي وعبر التوقيع من خلال طرف ثالث كلفت مليار دولار، ومع الاتحاد الآسيوي 100 مليون، لذا ليس من المستغرب أن أحداً لا يريد الوقوف في وجه وحش المال القطري الذي يلتهم اللعبة الأكثر شعبية في العالم، مهما بلغت درجة الانزعاج من التهم التي تورطت فيها الدوحة".
وختمت الصحيفة، قائلة:"يبدو التخلص من التسلط القطري صعباً، فعقود النقل التلفزيوني صعبة الكسر من الطرفين، لا يبدو أن هناك قرار حقيقي بالتخلي عن هذا الوافد الجديد المتوحش إلى عالم كرة القدم، فالروابط أصبحت معقدة، والتنازلات التي قدمت أصبحت كثيرة، والفضائح إن خرجت سوف تزكم الأنوف، لقد تم شراء لعبة كرة القدم، وأصبح بإمكان هذا الوافد الجديد، ارتكاب جرائم القتل دون أن يحاسبه أحد".