بدأت ولايات ألمانية في اتخاذ خطوات لمحاصرة المد الإخواني الظلامي الذي تدعمه دويلة قطر، بفرض ضريبة على المساجد الألمانية، لوقف التمويل الأجنبي التي تتلقاه المؤسسات الإخوانية من قطر وتركيا.
ونقلت صحيفة دي فيلت الألمانية، ترحيب وزارات الداخلية في ولايات البلاد الـ16، باقتراح فرض ضريبة على المساجد، حيث أبدى عدد منها تأييدا لتطبيق ضريبة المساجد، فيما التزم آخرون الصمت.
وقالت الصحيفة: "يجب أن تتمكن المساجد في ألمانيا من تمويل نفسها من مصادر داخلية".
ونقلت عن وزارة الداخلية في ولاية مكلنبورغ فوربومرن "شمال"، أنها "منفتحة بشكل كامل على تمويل المساجد على غرار نموذج تمويل الكنائس في ألمانيا".
وأكدت الوزارة في رد على سؤال "دي فيلت ": "يقع في نطاق مسؤوليتنا مواجهة التأثير الخارجي على المساجد في ألمانيا، والحد من تأثير الأفكار المتطرفة التي تأتي من الخارج".
ونقلت الصحيفة عن وزارة الداخلية في ولاية بادن فورتمبرغ "جنوب غرب": "هناك خطر كبير للنفوذ الأجنبي على المساجد خاصة على المحتوى الديني الذي يقدم داخلها".
وتابعت: "في بعض الحالات هناك نشر للأفكار المتطرفة أو الأفكار المعادية للديمقراطية داخل المساجد ويجب أن ننظر في فرض ضريبة المساجد لتمكين المساجد من تمويل نفسها".
وتسعى الحكومة الفيدرالية بقيادة المستشارة إنجيلا ميركل، لإعداد ضريبة على المساجد كوسيلة ممكنة لضمان تمويل مستقل وداخلي لدور العبادة الإسلامية.
واستندت الصحيفة في ذلك على رد أرسلته الحكومة مؤخرا للبرلمان على استجواب قدمه الحزب الديمقراطي الحر "يمين وسط" حول ملف ضريبة دور العبادة.
لكن الحكومة قالت في ردها للبرلمان إن سلطة فرض ضريبة المساجد تعود لحكومات الولايات.
وركزت دي فيلت بالأساس على التمويل الذي تتلقاه المساجد التابعة لحركة ديتيب، وهي حركة إخوانية تتلقى تمويلات باهظة من الحكومة التركية، وتملك ديتيب 900 مسجد في جميع أنحاء ألمانيا.
وتجمع الولايات الألمانية ضرائب الكنائس من المسيحيين الذين يترددون عليها، أي أن كل من يسجل نفسه بأنه تابع لكنيسة معينة عليه أن يدفع ضريبة الكنيسة في إطار الاستقطاعات الضريبية الأخرى من الراتب الشهري لضمان تمويل مستقل للكنائس.
التحركات الألمانية المرتقبة تأتي بعد فضح مخططات تنظيم الحمدين الداعم لمشروع الإخوان الظلامي بألمانيا، حيث ذكرت حيث يسعى تنظيم الإخوان الإرهابي المدعوم من قطر لنشر سمومه في مدينة بون، بغرض السيطرة على الجاليات الإسلامية المقيمة بالمدينة.
وذكر موقع "جنرال انتسايجر" أن السلطات الأمنية في ألمانيا تراقب تحركات قيادات الإخوان المرتبطين بشكل وثيق مع قطر وتركيا.
وقال التقرير إن تنظيم الإخوان الإرهابي، يسعى لتوسعة نفوذه في مدينة بون للسيطرة على المسلمين في المدينة الواقعة غربي ألمانيا، وأن السلطات تضع مسجد المهاجرين شمال بون تحت رقابتها.
ونشطت الرقابة الأمنية في المدينة بعد زيارة عناصر قيادية في التنظيم الإرهابي للمسجد بشكل متكرر، حيث عقد القيادي الإخواني إبراهيم الزيات وهو من أهم قيادات التنظيم الإرهابي في ألمانيا، دروس وندوات دينية بالمسجد خلال عام ٢٠١٨، وكذلك خالد حنفي رئيس لجنة الفتوى التابعة للجماعة يلقي ندوات في المسجد بشكل دائم.
ونبه الموقع إلى أن بلدية المدينة التي دعمت تأسيس المسجد قبل سنوات تعلم بتردد مسؤولي التنظيم الإرهابي بكثافة عليه في الفترة الأخيرة، وأنه بات مركزا لأنشطته، لذلك تراقب السلطات الأمنية المسجد بدقة.
وذكرت تقارير صحفية، أن هيئة حماية الدستور "الاستخبارات الداخلية" في ألمانيا تراقب مؤسسات وعناصر التنظيم الإرهابي في ولايات البلاد، وترى أن خطرها يفوق خطر تنظيمي داعش والقاعدة الإرهابيين، لأنها تعادي الديمقراطية، وتعمل على خلق مجتمعات موازية تهدد السلم المجتمعي.
وفي وقت سابق، أكد وزير داخلية ولاية بافاريا الألمانية يواخيم هيرمان، في تصريح نشرته صحيفة "أوجسبرجر الجماينة" البافارية، أن تنظيم الإخوان الإرهابي يتبنى مواقف لا يمكن التوفيق بينها وبين مقتضيات الدستور الألماني، لذلك يتعين على الدولة أن تكون يقظة بهذا الشأن.
وفي السياق ذاته كشفت الحكومة الألمانية عن ارتباط وثيق بين فرع منظمة "الإغاثة الإسلامية" في ألمانيا وجماعة الإخوان وبالتحديد بحركة حماس الإسلامية.
ويأتي ذلك فيما بدأت الدائرة تضيق على أنشطة جماعة الإخوان المشبوهة في دول الاتحاد الأوروبي، التي من شأنها أن تشكل تهديدا لاستقرار وأمن دول التكتل التي ضيقت الخناق على كل المنظمات ذات التمويل المشبوه في إطار حملة كبيرة لوقف تمدد هذه الجماعة المصنفة إرهابية.
وجاء في رد الحكومة الألمانية على طلب إحاطة من الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر أن كلا من فرع المنظمة في ألمانيا"Islamic Relief Deutschland"، ومقرها الرئيسي في مدينة برمنجهام البريطانية "Islamic Relief Worldwide" لديه "صلات هامة" بجماعة الإخوان أو بمنظمات مقربة منها.
وقال النائب البرلماني عن الحزب الديمقراطي الحر، أوليفر لوكسيك: "ذهاب أموال دافعي الضرائب الألمان للإسلاميين فضيحة".
وذكرت صحيفة بيلد الألمانية أن مؤسسة قطر الخيرية، المدعومة ماليا من تنظيم الحمدين الإرهابي قدمت تمويلات مشبوهة لمشاريع تعليمية وثقافية يشرف عليها الإخوان في برلين.
وأوضحت أن "قطر فواندييشن" المرتبطة مباشرة بحكومة الدوحة قدمت منذ 1 نوفمبر الماضي تمويلات مشبوهة لـ6 مشاريع تعليمية وثقافية في ألمانيا، مضيفة أن "المؤسسة القطرية تشارك في تمويل بناء مقر منظمة بيت واحد التي تهدف إلى تحقيق التقارب بين المسلمين والمسيحيين واليهود، في برلين بتكلفة 45 مليون يورو".
وتساءلت صحيفة بيلد: "كيف تقبل مؤسسات ألمانية تمويلا لمشاريع تعليمية وثقافية من مؤسسة تقول الولايات المتحدة إنها تدعم الإرهاب؟".
ونقلت الصحيفة عن المتحدث باسم منظمة "بيت واحد"، كريستين كروب، قوله "قررنا قبول التمويل القطري، حيث إن مؤسسة قطر تمول أيضا مشروعين لدعم اللاجئين في منطقتي كرويتسبرغ ونيوكولن في برلين".
وكشف الصحيفة أن مؤسسة قطر الخيرية لا تمول فقط مبنى منظمة "بيت واحد"، ولكنها تدفع أيضا أموالا لخبراء تعليم تابعين للمنظمة من الديانات الثلاثة، يشرفون على مشاريع تعليمية في مدارس ولاية برلين.