قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو اليوم الأربعاء إن وزارة الخارجية تدرس عن كثب استحواذ الخطوط الجوية القطرية على حصة 49 بالمئة في شركة طيران إيطاليا.
وتحت إلحاح أسئلة بشأن الصفقة أثناء جلسة استماع في مجلس الشيوخ الأمريكي، قال بومبيو "نحن ندرس باهتمام شديد هذا القرار الذي اتخذته قطر مؤخرا لشراء 49% من شركة الطيران هذه".
وقال كل من الجمهوريين والديمقراطيين في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ إنهم يخشون أن الصفقة مع شركة الطيران الإيطالية تنتهك اتفاقية توصلت إليها الخطوط الجوية القطرية مع الولايات المتحدة في أوائل 2018.
وكانت الخطوط القطرية قد أعلنت العام قبل الماضي، الاستحواذ على حصة تقدر بـ49% في شركة إيه.كيو.إيه هولدنغ، الشركة الأم الجديدة لطيران إيطاليا التي كانت تعرف بـ"ميريديانا"، ولكنها أعلنت عن هوية جديدة في شهر فبراير الماضي بالتزامن مع الإعلان عن مرحلة جديدة من النمو والتوسع.
و"ميريديانا" هي ثاني أكبر شركة طيران في إيطاليا، وتملك شبكة وجهات قوية في أوروبا، وتوفّر فرص الربط مع المطارات الرئيسية في أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية وأفريقيا. وتهدف طيران إيطاليا الآن إلى تشغيل 50 طائرة بحلول عام 2022، منها 20 طائرة بوينغ 737 ماكس التي ستبدأ باستلامها ابتداءً من أبريل الجاري.
وكان نيوت جينجريتش، رئيس مجلس النواب الأمريكي الأسبق، قد هاجم هجوما عنيفا الخطوط الجوية القطرية لعدم التزامها باتفاقيات السماوات المفتوحة مع الولايات المتحدة، إضافة إلى دعم الحكومة القطرية الشركة المملوكة لها.
وأوضح، في مقال له نشر عبر موقع "فوكس نيوز" الأمريكي الشهر الماضي، أن اتفاقية السماوات المفتوحة بين الدول لشركات الطيران تسمح بتسيير رحلات جوية دون الحصول على موافقة مسبقة من الحكومة، مؤكدا أن أحد المبادئ الأساسية لاتفاقيات السماوات المفتوحة، البالغ عددها 126 اتفاقية، والتي أبرمتها الولايات المتحدة مع البلدان التي لديها شركات طيران مملوكة للحكومة، أن الرحلات يجب أن تعكس طلب السوق الفعلي ويضمن ذلك عدم تحقيق خسائر من تسيير رحلات دولية بهدف دفع شركات أخرى للإفلاس، ما يضمن تكافؤ الفرص بين شركات الطيران الخاصة ونظيرتها المملوكة للحكومة.
وقال جينجريتش إن إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اتخذت خطوة كبيرة في يناير 2018، عندما أجبرت قطر على الموافقة على تبني الشفافية فيما يتعلق بالشؤون المالية لشركات الطيران التي تملكها، كما ألزمت الإدارة الأمريكية قطر بالامتناع عن إضافة مزيد من الرحلات الجوية من بلدان أخرى إلى الولايات المتحدة.
وقال آسفاً: "لكن سرعان ما بدأت قطر في إيجاد طرق للتحايل على هذه الاتفاقية، فالخطوط الجوية القطرية تمتلك حصة نسبتها 49% في طيران إيطاليا، ولكن على الرغم من نصيب الأقلية، غالباً ما يقوم رئيس الشركة القطرية بتصريحات حول مستقبل الشركة الإيطالية كما لو كان مسؤولاً".
وطالب جينجريتش حكومة بلاده برد قوي تجاه قطر، مؤكداً أن ذلك سيظهر أن الولايات المتحدة لن تتغاضى عن أي تلاعب عالمي في التجارة، كما طالب بالضغط الدبلوماسي على الحكومة القطرية حتى تصدر أمراً لشركات الطيران المملوكة لها بوقف الرحلات الجديدة.
وفي ديسمبر، كتب 11 عضوا جمهوريا بمجلس الشيوخ الأمريكي إلى بومبيو يشيرون إلى أن الرحلات من ميلانو "تنسجم مع نمط للخطوط الجوية القطرية لإضافة طاقة استيعابية مدعومة في أسواق يوجد فيها بالفعل عدد كاف من الرحلات لتلبية الطلب."
وقالت مجموعة تمثل شركات الطيران الأمريكية الثلاث الكبرى ونقابات العاملين بشركات الطيران في ديسمبر "ما هو واضح الآن أن الخطوط الجوية القطرية ليس لديها نية للتقيد بالقواعد والعمل بشكل تعاوني مع الحكومة الأمريكية. نتوقع أن إدارة ترامب ستتخذ إجراءات قوية وتدافع عن العمال الأمريكيين ردا على هذه الانتهاكات"