لم يسبق أبدا أن شوهد التأثير المفسد للأموال بشكل صارخ مثلما يوجد في باريس سان جيرمان، بعدما تدخلت الإدارة القطرية برئاسة ناصر الخليفي، الذي يعد عراب تميم العار للاستثمارات القطرية في فرنسا.
وكشفت صحيفة بليتشر ريبورت، عن اقتراب انهيار مشروع الحمدين باريس سان جيرمان، بعدما لوّح الشاب الفرنسي كيليان مبابي أفضل لاعب ناشئ في العالم، أنه قد يرحل عن الفريق، الذي يمتلكه جهاز قطر للاستثمار، هذا الصيف.
وخلال حديثه وقت تسلمه يوم الأحد، جائزة أفضل لاعب في الدوري الفرنسي، ذكر مبابي البالغ من العمر 20 عاما فقط، أنه ربما حان الوقت لكي يخوض تحدي جديد، ما يؤكد أن اللاعب يخطط للهروب من جحيم تميم والذهاب إلى إحدى الفرق التي لم تفسد متعة كرة القدم.
وكتب المذيع مات سبيرو على حسابه في تويتر، أن مبابي أشار إلى أنه ربما يغادر باريس سان جيرمان. ونقل عن مبابي قوله بعد تسلمه الجائزة: "ربما حان الوقت لتولي المزيد من المسؤوليات، سواء كان ذلك في باريس سان جيرمان أو في أي مكان آخر".
أوضح سبيرو أن مبابي قال إنه في أول أو ربما ثاني منعطف تاريخي في حياته الكروية.
كما ذكر موقع أخبار متخصص في الشأن الرياضي في فرنسا عبر تويتر، أن مبابي ذكر بعد الاحتفالية أنه صرّح بما كان يتعين التصريح به، وأن الفعاليات تعد فرصة مناسبة لإرسال الرسائل، في إشارة إلى معارضة الإدارة القطرية برئاسة الخليفي رحيله، خاصة في ظل استغلاله للترويج لدويلة الذل والإرهاب، لتحسين صورتها الملطخة بالدماء والانتهاكات الإنسانية المتعددة.
وسبق أن انتقل مبابي في صيف عام 2017 إلى نادي باريس سان جيرمان، قادمًا من موناكو مقابل 180 مليون يورو، حيث خلال موسميْن فقط، سجل مبابي 45 هدفا في 55 مشاركة له في الدوري الفرنسي، ويُقال إنه طغى على نيمار بصفته أهم لاعب في الفريق.
ومن المرجح أن تؤدي تصريحات مبابي الأخيرة إلى إثارة اهتمام عدد من أكبر الأندية في أوروبا، وخاصة ريال مدريد، الذي بيّن أن تكاليف شراء مبابي المحتملة تصل إلى 280 مليون يورو "ما يعادل 246 مليون جنيه إسترليني".
كما أن لديه تعاقد مع النادي حتى عام 2023، وسوف يكون باريس سان جيرمان مترددا في بيعه، كما أن هناك احتمالية بأن مبابي لا يريد مغادرة ناديه، لكنه يحرص فقط على الحصول على المزيد من النفوذ فيه.
سيكون الفريق الفرنسي الذي تملكه قطر بحاجة إلى الرد بحذر على تصريحات مبابي الأخيرة، لأنه لن يمكنهم تحمل خسارة أفضل لاعب لديهم إذا أرادوا تحقيق إنجازا في دوري أبطال أوروبا الفترة القادمة.
ويواجه باريس سان جيرمان اتهامات بالفساد المالي، والتحايل على قواعد اللعب النظيف الذي أقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، بعدما تولت الإدارة القطرية زمام الأمور عام 2011، بعد فوزها باستضافة بطولة كأس العالم.
وكشف موقع "ميديا بارت" الفرنسي في تقرير سابق، أن صفقتي البرازيلي نيمار، أو الفرنسي كيليان مبابي، اللتين أنفق باريس سان جرمان عليهما أكثر من 380 مليون يورو، باتتا تحت مراقبة هيئة اللعب المالي النظيف في أوروبا، ما يعني أن النادي المملوك للقطريين بات معرضا لضربة قوية.
وأوضح الموقع الفرنسي أنه سيتوجب على النادي الباريسي إعادة مبلغ 170 مليون يورو لهيئة اللعب المالي النظيف هذا الصيف، لموازنة إنفاقه السابق، الأمر الذي يعني بيع أحد نجميه، نيمار أو مبابي، الصيف المقبل، لتفادي التعرض لعقوبة قد تحرمه من المشاركة في البطولات الأوروبية.
وأضاف ميديا بارت أن الفريق لن يستطيع تحقيق هذا المبلغ إلا في حال بيع أحد نجميه، فلا تقترب قيمة أي لاعب آخر في الفريق من هذا المبلغ الضخم.
وسبق أن تمت معاقبة نادي ملعب حديقة الأمراء عام 2014، عندما تم العثور على تناقضات في المعاملات التجارية للنادي من قبل غرفة التحكيم في هيئة الرقابة المالية على الأندية، التابعة للاتحاد الأوروبي.
وفي الشهر الماضي ، ذكرت صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن النادي المملوك للقطريين قد يواجه مشكلات في الصفقات الموقعة مع الكيانات القطرية والتي كانت أعلى بكثير من القيمة السوقية، لكن سان جيرمان اعترض على قرار إعادة فتح القضية وقرر المثول أمام محكمة التحكيم الرياضية للاستئناف.
وتشير التقارير إلى أنه إذا تم إدانة باريس سان جيرمان باستخدام العقود المضخمة لموازنة سجلاتهم المالية للمرة الثانية من قبل اليويفا، فقد يتم منع النادي الباريس من المشاركة في دوري الأبطال.
ومنذ الاستحواذ على الفريق، يستغل تميم العار نجوم النادي الفرنسي في العاصمة القطرية الدوحة من أجل المعسكر الشتوي للفريق، لتضليل الرأي العام، حيث دفعهم لزيارة الملاعب التي قيل أنها ستستضيف مونديال 2022، وإظهار تجربة وسائل النقل الحديثة المعدة للجماهير التي ستستخدمها في المسابقة العالمية والعديد من المرافق الرياضية والسياحية، كما يستغلهم في الدعاية لقطاعاته الاقتصادية المنهارة بفعل المقاطعة العربية.
وتتزايد التحركات الدولية ضد مخططات قطر الشيطانية، إذ وجهت اهتمامها نحو الذراع الرياضية للحمدين، التي باتت مهددة بالبتر بعد فضائحها، وعلى رأسها ناصر الخليفي "عراب الاستثمارات الرياضية القطرية"، الذي أضحى أمام العدالة في 4 دول عربية وأوروبية.