لا تتوقف محاولات تنظيم الحمدين راعي الإرهاب، عن تدشين فعاليات مخادعة للشعب القطري، حتى أن تميم العار لم يجد حرجا في المتاجرة بآلام الأطفال المصابين بمرض التوحد في قطر، من خلال الترويج لقرارات وهمية، دون النظر للمعاناة التي تتكبدها الأسر لرعاية أبنائها.
آخر مسلسلات التزييف القطرية، كانت بإعلان إطلاق خدمة جديدة لذوي اضطراب التوحد تتيح لهم الحصول على المواعيد الطبية في كافة المؤسسات الصحية بشكل ميسر بحيث تكون لهم الأولوية في حجز المواعيد لدى الأطباء.
القرار القطري التي احتفت به الأذرع الإعلامية للأمير الصغير وروجته على أنه خدمة جليلة لمرضى التوحد في قطر، لم يصب في صالح أحد، لكنه مجرد دعاية سياسية مزيفة اعتادت دوحة التمييز ممارستها.
لا تمثل مواعيد الأطباء أي مشكلات لمرضى التوحد في قطر، الذي يصل عددهم لأكثر من خمسة آلاف مريض وفقا للدكتورة سونيا تهتموني، استشاري أطفال بمركز تطوير الطفل، بمؤسسة حمد الطبية، لكن المشكلة الأكبر التي تعاني منها الأسر هى ارتفاع تكاليف العلاج والرعاية الطبية في المؤسسات القطرية حتى الحكومي منها.
ووفقا لتقارير صحفية محلية فإن أسر الأطفال المصابين بالتوحد في قطر يخضعون لابتزاز ممنهج من قبل المراكز الطبية بسبب غلاء الأسعار، إضافة لتدني مستوى الخدمة، والتي قد تصل في بعض الأحيان لستة آلاف ريال، لكل طفل.
واشتكى عدد من الأسر القطرية من استغلال المراكز الطبية في قطر لحالة أبنائهم الطبيبة، حيث أن بعض المراكز ترفع الخدمة التي تقدم في الأوقات العادية للضعف بمجرد معرفة المسؤولين أن الطفل يعاني من التوحد.
صحيفة العرب القطرية المقربة للنظام أقرت بالانتهاكات الممنهجة التي تمارس ضد مصابي التوحد وأسرهم، حيث أكدت تراجع الخدمات بشكل كبير كما أن غالبية المركز المتخصصة تشغل موظفين غير ناطقين بالعربية لرخص مرتباتهم، وبالتالي لا يعرفون كيفية التواصل مع الأطفال وهو ما يزيد من تفاقم المشكلات الصحية لديهم.
ونقلت الصحيفة عن ولي أمر يدعى وائل أنه رصد تدني الخدمات، المقدمة في المراكز الحكومية، والارتفاع الجنوني في المراكز الخاصة التي تعالج أطفال التوحد بقطر.
وقال إنه رغم الإدعاءات التي تروجها عصابة آل ثاني عن جهود قطر في رعاية المتوحدين، فإن الخدمات متواضعة والعلاجات البديلة غير متوفرة إطلاقا، وفي كثير من الأوقات يضطر إلى طلب النجدة من أميركا للحصول على المكملات الغذائية والفيتامينات.
ونقلت الصحيفة عن أولياء الأمور أنهم أمام هذا الواقع المهول يدعون المعنيين بالشأن الصحي إلى جلب طواقم متخصصة في هذا المجال، وتوفير الغذاء، وتجويد الخدمات.
ويقول أحمد الأنصاري إنه غير راض عن أسلوب الجهة المعنية بالتشخيص في قطر «وهناك تقصير كبير في التفاعل مع المصابين». وحسب الأنصاري، وهو أب لطفلة مصابة بالتوحد، فإن الخطوات الإرشادية في قطر غير سليمة، وأحيانا يعطي الطبيب الخاص إرشادات خاطئة، قائلا إن الخدمات متواضعة ولا يوجد في الوقت الحالي أي علاج.
ويأسف الأنصاري، فحتى مع تطور البحوث ذات العلاقة بالتوحد ووجود أطباء يعالجون المصابين في مصر والكويت والسعودية لا يوجد في قطر أي علاج، ويقتصر التدخل على العلاج التأهيلي فقط.
واتهم الأنصاري مستشفى حمد بالتقصير وإهانة المريض، فوفق قوله من المفترض عند تشخيص الحالة إخبار ذويها بحقوقهم والخدمات التي تقدم لهم في مختلف المؤسسات.
وقال الأب إن غياب هذه الحلول في قطر رتب أعباء كبيرة على أولياء أمور المتوحدين، حيث يضطرون للسفر إلى مصر والسعودية والكويت لمقابلة الأطباء.
ويقول الأنصاري إنه سافر أكثر من مرة إلى الكويت ومصر، ولم يحصد نتائج إيجابية لعدم تمكنه من المتابعة بشكل متقارب، حيث يزور الأطباء كل ستة أشهر، بينما الطبيعي أن تكون المتابعة كل شهر.
وبالإضافة إلى أعباء السفر والانشغالات تكلف زيارة الأطباء في الخارج مبالغ طائلة، حيث يتقاضى المعالج دفعة أولية بقيمة 15 ألف ريال.
وتتعدد أوجه معاناة المتوحدين، حيث يلزمهم الحصول على مكملات غذائية وأدوية غير متوفرة في المنطقة، ما يستدعي طلبها من الولايات المتحدة، وتكلف الوصفة الواحدة 4 آلاف ريال.
ويقول الأنصاري إن شعور الشخص بأنه عاجز عن مساعدة فلذة كبده وإنقاذه من الضياع، تترتب عليه معاناة نفسية لا يمكن تحملها ولا يجدي معها سوى طلب اللطف من الله واحتساب الأجر عنده، متهما عصابة آل ثاني بإهمال أبنائهم.
سعيد الشحي ولي أمر طفل متوحد يقول إنه لا توجد خبرة ولا توجيه «فنحن تائهون وقد شاركنا في الكثير من الدورات التي لم تسعفنا في التعامل مع الولد».
ويلاحظ الشحي أن هناك فرقا كبيرا بين المعاملة التي يلقاها مرضى التوحد في قطر ونظرائهم في دولة الإمارات العربية المتحدة، ومصر، ويتعزز مأزق أولياء أمور المتوحدين في مجال التغذية بالذات، حيث ينصح المصاب بتناول ما يسمى الأكلات العضوية والتي لم تتوفر في قطر إلى الآن، رغم ما يشاع عن تقدم رعاية الدولة لهذه الشريحة من المجتمع، حسب الشحي.
يضطر الشحي للسفر للسعودية من أجل شراء مأكولات لولده المتوحد، ما يضيف عليه أعباء مادية وبدنية لا يمكن تحملها على مرّ السنين.
وبعد مقابلات كثيرة مع مسؤولي التغذية في مستشفى حمد، خرج الشحي خالي الوفاض، ولم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، حتى إنه بات يعتقد أن المعنيين بالتوحد لا يفقهون عنه شيئا «فلم نتوصل لأية معلومة مفيدة حتى الآن».
ويأسف لأنه لا توجد حلول لمرضى التوحد ولا بدائل غذائية «فكل طبيب له رأي مغاير للآخر وبعد الركض وراء الجميع لم نلحظ أي تحسن».