يبدو أن إيران نجحت في تحويل تميم العار ودويلته الصغيرة إلى تابع ذليل، لا تخشى ردة فعله من إهانته علنا، بل وصل الأمر إلى أن أصبح تنظيم الحمدين لا يملك أي قرار أو استقلال بعدما جعلت طهرات دوحة التطرف، مجرد بقرة حلوب تمول إرهاب ميليشياته في دول العرب.
حسين دهقان وزير الدفاع الإيراني السابق وعضو الحرس الثوري، والذي يشغل منصب مستشار آية الله خامنئي المرشد الأعلى للثورة الإسلامية، جدد حديثه بضرب الدوحة، مؤكدا جاهزية نظام الملالي لقصف القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط والتي من بينها قاعدة العديد القريبة من القصر الأميري في الدوحة، إضافة إلى قاعدة أخرى تدعى السيلية تضم المئات من الجنود الأمريكان.
وهدد المستشار العسكري للمرشد الأعلى الإيراني بالدخول في مواجهة خطيرة، إذا تغير وضع مضيق هرمز، في ظل الدعوات الغربية لإطلاق مهام حماية للسفن التي تمر عبره، في حين أكد الرئيس حسن روحاني أن بلاده لم ولن تضيّع أي فرصة للتفاوض مع واشنطن.
وفي رد هو الأعنف على جهود الولايات المتحدة والدول الأوروبية الساعية لإطلاق مهمة لحماية الملاحة في مياه الخليج، قبالة سواحل إيران، حذّر حسين دهقان من أن أي تغيير في وضع مضيق هرمز، الذي تقول طهران إنها تحميه، يفتح الباب أمام مواجهة خطيرة.
وقال دهقان، في تصريحات صحافية، إن طهران لن تتفاوض مع إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تحت أي ظرف، مضيفا: "معادلة إيران في هرمز هي: إما أن ينعم الجميع بالأمن ويصدروا نفطهم، وإما لا".
وتابع: "كل القواعد والقطع العسكرية الأميركية بالمنطقة ستتعرض لاستهداف مباشر، إذا اتخذت واشنطن قرار الحرب"، مؤكداً أن أي حرب أميركية ضد بلاده يعني أن أميركا ستواجه إيران وحلفاءها في كل المنطقة.
وفي تعليقه على التوتر الراهن بمضيق هرمز، عقب احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانية بعد مدة وجيزة من احتجاز ناقلة إيرانية في جبل طارق الخاضع للندن؛ قال دهقان، الذي كان وزيرا للدفاع، إن مقترح بريطانيا بتشكيل قوة أوروبية في هرمز قد يجر إلى ما ليس في الحسبان.
وأبدى استعداد بلاده لعقد ائتلافات سياسية وأمنية مع جيرانها لتأمين استقرار المنطقة، من دون أن يحدد مَن الجيران المعنيين. وشدد مستشار المرشد للشؤون الدفاعية على أن طهران لن تتفاوض مع أحد بشأن منظوماتها الصاروخية، مضيفاً أن هذا الأمر «وهم لن يتحقق».
ويبدو أن حديث دهقان حمل تهديدات إيرانية شبه صريحة، بأن كل من سيقف أمام تحركات عصابة خامنئي الخبيثة سيسحق، حتي لو كانت دويلة قطر الحليف الأول لها في المنطقة.
لكن بعد هذه التصريحات لم يكن هناك أو توقعات برد من الدوحة، بعدما تحول تنظيم الحمدين إلى عبد ذليل يتلقى التقريع الفارسي في صمت وخنوع، فيما وجه مدونون عبر تويتر انتقادات لاذعة بسبب صمتها عن تهديدات إيران.
ووجه مدونون عرب بينهم كتاب وإعلاميون ومحللون سياسيون، انتقادات لاذعة لدولة قطر، بعد أن التزم قادة الدوحة الصمت تجاه تهديدات إيرانية بقصف القاعدة الأمريكية التي تستضيفها الدولة الخليجية الصغيرة على أراضيها.
وتصريح دهقان الذي يشغل منصب مستشار للزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، هو جزء من تصريحات حادة اللهجة بين واشنطن وطهران على خلفية تطور خلافهما الذي أعقب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق مع إيران حول برنامجها النووي.
ورغم سيل التصريحات السياسية حول التوتر في منطقة الخليج العربي، والملاحة فيه، من قبل مسؤولي دول المنطقة بجانب زعماء الدول الأوروبية، اختار قادة الدوحة تجنب الرد على إيران التي ترتبط معها بعلاقات وثيقة.
وجرّ ذلك الصمت انتقادات لم تغب عنها السخرية من موقف الدوحة حيال تهديد أراضيها بشكل مباشر من دولة تتحالف معها، فيما دعاها آخرون للتخلي عن طهران وإرضاء جيرانها في دول الخليج العربي الذين يقاطعونها منذ منتصف العام 2017.
وقال رئيس تحرير صحيفة ”الشرق الأوسط“ السابق، سلمان الدوسري، في انتقاد لموقف الدوحة: "بعدما كان الحليف الحقيقي يعزك ويرفع من شأنك… جاء الحليف الذي يهينك بينما أنت أعجز عن الرد بكلمة… سبحانه… يعز من يشاء ويذل من يشاء… #ايران_تهدد_بضرب_قطر".
وأشار الكاتب السعودي، أحمد الشمراني، لالتزام المسؤولين القطريين للصمت حيال إيران، شأن إعلاميي الدوحة، وكتب: "لاجزيرة تتكلم ولا وزير الخارجية القطري يستنكر ولا العذبه يغرد كلهم على الصامت انه الذل في أقبح صوره ياتميم…..!!".
ووصل التوتر بين واشنطن وطهران إلى أوجه في الشهرين الماضيين، حيث بدأت إيران بعرقلة مرور ناقلات النفط في مياه الخليج، واحتجاز بعضها بالتزامن مع تسجيل حوادث تخريبية لناقلات أخرى، وبالتزامن أيضًا من اشتداد العقوبات الأمريكية على طهران من انسحاب واشنطن من الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني.
ويميل بعض المحللين السياسيين لتوقع اندلاع مواجهات عسكرية مباشرة بين واشنطن وطهران، وهو سيناريو يضع الدوحة في موقف محرج، فبينما تستضيف كبرى القواعد العسكرية الأمريكية على أراضيها، تتخذ من إيران بلدًا صديقًا.