جلف نيوز: إنفاق الدوحة المبالغ فيه يعزز تهاوي الاقتصاد القطري

أشار الخبير الاقتصادي  محمد العسومي في صحيفة "جلف نيوز" الإماراتية إلى أن المؤشرات الاقتصادية التي تصدرها الهيئات الدولية وحتى بعض الكيانات الداخلية كالخطوط الجوية القطرية، تنبئ بأنّ المسار الداخلي معاكس لما يدعيه إعلام الدوحة من قدرة على مواجهة المقاطعة العربية.

وأضح العسومي أنه عملياً، ينكمش الاقتصاد القطري وتهبط المؤشرات المالية والمصرفية الأساسية إلى مستويات مقلقة، حيث حافظت وكالة التصنيف الائتماني المؤثرة ستاندرد أند بورز على نظرة سلبية إلى المستقبل الاقتصادي للدولة القطرية بسبب استمرارها في استخدام الأصول المالية الخارجية الضخمة للتخفيف من آثار المقاطعة. هذا بالإضافة إلى تخفيض تصنيف المصرف التجاري القطري ومصرف الدوحة من قبل وكالة موديز للخدمات الاستثمارية.

علاوة على ذلك، انخفضت الودائع التي يحتفظ بها العملاء غير المقيمين بنسبة 24% منذ بدء المقاطعة، الأمر الذي حرم المصارف القطرية من حوالي 40% من الأموال المملوكة من أجانب، بحسب دراسة لصندوق النقد الدولي. كما أن نسبة احتياطات النقد الأجنبي التي يحتفظ بها المصرف المركزي القطري انخفضت أيضاً بحوالي 17% خلال الفترة نفسها.

كما أشار العسومي إلى الشركات الخاصة والمساهمة والتي تشكل جزءاً أساسياً من الاقتصاد القطري، حيث هبطت الأرباح الصافية لشركة الاتصالات أوريدو ومقرها الدوحة 60% في الربع الثاني من السنة الحالية. في هذا الوقت، ارتفعت الخسائر في قطر فيرست بنك إلى 354 مليون ريال قطري بزيادة 361% وارتفع صافي الخسارة في السلام العالمية للاستثمار بنسبة 73% في الربع الثاني من 2018 مقارنة بالفترة نفسها خلال السنة الماضية.

ويرى العسومي أن هذه الأرقام مجرد أمثلة على شكل معاناة الاقتصاد القطري وشركاته المساهمة العامة والخاصة من تدهور الأداء منذ بداية المقاطعة في يونيو 2017. وهناك تهديدات أخرى أيضاً من بينها التكاليف العالية للوادرات وارتفاع التضخم وهروب الرساميل والإنفاق العسكري الهائل غير المتناسب مع الحاجات الأمنية والعسكرية الحقيقية لقطر، والذي يهدف فقط إلى إرضاء الدول المصطفة مع قطر في خلافها مع جيرانها.

ومنذ بداية الأزمة، اشترت قطر أسلحة وتجهيزات عسكرية بقيمة 55 مليار دولار، هذا من دون ذكر التكلفة الضخمة لوجود القوات الأجنبية التي انتشرت في قطر بعد المقاطعة. إنّ جندياً واحداً منتشراً في قطر يكلفها أكثر من 9000 دولار شهرياً، يضاف إلى ذلك كلفة الخدمات والمنشآت الأخرى التي يفرضها الوجود الضخم للقوات الأجنبية.

وأضاف العسومي أن هناك قنوات أخرى تبدد من خلالها قطر أموالها، فهي تموّل الحملات الإعلامية في محاولة للاستحصال على الدعم من القوى العالمية كما تمول في الوقت نفسه الحملات الإعلامية ضد الدول المقاطعة. كما أنشأت حسابات وهمية أصبحت بديهية جداً بعد انخفاض عدد متابعي حساب الأمير القطري على تويتر بأكثر من مليوني متابع، بعدما علق تويتر هذه الحسابات.

حاولت قطر مؤخراً إنقاذ بعض حلفائها من أزماتهم الاقتصادية مثل إيران وتركيا عبر ضخ مليارات الدولارات في اقتصاديهما، حيث أعلنت الدوحة استثمار 15 مليار دولار لمساعدة تركيا على إيقاف تدهور ليرتها واضعة نفسها في موقف معارض مع الولايات المتحدة، حليفتها البارزة ورئيسها دونالد ترامب الذي ينتهج سياسة ليّ الأذرع مع تركيا. كما أن قطر لديها أرصدة نقدية كبيرة في الخارج لكنها تتعرض للإهدار وسيتم استنزافها إذا استمرت الأزمة القطرية ثلاث سنوات أخرى أو حتى أقل. إنّ الاقتصاد القطري صغير جداً بالمقارنة مع الاقتصادين اللذين تحاول مساعدتهما.

واختم العسومي حديثه بالقول إنّ الإنفاق القطري في مجالات كثيرة، من بينها الوجود العسكري الأجنبي والهجمات الإعلامية والواردات وإنقاذ مؤسساتها المالية والنقدية وأصولها الأجنبية، يفرض تحدياً سيغذي انحسار اقتصاد الدوحة.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج