تصريحات جديدة واعترافات جديدة تؤكد دعم قطر للإرهاب والفوضى في المنطقة، أجرى حمد بن جاسم، رئيس الوزراء القطري السابق وأحد قطبي تنظيم الحمدين، حوارا، الإثنين الماضي مع قناة "فرانس 24"، أدلى فيه بتصريحات واعترافات تؤكد مدى بشاعة النظام القطري.
اعترافات بن جاسم أكدت دعم بلاده للجماعات الإرهابية، وتحديدا تنظيم القاعدة متمثلا في جبهة النصرة في سوريا، وذلك بعد أن كشف دون قصد عن مخطط التنظيم الإرهابي بعد انتهاء معركة إدلب، وشدد على دعم بلاده لسياسات إيران التخريبية الساعية إلى تفكيك دول المنطقة، وإشعال الفتن بين شعوبها، فضلا عن المتاجرة بالقضية الفلسطينية ومساندة إسرائيل.
فعند سؤاله حول مستقبل الأوضاع في سوريا بعد معركة إدلب، أجاب بن جاسم: "نعم إدلب ستسقط، ولكنها ليست نهاية الحرب"، وذلك في اعتراف بانتصار متوقع للنظام السوري في هذه المعركة، التي يعد أبرز أطرافها "جبهة النصرة"، الامتداد التنظيمي لتنظيم القاعدة الإرهابي.
ويحمل هذا التصريح في طياته العديد من الدلالات التي تؤشر على استمرار دعمهم للنصرة في سوريا بعد معركة إدلب، استكمالا لمخطط الفوضى الذي يتبناه تنظيم الحمدين.
ففي وقت سابق، اعترف بدعم جبهة النصرة في سوريا في أحد حواراته التلفزيونية، وقال نصا: "يمكن أن يكون حدث خطأ في دعم المعارضة السورية.. يمكن الموضوع كان له علاقة بجبهة النصرة".
وبسؤاله حول اتهام قطر بتمويل جبهة النصرة التابعة للقاعدة، أجاب:أنت تعلم، أنا لم أكن متورطاً في ذلك بشكل مباشر، وعندما واجه المحاور بالتأكيد أنه كان متورطاً، حاول التهرب من التهمة بالقول: لقد كنت متورطاً كرئيس للوزراء، نعم، ولكني دعني أصيغها بهذه الطريقة.. لا أعتقد أنه كان لدينا علاقة بأي طرف ولم تكن الولايات المتحدة أو أي حليف على دراية بتلك العلاقة".
وعند حديثه عن رؤية قطر تجاه إيران، قال بن جاسم: "علينا أن نسعى جاهدين لإيجاد علاقات طبيعية مع إيران.. لذلك أفضل شيء أن نتحدث مباشرة مع الإيرانيين"، متجاهلا سياساتها التخريبية في المنطقة، وتحديدا تجاه دول الخليج.
ويؤكد هذا التصريح خروج الدوحة عن السرب العربي الخليجي، الرافض لتدخل إيران في شؤون دول المنطقة، الذي أعلنته قمة الدول العربية الـ29 التي جاءت تحت عنوان "قمة القدس".
وتجاهل بن جاسم، التهديدات المستمرة الإيرانية تجاه مملكة البحرين، عبر تشكيل خلايا مسلحة وتنفيذ عمليات إرهابية وتأجيج الفتن، كما تناسى متعمدا موقف طهران من السعودية لا سيما فيما يتعلق بمحاولاتها المستمرة لاستغلال البعد المذهبي لتأجيج الفتن في شرق المملكة، والتدخل في شؤونها الداخلية، وتناسى أيضا أن إيران تحتل أراضي عربية، وتمارس العنصرية ضد كل ما هو عربي على أراضيها، وهو ما يتجلى في الإعدامات المستمرة لسكان إقليم الأحواز العربي.
ولكن.. هذا الموقف يتسق مع تغريدات سابقة له، دعا فيها دول مجلس التعاون الخليجي إلى العمل على خلق أرضية مشتركة للتعايش مع نظام طهران الذي يستهدف أمنها يوما تلو الآخر.
أما عن حديثه حول القضية الفلسطينية والموقف الأمريكي منها، فقال: "إسرائيل مفتاح باب البيت الأبيض وباب مجلس الشيوخ، هذه هي الحقيقة وهذه هي المشكلة"، في اعتراف جديد بفتح قنوات اتصال بين الدوحة وتل أبيب؛ للحصول على دعم الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم أن هذا التصريح جاء في سياق الحديث عن القضية الفلسطينية وتطور الموقف الأمريكي منها، لكنه يكشف ملامح العلاقات القطرية مع إسرائيل، رغم تغريداته المستمرة لدعم القضية الفلسطينية والفلسطينيين، وهو ما يؤكد أن الدوحة تتاجر بالقضية الفلسطينية؛ إما لتحقيق أهداف بيعنها، وإما تنفذ دورا مرسوما من تل أبيب.
وسبق أن اعترف حمد بن جاسم بعلاقات تجمع قطر وإسرائيل، دون أن يوضح مبررا لذلك حين سألته إحدى الفتيات عن قيمة هذا الأمر، خاصة أن هناك دعما تجاريا للاحتلال، فظل كعادته يدور في حلقات مفرغة ولم يستطع الرد بصورة وافية.