أثار الكشف عن الدعم المالي السخي الذي تقدمه الدوحة لمجموعة من المدارس الأمريكية؛ وذلك لتدريس برامج ومناهج عربية برؤية قطرية إخوانية متطرفة، تهدف لتلميع صورة الإمارة الخليجية المتهمة بدعم الإرهاب والجماعات المتشددة، وشراء ولاء المتعلمين الصغار، الكثير من الجدل والغضب في الولايات المتحدة.
وأشار موقع "ديلي كولر" الأمريكي في تقريره إلى دعم قطر عبر مؤسسة قطر الدولية أكثر من 30 مدرسة عامة، و10 جامعات وكليات في كاليفورنيا، وكونيتيكت، وماساتشوستس، ومينيسوتا، ونيويورك، ونورث كارولينا، وأوريجون، وتكساس، وفرجينيا، وواشنطن، وواشنطن العاصمة.
وتندرج مؤسسة قطر الدولية تحت مؤسسة قطر الخيرية التي يصنفها رباعي المقاطعة العربي منظمة إرهابية. وتأسست "قطر الدولية" في عام 2012 في الولايات المتحدة لتقديم الأموال والمنح للمدارس العامة لتعزيز البرامج العربية للأطفال كسبب معلن، وتعزيز صورة الدوحة، وتلميع وجهها القبيح في الباطن.
وبحسب الموقع الأمريكي فإن معايير الحصول على المنحة القطرية تظل غير واضحة ومبهمة؛ لأن عملية التقديم تتطلب من المدارس إرسال بريد إلكتروني إلى مؤسسة قطر الدولية للإجابة عن استبيان. ولا تفصح أي من المدارس عن كيفية قبولها للحصول على المنح على مواقعها الإلكترونية.
وعبر موقع يسمى "المصدر" تنطلق مؤسسة قطر الدولية لنشر المفاهيم القطرية، وتلميع صورة الإمارة الخليجية الصغيرة في صورة مئات من الدروس والمواد التعليمية للمتعلمين الأمريكيين الصغار، يدرسونها بموجب المنحة التي تقدمها الدوحة للمدارس المنتسبين إليها.
يعرض أحد الدروس على الموقع درسًا يحمل عنوانًا خطيرًا "التعبير عن ولائك لقطر". وبه مقطع فيديو على "يوتيوب"، يعبِّر فيه عددٌ من المصرفيين القطريين عن ولائهم للبلاد والحكومة وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني وشعب قطر. ويأتي الدرس بدون إرشادات للمعلمين.
ولا يذكر الدرس حقيقة أن 95٪ من القوى العاملة في قطر تتكون من 2.1 مليون عامل هندي ونيبالي، يعملون في "العبودية المعاصرة"، كما يصفها الموقع الأمريكي.
ويلفت التقرير في إحدى فقراته إلى مَنْح قطر، التي اتُّهمت بمحاولة التأثير على حكومات الدول الأخرى، نحو مليار دولار في شكل مِنَح للجامعات الأمريكية، بما فيها جامعة جورج تاون، وجامعة تكساس إيه آند إم، وجامعة كارنيجي ميلون، وجامعة كورنيل، والعديد من الجهات الأخرى.
فقد تلقت جامعة جورج تاون تمويلا من قطر أكثر من أي جامعة أمريكية أخرى، بلغ نحو 333 مليون دولار، وفقا لما أورده "دايلي كولر" نقلا عن تقرير العقود الأجنبية من مكتب المعونة الطلابية الفيدرالي التابع لوزارة التعليم الأمريكية.