أثارت الزيارات المتكررة لقيادات تنظيم الإخوان في ليبيا إلى قطر وتركيا، خلال الفترة الأخيرة، مخاوف جدية من مخطط قطري تركي لإرباك المشهد السياسي الليبي وتغذية الصراعات، بهدف إجهاض الحلول السياسية وتعطيل الانتخابات المرتقبة.
وأجرى رئيس مجلس الدولة الاستشاري القيادي في حزب العدالة والبناء الذراع السياسي لجماعة الإخوان، خالد المشري زيارة إلى قطر يوم الأحد الماضي، التقى خلالها وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في العاصمة الدوحة في زيارة استمرت يومين.
وسبق لقاء الدوحة، اجتماع آخر لقيادات إخوانية ليبية في فندق تابع لجهاز الاستخبارات التركية، في مدينة إسطنبول، ناقش مخطط الإخوان في المرحلة المقبلة، وسط مخاوف من دعم أنقرة للميليشيات بالأسلحة لإرباك المشهد العام، خاصة في العاصمة طرابلس.
وتعليقًا على هذه التحركات، أكد الناشط الليبي يعقوب المصراتي، أن "المخطط التركي القطري في ليبيا يهدف إلى إجهاض إجراء أي انتخابات محتملة، لأنهم يعلمون جيدًا، أن الإخوان لن يتمكنوا من الفوز فيها نظرًا إلى أن الشعب أصبح يرفضهم."
أضاف المصراتي أن قطر تدعم إخوان ليبيا عبر منابرها الإعلامية بالدرجة الأولى، فيما تدعم تركيا الميليشيات الإخوانية بالسلاح والعتاد، معتبرًا أن هذه التدخلات السافرة في الشأن الداخلي عمَّقت الأزمة وأجَّجت الصراعات.
وإستنكر المصراتي الصمت الدولي على الانتهاكات والتجاوزات التي يرتكبها المحور القطري التركي، مطالبًا الليبيين بالتحرك والتنديد بهذه التدخلات الخارجية.
من جانبه قال الناشط الحقوقي الليبي جمال فلاح، إن المساعي إلى إجراء انتخابات في ليبيا أصبحت تواجه بضع صعوبات، أهمها التدخلات الخارجية، خصوصا من قبل المحور التركي القطري، داعيًا الشعب الليبي إلى محاكمة هذه الدول والتنديد بتصرفاتها.
واعتبر فلاح كل المخططات التركية والقطرية المرتكزة على جماعة الإخوان سيكتب لها الفشل، بسبب وعي الشعب الليبي بخطورة هذه المخططات الرامية إلى زعزعة الاستقرار في البلاد.
وكانت مصادر ليبية كشفت، الأسبوع الماضي، عن لقاء جمع قيادات إخوانية ليبية في العاصمة القطرية الدوحة، وذلك في أعقاب الانتصارات التي حققها الجيش الوطني الليبي في جنوب البلاد.
ورجحت المصادر، أن يكون الهدف من الاجتماعات هو "العمل على إطلاق حملة ممنهجة ضد الجيش، عبر التخطيط لعمليات إرهابية والتصعيد ميدانيًّا من خلال تحريض الميليشيات المسلحة على استهداف الجيش الليبي."
يذكر أن استمرار إرسال تركيا لشحنات أسلحة إلى ليبيا، قد أثار هواجس مِن سعي أنقرة إلى تسليح الميليشيات لإشعال حرب جديدة، ونسف كل جهود التهدئة التي يقودها المجتمع الدولي بعد سنوات من الصراع.
ضبطت دوريات الجيش الوطني الليبي في مدينة طبرق خلال يناير الماضي، شحنة أسلحة تركية الصنع بعد مطاردة وتبادل إطلاق النار مع راكبيها، حسب ما ذكر موقع ”المتوسط“ الإخباري الليبي.
ويأتي الكشف عن تلك الشحنة بعد أيام قليلة من ضبط شحنتي سلاح على متن باخرة في ميناء الخمس، غرب البلاد، وبعد ضبط شحنة متفجرات على يد السلطات اليونانية قبل عام، كانت في طريقها إلى ليبيا أيضًا.