بعدما اجتمع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الشركات الأمريكية المتضررة من انتهاك الخطوط القطرية عبر الناقلة التابعة لها "إيطاليا إير" لاتفاقية الأجواء المفتوحة، يبدو أن الصراع سيستمر بين الناقلة القطرية والجانب الآخر في الغرب، في ظل استمرار تنظيم الحمدين سرقة الركاب عبر عروض سخية.
وكشف تقرير لصحيفة "ناشونال ريفيو" أن رؤساء معظم شركات الطيران الأمريكية الكبرى، اجتمعوا مع كل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونائبه مايك بينس للتعبير عن شكواهم.
ويشير التقرير إلى أن شركات الطيران الأمريكية، أكدت في أكثر من مناسبة أن قطر تنتهك نص وروح اتفاقية السماوات المفتوحة، التي تنظم وصول شركات الطيران إلى أراضي البلدان الأخرى، باعتبارها المالكة للخطوط الجوية القطرية التي تملك 49% من إيطاليا إير.
واعتبرت شركات الطيران أن الهدف منها هو إفادة المستهلكين، من خلال توفير الدخول المفتوح، ما لم تستغل شركات النقل المدعومة من الحكومة أفضلية مصطنعة للتنافس بشكل غير عادل مع شركات النقل الخاصة.
ويدور الخلاف هنا حول ما إذا كان بوسع قطر استخدام شكل من أشكال تجارة "الشحن العابر" - وهي الطريقة التي تستخدمها الصين لتجنب التعريفات الجمركية عن طريق تحويل مسار الكثير من صادراتها من الصلب والألومنيوم لتمر عبر ماليزيا أو فيتنام قبل أن تصل إلى الولايات المتحدة - للتملص من اتفاقية 2018 مع الولايات المتحدة التي تنص على عدم تسيير رحلات جوية بين أوروبا والولايات المتحدة.
وفي الجانب الآخر تدعي الخطوط الجوية القطرية كذبا أن النمو الهائل الذي حققته في الآونة الأخيرة ليس مدعوم من قبل حكومة قطر، لكن إعلان الحكومة القطرية في السنة المالية 2017، ضخت 491 مليون دولار في شركة الخطوط الجوية القطرية، يكذب مزاعم رئيسها أكبر الباكر.
يشير التقرير إلى أنه على الأرجح لم تكن مصادفة أنه في نفس ذلك العام اشترت الخطوط الجوية القطرية حصة قدرها 49% في شركة طيران منهارة تدعى طيران إيطاليا (إير إيطاليا)، والتي كانت رحلاتها سابقًا تقتصر فقط على الصعيد الإقليمي في أوروبا، إلى جانب عدد بسيط من الرحلات الموسمية إلى الولايات المتحدة.
وتوضح الصحيفة أنه بعد يومين من شراء الخطوط الجوية القطرية حصة في "طيران إيطاليا"، بدأت الشركة الإيطالية في التوسع، وباتت الآن تنظم رحلات متواصلة من ميلان في إيطاليا إلى نيويورك وميامي في الولايات المتحدة طوال العام. كما تنظم أيضًا رحلات جوية من ميلانو إلى لوس أنجلوس وسان فرانسيسكو في الصيف.
واستهدفت هذه الصفقة بوضوح سرقة الركاب من شركات الطيران الأمريكية، وفي إمكان شركة طيران إيطاليا أن تعتمد على الدعم الحكومي القطري لتعويض أي خسائر بينما تعزز حصتها في السوق.
ويصف المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية المتحدة (يونايتد إيرلاينز)، أوسكار مونوز، طيران إيطاليا بأنها "النسخة الإيطالية من الخطوط القطرية"، وأخبر ترامب، خلال الاجتماع بالمكتب البيضاوي، أن الشركة تسير رحلاتها بما يتعارض مع اتفاقيات الخدمات الجوية القائمة.
وشدد أنه على ترامب أن يأخذ في الحسبان موقف المفوضية الأوروبية، التي ترى أن أنشطة طيران إيطاليا مسموح بها بموجب اتفاقية السماوات المفتوحة. الشهر الماضي، استخدمت المفوضية على غير العادة لغة واضحة لتحذير الولايات المتحدة من أنها "ستتخذ جميع الخطوات اللازمة للدفاع" عن حقوق شركة طيران إيطاليا إذا حاولت واشنطن تقييد خدماتها الجوية عبر الأطلسي. بعبارة أخرى، إذا فرضت الولايات المتحدة عقوبات على طيران إيطاليا، ستتجه المفوضية الأوروبية إلى معاقبة شركات الطيران الأمريكية.
لكن من غير المرجح أن يتم إقناع إدارة ترامب بسهولة بالعدول عن العقوبات، إذ لطالما كانت قلقة بشأن إساءة استخدام الدول الأجنبية للشحن العابر. العام الماضي، قال ترامب للصحفيين: "إذا كنت تتحدث عن الصين، فقد قرأت ما كتبه الصحفيون عن أن 2% من واردات الصلب تأتي من الصين. حسنًا، هذا ليس صحيحًا.. إذ إنها يعاد شحنها عبر عدد من البلدان الأخرى".
وتابع: "لذا، انتبه إلى نتائج المفاوضات الأمريكية مع الصين بشأن التعريفات الجمركية - من المقرر أن تنتهي هدنة يونيو التي أعلنت كلتا الدولتين بموبجها عن منع الزيادات المقررة في الرسوم الجمركية هذا الخريف. ستطرح قضية الشحن العابر في تلك المحادثات. ويمكن أن تقدم نتيجة هذه المفاوضات نمطًا لكيفية تعامل الولايات المتحدة مع مشكلة الشحن العابر عندما يتعلق الأمر بشركات الطيران الراغبة في الدخول إلى السوق الأمريكية المربحة".