اتخذ تنظيم الحمدين من التلاعب المصرفي طريقا لتمويل الجماعات الإرهابية حول العالم، وأذرع تنظيم الإخوان الظلامي سواء في الشرق الأوسط أو أوروبا، وأعاد تحقيق نشرته صحيفة التايمز البريطانية الحديث حول البنوك القطرية، بعدما اتهمت الصحيفة مصرف الريان بتقديم خدمات مصرفية لصالح منظمات مرتبطة بتجمعات إرهابية وجماعات متشددة في بريطانيا.
ويقول كبير محققي الصحيفة، أندرو نورفولك، إن مصرف الريان، الذي تسيطر عليه الدوحة قدم خدمات لمنظمات، بينها 15 مثيرة للجدل، منها 4 (مسجد و3 جمعيات خيرية) تعرضت حساباتها في مصارف بريطانية أخرى للتجميد.
الفضيحة القطرية لم تقف على تمويل مصرف الريان القطري لكيانات على علاقة بالإرهاب بل طالت التهمة نفسها بنك قطر الوطني في أكثر من واقعة، كان آخرها ما نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" في تحقيق لها سلط الضوء على التسهيلات المالية التي تقدمها قطر للإرهابيين المدرجين على قوائم الإرهاب التي يضعها مجلس الأمن، مستغلة ثغرات في نظام العقوبات الدولية.
وجاء على رأس هؤلاء، القطري خليفة بن تركي السبيعي الذي حصل على 120 ألف دولار خلال عام واحد، وسط شكوك باستخدام هذه الأموال لتغذية التجمعات الإرهابية المرتبطة بالقاعدة، لاسيما وأن السبيعي مدرج على قوائم الإرهاب الدولية منذ العام 2008 ضمن قائمة الداعمين والممولين لتنظيم القاعدة.
ووفقا لتحليل قاعدة البيانات التي استعرضتها "وول ستريت جورنال"، ظهر الحساب البنكي الخاص بالسبيعي بين السجلات في قاعدة بيانات مسربة من بنك قطر الوطني، أكبر بنك في قطر من حيث الأصول وقاعدة العملاء.
الاتهام نفسه، واجه البنك القطري في صيف عام 2017، عندما اتهم المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، أحمد المسماري، قطر بتموّيل الجماعات الإرهابية فى بلاده، عن طريق تونس من خلال ملحق عسكرى تابع لقطر بدول شمال إفريقيا، وهو مقيم بتونس يدعى سالم علي جربوعي.
وقتها قال المسماري إن الإرهابيين الليبيين حصلوا على 8 مليارات دولار من البنك القطرى التونسي، تم تحويلها إلى بنك الإسكان بتطاوين، ليتمّ فيما بعد إرسالها إلى ليبيا لدعم الجماعات الإرهابية.
وتجاوبت الحكومة التونسية بشكل سريع مع الاتهامات حيث أعلن وزير الدفاع الوطني فرحات الحرشاني عن فتح تحقيق قضائي حول تحويل أموال قطرية من تونس فى اتجاه ليبيا لفائدة المجموعات الإرهابية، مشيرا إلى أن التحقيق سيثبت تلك الاتهامات ويكشف المتورطين فى معاونة المسؤول القطرى لتحويل الأموال لليبيا، مشددا على أنه سيتم تتبع كل ما من شأنه أن يمس بأمن تونس، لجدّية مواجهة الإرهاب الذى أصبح يهدّد العالم.
وعقب إعلان دول الرباعي العربي مقاطعة إمارة قطر بسبب دعمها المستمر للإرهاب شملت القائمة التي أعلنتها التي المكافحة للتطرف على قائمة الإرهابي، سعد بن سعد الكعبي، وهو قطري الجنسية، عمل على تنظيم أنشطة لجمع التبرعات في قطر لصالح تنظيم القاعدة.
وعمل الكعبي على تحويل الأموال للقاعدة عن طريق مصرف قطر الإسلامي، وتشير المعلومات إلى أنه عدد من أفراد الأسرة الحاكمة شاركوه في تمويل المقاتلين، وسهلوا عمليات خروج الأموال من قطر.