قال نبيل أبو ردينة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية، إن حديث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتياهو، بأنه سمح للمال القطري بالدخول إلى قطاع غزة بهدف استمرار الانقسام الفلسطيني، يكشف مرة أخرى حجم مؤامرة صفقة القرن التي تهدف إلى عدم إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
وأكد المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية الإثنين، أن هذه التصريحات هي رسالة واضحة للجميع خاصة حماس بأن عليها أن تدرك حجم المؤامرة على القضية الفلسطينية لتدمير المشروع الوطني عبر دعم استمرار الانقسام وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.
وتابع أبو ردينة قائلًا "إن موقف الرئيس محمود عباس هو أنه لا سلام دون القدس عاصمة لدولة فلسطين، ولا دولة فلسطينية بدون غزة، ولا دويلة في غزة، وأن جميع المحاولات التي يقوم بها الاحتلال وداعميه لن تنجح في كسر صمود الشعب الفلسطيني وتمسك قيادته بالثوابت الوطنية".
كانت صحيفة "جيروزاليم بوست" الصهيونية، قد ذكرت في تقرير لها أن "نتنياهو أكد في حديثه أن استمرار المال القطري مهم لإبقاء الانقسام الفلسطيني خلال اجتماع لحزب الليكود الحاكم الذي يتزعمه الاثنين"، مضيفا أن "أي شخص ضد الدولة الفلسطينية يجب أن يكون مع تحويل الأموال إلى غزة، لأن إبقاء الانقسام بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة يساعد في منع إقامة الدولة الفلسطينية".
واعتبر نتنياهو أن نقل الأموال وفق الآلية المتفق عليها بين إسرائيل وقطر أفضل من تحويل الأموال من خلال السلطة الفلسطينية.
وسبق لرئيس الوزراء الصهيوني، الذي يستعد لخوض معركة انتخابية في أبريل المقبل، أن صرح أن آلية مراقبة الأموال القطرية أفضل من تلك الخاصة بأموال السلطة الفلسطينية.
جاءت هذه التصريحات بعدما سبق أن تفاخرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها بما تقدمه قطر من خدمات لدعم المخطط الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، إذ أكدت أن عصابة الدوحة حولت إلى حركة حماس في قطاع غزة أكثر من 1.1 مليار دولار أمريكي بين السنوات 2012 إلى 2018، وفقا لتقرير قدمته الشهر الماضي جهة دولية إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت".
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية في تقرير لها، أن هذه المبالغ دخلت إلى غزة بمصادقة الحكومة الإسرائيلية، كما أنه خلال العام 2018 وحده حولت قطر مبلغ 200 مليون دولار كمساعدات إنسانية، لتسديد أثمان وقود ورواتب الموظفين.
تقرير صحيفة هآرتس الإسرائيلية فضح حقيقة دور قطر في غزة، ليؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن الدوحة اضطلعت بخدمة أهداف الاحتلال منذ 2012، متسترة خلف العمل الخيري لتمرير أجندة فصل القطاع المحاصر، بالتنسيق مع تل أبيب لتمرير الأموال إلى حماس وتعزيز الانقسام.
تصريحات نتنياهو الأخيرة التي تؤكد أن الأموال التي قدمها نظام تميم إلى حماس في قطاع غزة، خلال الأشهر القليلة الماضية، حقق الهدف المنشود وهو الانفصال بين الضفة الغربية والقطاع، ما يشير إلى الدور المشبوه الذي تؤديه حكومة قطر، التي تشارك بشكل كبير في سلخ غزة عن نسيج المجتمع الفلسطيني والوحدة المنشودة بين الفصائل المتناحرة في الأراضي المحتلة.