قطر تداوي جراح الصوماليين بعد فضيحة تورط الحمدين في تفجيرات إرهابية بمقديشو

  • 1025252108

لم تكن فضيحة التسجيلات التي كشفتها صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية سوى دليل إضافي على ما جرى الكشف عنه سابقاً حول دعم تنظيم الحمدين في الدوحة للإرهاب، لكن رغم أن جرائم الإمارة الخليجية، أضحت واضحة وضوح الشمس، إلا أن تميم العار وحاشيته يحاولون تدارك الأمر عبر إظهار دوحة التطرف وكأنها تعمل من أجل الخير وتسعى لتضميد جراح الضحايا.

ففي محاولة لتبييض صورتها، أعلنت قطر إرسال طائرة لنقل ضحايا تفجير مقديشو للعلاج بالدوحة رغم أن أيديها ملطخة بالدماء في البلد الذي أنهكته الاضطرابات وسط تواطؤ من الرئيس محمد عبدالله فرماجو. 

وهبطت طائرة قطرية، بمطار آدم عدي الدولي في العاصمة الصومالية مقديشو، وذلك بعد أيام من تفجير في محيط المطار استهدف مسؤولين ببلدية مقديشو.

وقال مصدر مسؤول بوزارة الخارجية القطرية، إن قطر أرسلت طائرة مزودة بتجهيزات وطاقم طبي متكامل إلى مطار آدم عدي الدولي بالعاصمة الصومالية مقديشو، لنقل مصابي الهجوم الانتحاري الذي استهدف مسؤولين ببلدية مقديشو إلى العاصمة القطرية الدوحة لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، بحسب صحيفة الوطن القطرية.

وأكد المصدر، في تصريح له، أن الطائرة أقلت 12 مصابا من بينهم عمدة مقديشو، إضافة إلى 16 مرافقا تتقدمهم سعادة السيدة خديجة محمد ديريه، وزيرة الشباب والرياضة بجمهورية الصومال.

وقتل 6 أشخاص وأصيب 6 آخرون بجروح، بينهم رئيس بلدية مقديشو، عبد الرحمن عمر عصمان، في تفجير استهدف مبنى البلدية وتبنّته "حركة الشباب" المتطرفة.

وأعلنت الحكومة الصومالية، أن "غالبية الضحايا من موظفي المجلس البلدي"، فيما تبنت "الشباب" التفجير موضحة أن هدفها كان اغتيال المبعوث الأممي إلى الصومال، جيمس سوان، الذي غادر المبنى قبل الحادث بقليل.

يأتي ذلك بعد أيام من كشف تسجيل صوتي مسرب حصلت عليه "نيويورك تايمز" لرجل الأمن خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم بن حمد، ارتباط الدوحة بعلاقات وثيقة مع الإرهابيين ودعم المتطرفين الذين يشنون عمليات إرهابية لنيل مكاسب اقتصادية وسياسية في هذا البلد الأفريقي الممزق.

والتسجيل عبارة عن مكالمة هاتفية بين السفير القطري في الصومال حسن بن حمزة بن هاشم ورجل الأعمال خليفة كايد المهندي، المقرب من أمير قطر تميم من حمد، يؤكد فيه المهندي أن "أصدقاء قطر" يقفون وراء التفجير الذي حدث في مدينة بوصاصو مايو الماضي "لتعزيز مصالح قطر من خلال طرد منافسيها".

سياسة قطر في الصومال لم تكن بعيدة عن نهجها الخبيث الذي بات مكشوفا للجميع، فهي الدويلة ذات الوجهين، ترسل الطائرة لنقل الجرحى أمام الكاميرات، بينما تجند وتمول الإرهاب وتغذي الحركات المسلحة وتسفك الدماء دون رحمة.

تنظيم الحمدين يحاول تبييض صورته وتغطية جرائمه بتقديم مساعدات إنسانية لضحايا إرهاب هم المسؤولون عنه ورعايته من أجل مصالحه الخاصة وتوسيع نفوذه.

وفي ضوء تلك الأدلة الدامغة التي تدين قطر كان الشعب الصومالي يترقب ردا حازما من حكومة فرماجو، أقلها طرد السفير المتورط في المؤامرة الإرهابية أو قطع العلاقات مع الدولة التي تتآمر ضد بلادهم، أو طلب المشاركة في التحقيقات المزعومة مع رجل الأعمال القطري المتورط في تلك المؤامرة.

كل تلك التوقعات ذهبت أدراج الرياح، وصدم الشعب الصومالي إزاء انبطاح حكومة بلادهم لتنظيم الحمدين الذي ظهر في تصريح وزير خارجية الصومال أحمد عيسى عوض الذي قال فيه: "إن الحكومة الفيدرالية ببلاده اقتنعت ببيان الحكومة القطرية الذي نفت فيه ما ورد في تقرير "نيويورك تايمز" مع أن الحكومة القطرية لم تنفِ أصلا ما جاء في التقرير، كل ما فعلته هي تنصلت من رجلها المهندي".

وفي مقابلة مع إذاعة صوت أمريكا قسم اللغة الصومالية، أشار عوض إلى أن قطر أصدرت بيانا نفت فيه ما تم نشره في صحيفة نيويورك تايمز، وأنه قرأ التقرير شخصيا بالكامل ولم يحد فيه حقائق، حيث كانت كلها اتهامات.

وأكد أن "الحكومة الفيدرالية اقتنعت ببيان الحكومة القطرية الذي أوصله إلى وزارة الخارجية سفير دولة قطر لدى الصومال".

لكن الواقع هو أن هناك تعاونا وثيقا بين الدوحة وحكومة فرماجو، حيث يشغل عميل قطر في الصومال فهد الياسين منصب نائب رئيس جهاز الأمن والاستخبارات، الذي أكدت العديد من التقارير استخدامه من قبل قطر لتنفيذ مخططاتها في البلد.

ويستخدم تنظيم الحمدين الصومال لخلق قواعد سياسية وأمنية من أجل مد نفوذه واستثماره في خدمة أجندته الشريرة، مستخدما العمل الإغاثي والخيري لأكثر من ربع قرن ستارا لخلق نفوذ ورعاية مصالحه ومد الإرهابيين بالأموال والمساعدات اللوجستية.

كما تقوم الدوحة عبر وكلاء محليين بتجنيد الشبان الصوماليين وإلحاقهم بالعمل كمرتزقة تابعين للجيش القطري وإيصال عملائها لسدة الحكم، مثلما فعلت مع حركة "الإصلاح الإسلامي"، إحدى أذرع تنظيم الإخوان، وكذلك مساعيها لإدماج حركة الشباب الإرهابية في المسار السياسي الحديث في الصومال.

وتعتمد حركة الشباب الصومالية الإرهابية في التمويل على شيوخ قطر كمصدر أساسي، حيث تلقت تمويلا من القطري عبدالرحمن النعيمي، المتهم الأبرز في تمويل تنظيم القاعدة في سوريا والعراق والمصنف إرهابيا، بمبلغ 250 ألف دولار.

ويخوض الصومال حربا منذ سنوات ضد حركة "الشباب" التي تأسست مطلع 2004، وهي حركة مسلحة تتبع فكريا تنظيم "القاعدة" وتبنت العديد من العمليات الإرهابية التي أودت بحياة المئات.

ونشر موقع "ذا كريستال آيز" المعني بمكافحة التطرف والإرهاب، تقريرا حول محاولات تركيا وحليفتها قطر الرامية إلى نشر الفوضى والعمليات التخريبية بالصومال عبر دعم التنظيمات الإرهابية في البلد الذي يعج بالمشكلات الاقتصادية والفقر، من أجل إضعاف مؤسسات الدولة الصومالية التي تعاني أزمات كبرى بالأساس.

ودأب تنظيم الحمدين عبر عملائه في مقديشو على تنفيذ مخططاته التخريبية والقضاء على حكام الأقاليم المعارضين لهيمنته، ومن ثم تفتيت النظام الفيدرالي من أجل تقوية نفوذ الدوحة في البلد الواقع شرق قارة أفريقيا.

كل هذا يثبت حجم التدخلات القطرية في حكومة الصومال واختراق مؤسساتها وسيطرتها على القرار، في انتهاك فادح لسيادة الصومال ينبئ باستمرار قيام الحمدين بزعزعة الأمن والاستقرار في الدولة لتعزيز مصالحها.

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج