قطر تهاجم حفتر بعدما حطم مشروعها في ليبيا

  • وزير الخارجية القطري

تثبت عصابة الدوحة كل يوم تورطها في الفوضى التي تشهدها ليبيا، بعدما دافعت قطر عن أذنابها معتبرة أن الشرعية معهم، فيما وصف وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن، الثلاثاء، القوات التي يقودها المشير خليفة حفتر بأنها "ميليشيات"، واتهمها بعرقلة الجهود الدولية لتحقيق الحوار الليبي.

ورغم أن الجيش الوطني الليبي هو الجهة العسكرية الوحيدة النظامية في ليبيا، إلا أن نظام الحمدين، لم ينفك عن وصفه بـ"الميليشيا"، في محاولة للتغطية على التشكيلات المسلحة التي يدعمها بالمال والسلاح، حيث يتكون معظمها من إرهابيين أو متشددين إسلاميين.

وكان المشير خليفة حفتر، قائد الجيش الوطني الليبي، أعلن في 4 أبريل الجاري إطلاق عملية "تحرير طرابلس"، بينما أعلن فائز السراج رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، والمدعومة بقوة من نظام قطر، "النفير العام" للتصدي لقوات حفتر.

وما أن بدأ الجيش الوطني الليبي تحركاته للسيطرة على العاصمة طرابلس، وتطهيرها من الميليشيات الإرهابية، حتى بدأت الأبواق القطرية الممولة من قبل تنظيم الحمدين الراعي للإرهاب، في التنديد بهذه العمليات والصراخ والعويل دفاعا عن أذرع الدوحة المبتورة.

ويمتلك تنظيم الحمدين الراعي الرسمي للإرهاب، عددا من الأذرع التي تعمل لصالحها على الأراضي الليبية، وتتلقى تمويلات بشكل دوري، بعضهم اعترف صراحة بالدور القطري الذي لعب منذ اليوم الأول لانطلاق مظاهرات فبراير 2011، لإسقاط الدولة الليبية، وزرع الفتنة في الأوساط الليبية.

وقال نامق الحمدين، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، إن "تصرفات المليشيات العسكرية بقيادة حفتر في ليبيا تعرقل في المقام الأول الجهود الدولية لتحقيق الحوار الليبي الوطني".

وأضاف: "يجب أن تعِ الأيادي العابثة خطورة هذا التصعيد العسكري وأن تضع مصلحة الشعب الليبي فوق كل اعتبار".

ورغم أن النظام القطري أمعن في دعم الجماعات الإرهابية بالمال والسلاح في ليبيا، حيث أوجدت جماعات الإرهاب، ومكّنتها من تمزيق كل المؤسسات الحكومية والأهلية، بهذا الشكل المؤسف، لكن نامق الدوحة يعود ويقول إن القوات التي يقودها حفتر هي السبب في تعطل الحوار الليبي.

فايز السراج الذي أتت به الدوحة، بدوره تواطأ مع الجماعات الإرهابية في طرابلس، وأتاح لها المجال لأن تكون هي المسيطرة وصاحبة الكلمة الطولى، مع تحول جماعته لقوة واحدة من جماعات متناحرة كثيرة في ليبيا.

هذا التصريح القطري الداعم لاستمرار الفوضى وسيطرة ميليشيات الحمدين على زمام الأمور في العاصمة الليبية طرابلس، ليس الأول من نوعه، فقد سبقه تصريح من أيام حذرت فيه وزارة الخارجية القطرية من "الانزلاق مرة أخرى في هوة الفوضى والانفلات الأمني في غرب ليبيا، مما سيكون له تداعيات خطيرة على المسار السياسي، وقدرة المؤسسات في تلك المناطق على حماية المواطنين وتسيير شؤونهم من ناحية، وعلى احتواء مشكلة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر من ناحية أخرى".

وحاول أذناب الحمدين توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي، بالقول "إن لهذه النقطة الأخيرة تأثيرا كارثيا على المنطقة بأكملها بما فيها محيطها الأوروبي، مما يشكل اعتبارا إضافيا يستدعي ضرورة تفعيل هذه الدول لنفوذها لإيقاف الاعتداءات الأخيرة على غرب ليبيا والتي تعد خرقا واضحا للاتفاق الأممي من قبل القوات المعتدية".

وحاولت إنقاذ عملائها في ليبيا، من خلال بيان وزارة الخارجية الذي دعت فيه جميع أطراف الصراع في ليبيا إلى الوقوف عند مسؤوليتهم التاريخية أمام الشعب الليبي الذي يعلق الآمال على مسار الحل السلمي وأن يقدموا الحوار الوطني على الخيارات العسكرية ومصلحة الوطن الليبي الأكبر على المصالح الفرعية الضيقة.

ويرى خبراء ليبيون أن تلك العمليات العسكرية التي يشنها حفتر، أثرت بشكل كبير في نفوذ تنظيم الإخوان، الذي عارض بكل قوة تلك التحركات عبر طريق المليشيات المسلحة، كما هو الحال الآن في عملية "طوفان الكرامة" التي أطلقها الجيش لتطهير طرابلس من تلك المليشيات.

ويرى مراقبون أن قطر لا تزال تواصل تآمرها ضد الشعب الليبي، وهي تسعى من خلال ميليشيات بادي إلى إعادة ميليشيات الإخوان التي تم طردها من طرابلس قبل عامين، حيث إن الجماعة الإرهابية لم تعد تكتفي بالنفوذ السياسي والإقتصادي والمالي، وإنما تعمل على استعادة نفوذها الميليشياوي لمنع تحقيق أية ترتيبات سياسية للخروج من الأزمة الطاحنة في البلاد منذ الإطاحة بنظام القذافي في العام 2011.

وتؤكد القرائن دور قطر الفعال في العبث بأمن واستقرار هذا البلد، إذ تكشف أن تمويل الدوحة لميليشيات شكلتها في هذا البلد، لم يتوقف منذ الحراك الذي أسقط نظام معمر القذافي وحتى مع إطلاق المشير خليفة حفتر عملية الكرامة لتحرير العاصمة الليبية طرابلس من مليشيات وأذناب الحمدين المدعومين بقوة من الإخوان وتميم العار.

وجاء التمويل القطري كذلك من خلال دعم شخصيات ليبية من أطياف مختلفة، منها صديق الدوحة، القيادي في تنظيم الإخوان الإرهابي، علي الصلابي، وعبد الحكيم بلحاج، مؤسس ميليشيا الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، المرتبطة تنظيميا بالقاعدة، ومفتي الإرهاب صادق الغرياني، وغيرهم من رجالات قطر الإرهابيين.

وكان المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري، قد أكد أن قوات الجيش الوطني الليبي تواجه إرهابيي تنظيم القاعدة بشكل مباشر في طرابلس، مشيرا إلى أن النظامين القطري والتركي يدعمان الميليشيات المتطرفة في العاصمة الليبية بالأسلحة والأموال.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج