عادت قضية طارق رمضان، حفيد مؤسس تنظيم الإخوان، إلى الواجهة من جديد، بعد تقديم سيدة فرنسية دعوى خامسة تتهمه فيها بالاغتصاب الجماعي؛ الأمر الذي يضعه أمام مصير قضائي مظلم.
وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، في تقرير لها، أن رمضان الواقع قيد المراقبة القضائية في فرنسا في 3 اتهامات اغتصاب، يواجه معركة قضائية جديدة أشد قوة باتهام صحفية "50 عاما" في إذاعة فرنسية باغتصابها هو ومساعده عام 2014.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه القضية الجديدة تعقد الموقف القانوني لحفيد حسن البنا، وتضاف إلى لائحة الاتهامات الموجهة إليه.
وتحت عنوان "أفق قضائي مظلم يواجه طارق رمضان بعد تقديم دعوى جديدة ضده"، قالت الصحيفة الفرنسية إن رمضان "57 عاما" مستهدف من شكوى جديدة منذ أسابيع في اتهامات اغتصاب جماعي.
وذكرت النيابة العامة في باريس في بيان أن رمضان يواجه اتهامات تشمل الاغتصاب الجماعي والتهديد والترهيب. وفي شكوى مؤرخة 31 مايو، ذكرت الصحفية أن طارق رمضان اغتصبها في 23 مايو في أحد فنادق مدينة ليون، جنوب شرق فرنسا، مع أحد موظفيه، وفقاً لما أكده مصدر قضائي لـ"لوموند".
وسبق أن تقدمت 3 نساء في فرنسا بشكاوى تتضمن اتهامات بالاغتصاب لحفيد مؤسس تنظيم الإخوان الإرهابي، بالإضافة إلى تهمة أخرى في سويسرا.
وتم توجيه الاتهام رسمياً إليه في فبراير 2018 في اتهامات "اغتصاب" و"الاعتداء على شخص ضعيف" والتهديد بالقتل، وعززت تلك الاتهامات شكويان أخريان في فرنسا تسببت في احتجازه لمدة 9 أشهر، ورغم إطلاق سراحه في منتصف نوفمبر الماضي، تم وضعه تحت المراقبة القضائية.
وقالت لوموند: "إن الدعوى الجديدة جعلت من المستحيل براءة طارق رمضان"، مشيرة إلى أن المدعي العام في باريس بعدما تلقى تلك الشكوى، أمر في 12 يوليو بتوسيع نطاق التحقيقات التي بدأت منذ مطلع عام 2018 التي يجريها 3 قضاة للتحقيق.
كما أمرت النيابة الفرنسية بفتح تحقيق تكميلي في 26 يوليو الماضي بتهمة الاغتصاب الجماعي والتهديد وترهيب الضحية للتراجع عن الشكوى.
وفيما يتعلق بتفاصيل الواقعة، قالت الصحفية الفرنسية في شكواها: "بدأ التعارف مع طارق رمضان عندما تواصل معي عبر موقع "فيسبوك" عام 2013، بحجة أن بيننا أصدقاء مشتركين"، مضيفة "لم أقم بأي إغواء من جهتي". وأضافت السيدة الخمسينية "اتفقنا أن والسيد رمضان على إجراء مقابلة إذاعية في فندق "سوفيتيل" ليون في 23 مايو 2014، وأخبرني أنه سيجيب عن جميع الأسئلة المطروحة في الحوار".
وتابعت "تم اللقاء في غرفة بالفندق بحضور أحد أعضاء فريقه باعتباره شخصية معروفة لديه العديد من المساعدين"، مضيفة أنه خلال الحديث سارت الأمور بسرعة كبيرة وانقض الاثنان بعنف واغتصباني دون أن يسمع أحد". وأشارت إلى أنه بعد الواقعة تعرضت لتهديدات تطالبها بعدم تقديم شكوى، مضيفة أنه "نتيجة لذلك تعرضت لعواقب عدة منها ترك منزلي خشية هذه التهديدات، وانفصلت عن زوجي وأصبت بالاكتئاب وحاولت الانتحار مرات عدة حتى اتخذت أخيراً قراراً بتقديم شكوى ضد رمضان وقالت السيدة الفرنسية، في شكواها، إنها تعرضت لضغوط وتهديدات من رمضان، موضحة أنه اتصل بها عبر تطبيق "ماسنجر" في 28 يناير الماضي، ليقدم لها "عرضاً مهنياً"، وسألها هل لا تزال تحتفظ برقم الهاتف القديم ولكنها لم ترد".
أضافت صاحبة الشكوى أنه في اليوم التالي زارها رجلان في قرية "فار" التي فرت إليها خوفاً من تلك التهديدات، وقالا لها إن "رمضان" يحاول التواصل معها ولكنها لا ترد عليه، وإذا كانت لديها أفكار سيئة النية يمكنهم إصلاحها" كما أوصل لها الرجلان رسالة شفهية من رمضان مفادها "أنتِ لا تعرفين مدى قوتي".
ووفقاً للصحيفة الفرنسية فإن قضاة التحقيق اعتبروا أن زيارة الرجلين محاولة من المتهم للضغط على الضحية للتراجع عن الشكوى.
وفيما ينفي رمضان أي اتهامات للاغتصاب اعترف صراحة في أكتوبر الماضي بإقامة علاقة جنسية مع المشتكيات بالتراضي، رغم إنكاره لفترة طويلة أي معرفة بهن للإفلات من العقاب.