بدأت الأقنعة تتساقط يوميًا عن تنظيم الحمدين الذي بات أمام تناقض جديد يضاف لقائمته الطويلة في مسلسل تخبط السياسات القطرية تجاه الملفات الساخنة بالمنطقة، لا سيما الأزمة السورية.
ففي الوقت الذي خرج فيها وزير خارجية قطر محمد بن عبدالرحمن، بتصريحات استهلاكية تؤكد أنه لا يمكن التطبيع مع بشار الأسد، لاتهامه بجرائم حرب، ينسق تنظيم الحمدين سرا من الجانب الآخر مع روسيا لصالح النظام السوري
وكشف السفير الروسي لدى قطر، نور محمد خولوف، الثلاثاء، أن قطر أصبحت تتفهم الموقف الروسي إزاء سوريا بشكل أفضل، مؤكدا أن الدوحة أوقفت هجومها تجاه النظام السوري.
وأوضح السفير الروسي في تصريحات صحافية "فيما يتعلق بالقضية السورية، ففي ضوء الأزمة المستمرة في العلاقات مع دول الخليج، خفضت الدوحة نشاطها في هذا الاتجاه وأصبحت تتفهم النهج الروسي أكثر في هذا الموضوع".
وتابع خولوف "الأهم هو أننا نحافظ على الحوار المستمر، سعياً من الطرفين للوصول للهدف المشترك، وهو ضمان السلام والأمن على الأرض السورية التي طالت معاناتها".
ومنذ بداية الأزمة السورية، تمد قطر جبهة النصرة التي تروج لنفسها الآن باسم "جبهة تحرير الشام"، بمئات الملايين من الدولارات، حيث تعد ذراعا عسكريا للدوحة في سوريا، إضافة إلى دعم العديد من التنظيمات الإرهابية في سوريا بخدمات لوجستية ومالية.
النظام القطري لم يتخل عن خطته لتخريب سوريا خلال عام 2018، رغم هزيمة تنظيم داعش، ليواصل تدخلاته الخبيثة في العام الجديد 2019 لإطالة أمد الفوضى والمتاجرة بآلام ضحايا الحرب الأهلية.
ومع هزيمة أعوانه على أرض المعركة، أشارت تقارير سرية إلى أن تنظيم الحمدين اضطر إعادة علاقاته سرا مع نظام بشار الأسد، وعمل على تنفيذ مخطط الملالي وتثبيت أقدامه في بلاد الشام.
على الجانب المقابل تشهد العلاقات القطرية الروسية تطورا مستمرا في مختلف المجالات، وأعطت زيارة أمير دولة قطر إلى روسيا في العام 2016 وزيارته الأخيرة العام الماضي، واجتماعه مع الرئيس بوتين، دفعة قوية لتطوير العلاقات الثنائية، والتي بدأت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية عام 1988.
وعقب المقاطعة العربية للدوحة في يونيو 2017، بدأت عصابة الدوحة وصلة من التزلف إلى موسكو على أمل إنقاذها من العزلة الخانقة، حيث سعت إلى تقديم المليارات من جيوب المواطنين القطريين لإنعاش الاقتصاد الروسي والحصول على دعمهم وتأييدهم.
وذكر فهد بن محمد العطية سفير قطر لدى موسكو، في تصريحات منذ أيام أن بلاده تبحث عن المزيد من فرص الاستثمار في روسيا للاستفادة من إمكانات النمو "الضخمة"، مشيرا إلى أن الدوحة راضية تمامًا عن شرائها نحو خُمس شركة النفط الحكومية الروسية "روسنفت".