أكد المعارض القطري جابر الكحلة المري، أن تصريحات إيدي كوهين الإعلامي والمستشار في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حول النفوذ الصهيوني في قطر، وإجباره لنظام الحمدين على حذف فيديو نشرته إحدى منصات الجزيرة، يؤكد كذب أحاديث تميم عن السيادة القطرية واستقلالية قراراته.
وفي تغريدة له عبر حسابه الشخصي على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، تساءل المري: "أين السيادة التي تتعذر بها أمام الخليج والعرب؟ ليس لك سيادة أمام معازيبك الصهاينة يا صغير".
وكان إيدي كوهين كشف عن تأثير ونفوذ دولة الاحتلال الإسرائيلي على النظام القطري، والذي تسبب في رضوخ دويلة الحمدين أمام الغضب الإسرائيلي تجاه على فيديو نشر على AJ+، يقلل من هول محرقة اليهود التي ارتكبها النازي الألماني هتلر والمعروفة باسم "الهولوكوست".
وفي تغريدة عبر حسابه الشخصي على موقع التغريدات القصيرة "تويتر"، أوضح كوهين: "بعد ساعتين من نشر شبكة قناة الجزيرة فيديو يقلل من دور الهولوكست ويتهم إسرائيل بالتهويل من أمر الهولوكست أتصل مسؤول أمني كبير في تل أبيب بنظيره القطري وطالبه بحذفه، فحذف فورا وعوقب الذين نشروه كلهم .. وهذه أول مرة بتاريخ الجزيرة يحذف فيها فيديو، عن نفوذ إسرائيل أحدثكم".
ورضخت شبكة الجزيرة الإعلامية القطرية أمام الغضب الإسرائيلي على الفيديو، لكن الأمر لم يكتفي بحذف مقطع الفيديو، بل امتد لإيقاف الصحافيين المنتجين للعمل ومعاقبتهم.
واعتبرت بوق عصابة الدوحة أن الفيديو أظهر قطر في وضع حرج أمام حليفتها إسرائيل، ما يشير إلى مدى التطبيع والعلاقات الذي وصلت إليه حكومة تميم مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت قناة الجزيرة، في بيان لها، إنها "اتخذت إجراءات إدارية تأديبية بحق اثنين من صحافييها أنتجا مقطعاً مصوراً عن الهولوكوست"، وأثرها في الصراع الفلسطينيّ الصهيونيّ؛ الأمر الّذي أثار غضب إسرائيل.
وكانت وزارة الخارجية الإسرائيلية ممثلة في حساباتها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وصفت الفيديو بـ"الكاذب" و"المعادي للساميّة"، وأنّه حاول "الإقلال من هول المحرقة"، فيما جاءت الجزيرة على هذا النهج، إذ ادعت أنه "خالف المعايير والضوابط التحريرية لشبكة الجزيرة الإعلامية" ولذلك قررت اتخاذ إجراءات ضد الصحافيين الذين أنتجوه.
وقد حذفت قناة AJ+ التابعة "لشبكة الجزيرة الإعلاميّة" الفيديو المذكور، الذي قدمته الصحفية منى حوا، والمنشورات المرافقة له من كل حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، فور ملاحظة أن محتواه يتعارض مع معايير القناة، وفق ما أعلنت الشبكة في بيان، اليوم الأحد.
وقال المدير التنفيذي للقطاع الرقمي بالشبكة، ياسر بشر، إنّ "المقطع المصوّر تضمن إساءة واضحة، وأن الشبكة تتبرأ منه ولا تقبل بنشر مثل هذا المحتوى على منصاتها وقنواتها الرقمية".
ونقل موقع "العربي الجديد" أحذ أذرع تميم الإعلامية، أن بشر أعلن في رسالة داخلية للموظفين في الشبكة عن "برنامج تدريبي إلزامي يعزّز الوعي بحساسية بعض القضايا لدى منتجي المحتوى الرقمي للشبكة".
وعلّقت مديرة قنوات AJ+، ديمة الخطيب، قائلة إنه "تم إنتاج الفيديو من دون الإشراف التحريري اللازم"، وفق ما نقلته العربي الجديد. وقالت إنه تتم مراجعة ضوابط الإنتاج والنشر "لضمان عدم خروج أي مادة عن المسار المعتمد في أي ظرف كان".
وزعمت قناة الفتنة أن ميثاقها المهني ينصّ على "التمسك بالقيم الصحافية، من صدق وجرأة وإنصاف وتوازن واستقلالية ومصداقية وتنوع، دون تغليب الاعتبارات التجارية أو السياسية على المهنية، والتعامل الموضوعي مع التنوع الذي يميز المجتمعات البشرية بكل ما فيها من أعراق وثقافات ومعتقدات وما تنطوي عليه من قيم وخصوصيات ذاتية لتقديم انعكاس أمين وغير منحاز عنها".
يذكر أن الفيديو حمل تناقضا فجا، حيث سعت الجزيرة إلى تقسيم خطابها الإعلامي أحدهما للمشاهد العربي والآخر للمشاهد الأجنبي، والتي تفتقر إلى الالتزام بالمعايير الأساسية للدقة والمسؤولية، وتعمدها تحريف التغطيات والمعلومات لخدمة مصالح إمارة الإرهاب، وانقسام الخطاب، بحيث يقدم الموجه للعرب معلومات محرفة، فيما يقدم الخطاب الآخر الموجه للغرب معلومات أخرى مختلفة تماما.
تغريدة الإعلامي الإسرائيلي المقرب من نتنياهو، حملت عدة رسائل، منها: التنسيق الأمني الكبير بين عصابة الحمدين التي تدعي تبنيها للقضية الفلسطينية، والمسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
وكان المعارض القطري والذي كان يعمل سابقا في الجيش القطري كشف في تغريدة سابقة، أن جميع سياسات حكومة قطر تصدر من الاحتلال الإسرائيلي في تل أبيب، مشيرا إلى أن تميم أو والده ليس لها أي سيادة في شؤون الإمارة الصغيرة.
وتابع أن "بقاء أسرة حمد بن خليفة آل ثانى فى الحكم مرتبط بالدعم اللوبى اليهودي في أمريكا، وتحت توصيات إسرائيل الهادفة إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة باستثناء الصهاينة ودولتهم".
وفي تغريدة أخرى أضاف المري: "لن ترى حكومة قطر يوما من الأيام تقف مع مصالح قطر أو الخليج أو الأمة العربية، لأن الحكومة كاملة عميلة للموساد الإسرائيلى، وتحت إشراف الصهيونى عزمى بشارة من قلب الدوحة، وهو المنتدب الإسرائيلى فى الخليج".