كشف وزير الخارجية المصري أسباب الدعوة التي وجهتها القاهرة للنظام القطري رغم المقاطعة العربية، من أجل حضور ممثل لها في "القمة العربية الأوروبية"، التي استضافتها مدينة شرم الشيخ، مشيرا إلى أن مصر وجهت الدعوة من منطلق مسؤوليتها في الإطار الإقليمي.
واختتمت مساء الاثنين، بمدينة شرم الشيخ أعمال القمة العربية الأوروبية الأولى تحت شعار "في استقرارنا نستثمر" برئاسة مشتركة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، واستمرت لمدة يومين، بمشاركة 49 دولة، منها 21 عربية، و28 أوروبية.
وفي تصريحات تلفزيونية عقب انتهاء فعاليات القمة، أوضح الوزير سامح شكري، أن مصر ملمة تماما بمسؤوليتها تجاه الجامعة العربية، وتنظم فعاليات دولية وإقليمية، مؤكدا أن القاهرة لديها رصيد من الدبلوماسية الدولية الطويلة التي تجعلها تتعامل مع هذه الأمور بحرفية وإتقان ومراعاة للاعتبارات السياسية أيضًا.
ورد شكري على ادعاءات أذناب تميم في وزارة الخارجية القطرية، بعدما وجهوا انتقادات للقاهرة لعدم دعوة أميرهم الصغير للمشاركة في القمة العربية الأوروبية، حيث زعموا أن مصر خرقت البروتوكول في توجيه الدعوة إلى تميم لحضور هذه القمة، حيث قال: "عندما نوجّه الدعوات إلى الأشقاء ودول تربطنا بها علاقات وثيقة يتم ذلك في شكل معين، لكن عندما نوجه الدعوة من منطلق مسؤوليتنا في الإطار الإقليمي لدولة للأسف يعتري علاقتنا بها الانقطاع بشكل رسمي يتم توجيه الدعوة بشكل آخر".
ووجه شكري خلال حديثه التلفزيوني صفعة قوية في وجه أذناب تميم العار، قائلا: "الدعوة وُجهت إلى قطر من خلال مذكرة رسمية أرسلت إلى قسم رعاية المصالح، لنقلها إلى الطرف المدعو، تتضمن صياغة دبلوماسية محكمة بإيفاد مَن يمثلها مع وصف الحدث بأنه قمة"، مستطردًا: "لكن أي دولة لها مطلق الحرية في تحديد مستوى ممثليها في القمة بما يتفق مع سيادتها وتوجهاتها".
ورد وزير الخارجية على حديث المتحدث باسم الخارجية القطرية الذي أشار إلى أنه خلافا للدعوات الموجهة إلى رؤساء الدول العربية الأخرى، فإن رسالة قطر لم توجه إلى أميرها وأرسلت إلى السفارة اليونانية في الدوحة بدلا من البعثة الدائمة لقطر في جامعة الدول العربية، حيث أوضح أن "ظروف العلاقة مع دولة مثل قطر يجعل توجيه الدعوة مغايرًا تمامًا عن توجيه الدعوة مثلًا إلى المستشارة الألمانية ميركل".
ووجهت القمة العربية الأوروبية بمدينة شرم الشيخ ضربة جديدة لنظام الحمدين القطري، بعدما غاب تميم بن حمد عنها، حيث شهدت مشاركة أوروبية عالية المستوى، في مشهد كرّس عزلة قطر التي فضلت خصام الأشقاء وخيانتهم.
الحضور الأوروبي الضخم والذي ظهر عالي المستوى، بعد مشاركة العديد من القادة العرب والأوروبيين في أول قمة من نوعها بين التجمعين الكبيرين سياسيا واقتصاديا، أصاب تميم العار بصدمة، حيث لم يجد إلا بكائيات لا تليق إلا بالصغار، تنديدا بعدم دعوته للمشاركة.
ورغم أن تنظيم الحمدين ادعى أن مصر كسرت البروتوكول ولم توجه له الدعوة، لكنه عاد وناقض نفسه بإرسال مندوبه الدائم في الجامعة العربية كممثل له، ما يؤكد أنه تلقى دعوة رسمية للمشاركة.
وكان وزير الخارجية المصري، قد أكد في تصريحات الأسبوع الماضي، ثبات موقف بلاده من الأزمة القطري، وشدد على أن الأوضاع لم تتغير كثيرًا، مشيرًا إلى أن هناك ثبات على الموقف لدى الرباعي العربي، خاصة بعد وضوح الرؤية بشأن الأزمة.
وقال إن موقف الرباعي العربي مرتبط بتغيير منهج السياسة القطرية حتى لا ترتد بآثار سلبية على الدولة المصرية، نافيًا إمكانية إقرار المصالحة مع قطر في ظل استمرار سياسة الحمدين الحالية.
وفي 5 يونيو 2017، قرر الرباعي العربي السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر، لدعمها للتنظيمات الإرهابية وإيوائها والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.