إيران "تغزل ناعما" لحكومة طالبان وقطر وسيط نظام الفقيه

  • iranafghan-slide-oxzu-superjumbo
  • iranafghan-slide-67ti-superjumbo (1)

بدأت إيران عشية انفجار الأزمة القطرية إلى التمدد في اتجاه أفغانستان وصولا إلى جمهوريات آسيا الوسطى الإسلامية ومنطقة بحر قزوين، ولأن أعداء الأمس من الممكن أن يكونوا أصدقاء اليوم؛ فقد اعتمدت إيران على حركة طالبان التي كانت توصف بأنها الأشد عداوة لدولة الولي الفقيه.

عمدت طهران إلى احتضان تنظيم " القاعدة" ووفرت الملاذ الآمن للكثير من قاداتها، وكانت من مأوى أيضا للذين  بدأوا بتشكيل هذا التنظيم الإرهابي المتطرف "داعش".

ووفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فإن إيران، التي كانت انتهجت سياسة التمدد في الاتجاهات كافة منذ عام 2003، بدأت، استعداداً لما بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان ولحماية مصالحها في هذه الدولة المجاورة التي تتقاسم معها حدوداً طويلة، بمد خيوط علاقات جديدة مع حركة طالبان وتزويدها بالأسلحة وبالأموال وبالملاذات الآمنة.

العدو الصديق

هل من الممكن أن ينقلب العدو إلى صديق وأن ينسى الإيرانيون مشاكلهم مع حركة "طالبان" السنية المتشددة واستهدافها السابق واللاحق لأقلية "الهزارة" الشيعية الأفغانية الموالية لولاية الفقيه ونظامه في طهران، وأن يبادروا فعلا إلى التحالف المسبق معها استعداداً لما بعد مغادرة الأميركيين واحتمال انهيار هذه "التوليفة" السياسية التي تحكم هذا البلد بيد مرتعشة وحيث إنه لا تزال هناك مناطق كثيرة خارج سيطرة السلطة الرسمية في كابل التي يتوقع كثيرون انهيارها وعلى غرار ما كان حصل مع بابراك كارمال وجماعته بعد الانسحاب الكيفي للقوات السوفياتية من الأراضي الأفغانية.

مخطط قديم

بحسب معلومات متداولة، ألمحت "نيويورك تايمز" إلى أن الإيرانيين، من أجل التسريع في انهيار هذه المجموعة الحاكمة في كابل، قد لجأوا بمساعدة روسيا الاتحادية وبحجة مواجهة تنظيم داعش، إلى زعزعة الاستقرار، المزعزع أصلا، في أفغانستان وبخاصة في بعض مناطق الحدود الإيرانية - الأفغانية وعلى غرار ما حدث في إقليم هراة في الآونة الأخيرة ويبدو على هذا الصعيد أنَّ موسكو وطهران قد وجدتا في هذه الأوضاع الأفغانية المتأرجحة قضية مشتركة تستدعي شراكة جديدة كشراكتهما في سوريا وحقيقة أن هذا غير مستبعد على الإطلاق ما دام أنَّ التحالف الروسي - الإيراني يبدو أنه غدا بمثابة ضرورة ملحة وأكثر من أي وقت سابق في ضوء هذا الضغط الأميركي المتصاعد في عهد هذه الإدارة (الجديدة) ضد الطرفين.

طهران تتمدد في الدوحة

"طالبان" استخدمها الأمريكيون في تسعينات القرن الماضي ضد تمدد إيران في اتجاه جمهوريات آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين، التي تعتبر مستودعاً لثاني احتياطي نفطي في العالم، الذي يشبه تمددها الحالي في العراق وسوريا واليمن ولبنان وأيضاً في قطر، فقد استغلت طهران الأزمة في دول الخليج العربي لكي تستطيع مد أقدامها في قطر.

واليوم أيضا أصبح الإيرانيون يراهنون على حركة طالبان للتمدد في اتجاه أفغانستان وصولاً إلى آسيا الوسطى ومنطقة بحر قزوين التي تضم ثاني احتياطي نفطي في العالم بأسره.

روسيا وإيران وقطر

ما أوردته "نيويورك تايمز"، حول نوايا إيران التمددية إلى أفغانستان وإلى ما بعدها، سلميا في البداية وربما بالقوة العسكرية وبالأمر الواقع لاحقاً وحسب الظروف والتطورات اللاحقة  روسيا وإيران وقطر دأبت على السعي لتصدير أزماتها للخارج لإشغال شعوبها بالأمور والقضايا الخارجية لإبعاد أنظار هذه الشعوب عن مشاكلها وعما تعانيه بالنسبة لقضاياها الداخلية التي هي في حقيقة الأمر قد وصلت في السنوات الأخيرة إلى ذروة الانفجار وذلك مع أن هذه الأنظمة المعنية كانت قد لجأت إلى افتعال الكثير من الإشكالات والمشاكل مع الكثير من الدول القريبة والبعيدة.

فلاديمير بوتين ومجموعته الحاكمة لجأوا إلى غزو سوريا كهروب من الأزمات الداخلية التي كانت ولا تزال تعصف بروسيا الاتحادية، وبالطبع فإن هذا ينطبق على التدخل الإيراني السافر في العراق وفي "القطر العربي السوري" وفي اليمن.

كما ينطبق على حشر قطر أنفها في الكثير من الأمور التي لا تعنيها ولا تعني شعبها واحتضان كل هذه التنظيمات الإرهابية العربية والإقليمية والدولية أيضاً ومن بينها حركة "طالبان" الأفغانية التي أصبح وجودها في الدوحة علنياً ولا يمكن إنكاره لا بل إن الحكومة القطرية لا تريد إنكاره.

قطر وسيط طالبان

الإيرانيون بدأوا "يغزلون ناعما" مع باكستان التي غدت حدودها مصدر إزعاج لهم بعد الكثير من العمليات العسكرية الموجعة داخل الأراضي الإيرانية كما بدأوا "يتقربون" من عدوهم التاريخي (حركة طالبان) الأفغانية، والمؤكد أن قطر (المأزومة) تلعب دورا رئيسا في هذا المجال خدمة لحليفها الجديد - القديم دولة الولي الفقيه الإيرانية

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج