البشير يتحايل على احتجاجات السودان بتصعيد ذراع قطر

  • أحمد هارون

مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية ضد النظام في السودان، حاول الرئيس السوداني عمر البشير الالتفاف على الانتفاضة بالتحايل، عبر تصعيد أحمد هارون أحد أذرع قطر في البلد الإفريقي لتهدئة الأوضاع المشتعلة ضده.

وشهد السودان لمدة شهرين أو يزيد احتجاجات واسعة للمطالبة بتنحي البشير، لم يخلو منها التدخل القطري، ولكنه لم يتخل عن سلطاته الرئاسية، لتستمر المظاهرات رغم حظرها رسميا، فيما لاحقت حكومة الخرطوم اتهامات بقتل 30 شخصا على الأقل في المظاهرات.

وفي تحرك من قبل البشير، لاحتواء الاضطرابات في بلاده نقل سلطاته كزعيم لحزب المؤتمر الوطني الحاكم إلى نائبه المعين حديثا أحمد محمد هارون المطلوب دوليا، والذي يمتلك سجلا أسود من الاغتيالات والعمليات الإرهابية، حيث جاء بعد قرابة شهرين من زيارة قام بها البشير إلى قطر.

وجاء قرار نقل السلطات لهارون بعد أسبوع من الإجراءات المتتالية التي تهدف للتصدي لموجة الاحتجاجات غير المسبوقة التي تمثل تهديدا لحكم البشير المستمر منذ ثلاثة عقود، من بينها إقالة حكام 18 ولاية واستبدالهم بمسؤولين عسكريين وأمنيين.

هارون الذي تلاحقه اتهامات بجرائم ضد الإنسانية، سبق أن زار قطر والتقى حكامها في عدة مناسبات، منذ أن كان واليا على ولاية شمال كردفان، حيث تفاخر حينها بعلاقاته القوية مع تنظيم الحمدين.

وكان اختيار البشير للدوحة كأول وجهة له في يناير الماضي بعد اندلاع الاحتجاجات، لم يكن مفاجئا، حيث معروف للجميع العلاقات التي تربط عصابة الدوحة بالنظام السوداني الحالي، والتي لا يغيب عنها الأفكار الإخوانية.

وجاءت زيارة البشير بعد حوالي شهر من اتصال هاتفي كان قد تلقاه الرئيس السوداني من تميم العار اطمأن فيه على أوضاع البلاد مع تزايد حدة الاحتجاجات الشعبية، وعبر عن "وقوف بلاده مع السودان وجاهزيتها لتقديم كل ما هو مطلوب لمساعدة البشير على تجاوز هذه المحنة.

وحول الصلاحيات الجديدة لهارون، ذكر حزب المؤتمر الوطني في بيان، أن البشير فوض صلاحياته كرئيس للحزب لنائبه أحمد محمد هارون، لحين انعقاد المؤتمر العام التالي للحزب الحاكم.

وينتمي أحمد هارون قبيلة البرقو المتواجدة في كردفان بالسودان، وخلال دراسته الثانوية التحق بالتيار الإسلامي الإخواني، واستمر في العمل التنظيمي عند التحاقه بالدراسة بمصر ـ حيث درس في كلية الحقوق جامعة القاهرة ـ وفي هذه الفترة برز اسمه ككادر خطابي وتولى رئاسة اتحاد الطلاب السودانيين.

وبعد انتهائه من دراسة القانون بجامعة القاهرة في مصر وتخرجه عام 1987، عاد إلى السودان ليعمل قاضيا لفترة، قبل أن يعين وزيرا للشؤون الاجتماعية في ولاية جنوب كردفان، وفي عام 1998 انتقل هارون إلى الخرطوم، حيث تولى منصب المنسق العام للشرطة الشعبية، وفي عام 2003 قرر البشير تعيينه وزير دولة بوزارة الداخلية بعد تصاعد الاضطرابات في إقليم دارفور، حيث تولى هذا الملف.

شهدت فترة تولي هارون وزارة الداخلية، العديد من التجاوزات، حيث يمتلك سجلا أسود من الاغتيالات والعمليات الإرهابية، كما جند ومول ميليشيا الجنجويد لقتل المدنيين في دارفور، وأمر مسلحيه بتعذيب واغتصاب المواطنين في الإقليم، متسببا في تشريد 20 ألف شخص من السكان في 2003.

المحكمة الجنائية الدولية بعد تأكدها من جرائم هارون بحق المدنيين في دارفور، أصدرت مذكرة اعتقال لهارون في 2007، حيث أدين بـ20 اتهاما بارتكاب جرائم ضد الإنسانية و22 اتهاما بارتكاب جرائم حرب، لكنه لا يزال حرا طليقا يتنقل بين الدوحة والخرطوم، لينقل أفكار الخراب القطري إلى البلد الإفريقي الذي يعاني من عقوبات دولية وأمريكية بسبب حكم البشير وأعوانه.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج