البيزنس.. همزة الوصل بين قطر ووزير خارجية أمريكا

  • وزير الخارجية الأمريكي اتخذ مواقف معارضة لترامب في الأزمة القطرية
  • تيلرسون انحاز لقطر  والإخوان بسبب علاقات البيزنس القديمة مع الدوحة

انحياز وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لصالح قطر، على الرغم من تيقنه من دعمها للإرهاب، كان لغزا يحتاج إلى حل، ورغم الأدلة التي قدمتها دول المقاطعة العربية الأربع، إلا أن تيلرسون فضل تجاهلها، والتغريد خارج سرب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أدان الإرهاب القطري، موقف وزير الخارجية الأمريكية كان لغرض في نفس يعقوب، ما كشفته منظمة "مشروع كلاريون" الأمريكية التي استعرضت علاقات البيزنس بين تيلرسون والنظام القطري.

المنظمة الأمريكية قالت في تقرير لها صادر اليوم الثلاثاء، إن إدارة ترامب لم تصنف جماعة الإخوان كمنظمة إرهابية أجنبية كما كان متوقعاً، لأن تيلرسون -صاحب اختصاص الإدراج- يقف عقبة أمام هذه الخطوة، الذي فضل الانحياز لجانب جماعة الإخوان وداعميها قطر وتركيا، إذ يروج أنه لا يمكن تصنيف الإخوان، لأن الجماعة لديها ممثلين في حكومات عدة دول بالمنطقة.

ويتساءل خصوم  جماعة الإخوان عن موقف الولايات المتحدة لأن ترامب و تيلرسون ليسوا على نفس المسار؛ ففي حين أعرب الرئيس ترامب عن دعمه للتدابير العربية ضد قطر، ووصف قطر بشكل قاطع بأنها ممول رئيسي للإرهاب، فعل تيلرسون العكس، ووصف قطر بأنها "عقلانية" فى رد فعلها على الضغوط العربية.

ويذهب خبير مكافحة الإرهاب باتريك بول في حديثه لمنظمة "مشروع كلاريون"، إلى التأكيد على أن تيلرسون "يخرّب" سياسة ترامب الخارجية ويحث على رحيله من الإدارة، وطبقاً لوثائق بول، قام تيلرسون علناً بالتحرك نحو الأتراك وقطر وزيادة الانتقاد لخصوم قطر من السعوديين، كما وافقت واشنطن على بيع ما يصل إلى 36 طائرة مقاتلة إلى قطر مباشرة، كما وقع تيلرسون اتفاقاً لمكافحة الإرهاب مع قطر.

ورجحت "مشروع كلاريون" أن يكون تفضيل تيلرسون لقطر له علاقة وثيقة بعلاقاته مع الحكومة القطرية كرجل أعمال مع شركة إكسون موبيل التي لها علاقة طويلة الأمد مع القطريين، وكانت إكسون موبيل عضواً مؤسساً في مجلس الأعمال الأمريكي القطري في عام 1996، وهو كيان أنشأه النظام القطري، وكان تيلرسون مسؤولاً كبيرا في ذلك الوقت، فيما كانت قناة الجزيرة عضوا في المجلس ذاته.

وبعد أن أصبح تيلرسون رئيساً لمجلس إدارة إكسون موبيل، أصبح عضواً في المجلس الاستشاري لمجلس الأعمال الأمريكي-القطري، وكان على ما يبدو قد شغل هذا المنصب حتى حين أصبح وزير الخارجية، حيث لا يزال اسمه مدرجاً في هذا العنوان على الموقع، ويقول موقع المنظمة على الإنترنت إن مجلس الأعمال الأمريكي - القطري "لعب دوراً رئيسياً في تشكيل مؤسسة قطر الدولية (مقرها الولايات المتحدة)"، والتي تعتبر داعماً رئيسيا للإخوان.

لكن قطر ليست الدولة الوحيدة التي تعمل بقوة على التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه مؤات للإخوان، فالحكومة التركية تشاركها في هذا المسار، حيث إن إكسون موبيل عضو في مجلس الأعمال الأمريكي التركي الذي يترأسه إكين ألبتيكين، وتبرز مشاركة إكسون موبيل في مجلس الأعمال الأمريكي التركي كيف أن علاقة تيلرسون السابقة مع الحكومة التركية قد تؤثر على سلوكه؛ ففي الوقت الذي وجد أردوغان عدد قليل من المدافعين، أيد تيلرسون الديكتاتور الإسلامي.

وفي 9 يوليو، سافر تيلرسون إلى اسطنبول لتلقي جائزة من المؤتمر العالمي للبترول، وأثنى هناك على أولئك الذين دافعوا عن أردوغان ضد محاولة انقلاب العام الماضي، وذهب إلى حد وصف الحكومة الإسلامية  بـ "الديمقراطية".

فعندما يتعلق الأمر بالقضايا الصعبة، ينحاز تيلرسون إلى جانب قطر وتركيا، حتى عندما يتناقض ذلك مع الرئيس ترامب؛ الذي اختاره لوزارة الخارجية، فعندما قامت الدول العربية بضغط غير مسبوق على قطر لرعايتها للإرهاب والتطرف بما في ذلك الإخوان وحماس، وقف تيلرسون  مع قطر وتركيا، ويقول المحللون السياسيون دائماً أن ترامب اُنتخب لأن الناس يريدون التغيير، ولكن تيلرسون لا يجلب التغيير، فعندما يتعلق الأمر بـ الإسلاموية، يبقى الأمر كما هو، وربما أسوأ.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج