يبدو أن محاولات تميم العار التسلل إلى كرة القدم الإنجليزية منيت بالفشل، بعدما سعى إلى توجيه أمواله نحو الدوري الإنجليزي للبحث عن فريق يستحوذ عليه، لخوض منافسات جديدة للسيطرة على بطولات كرة القدم في القارة الأوروبية، عقب فشل مشروعه الفرنسي باريس سان جيرمان في منافسات دوري أبطال أوروبا على مدار ثلاثة أعوام متتالية، رغم إنفاق مليارات الدولارات عليه.

وكشفت صحيفة التايمز البريطانية، كيف تلقت محاولات قطر التسلل إلى عالم كرة القدم الإنجليزية، صفعة قوية، بعدما رفض مالك نادي ليدز يونايتد الذي كانت الدوحة تجري معه مفاوضات سرية، طيلة الأشهر الماضية لشراء حصة من أسهمه، التخلي عن أي جزء من ملكيته له، "حتى ولو بمليار جنيه إسترليني".

الصحيفة نقلت عن مصدر مقرب من الإيطالي أندريا راتريتساني الذي يمتلك النادي منذ نحو عامين، استبعاده بشكل شبه نهائي التجاوب مع المحاولات المحمومة التي بذلها نظام قطر، للاستحواذ على حصة في ليدز، عبر ناصر الخليفي، رئيس نادي باريس سان جيرمان لكرة القدم، والمسؤول في الوقت نفسه عن شبكة "بي إن سبورت" الرياضية المملوكة لقطر.

وذكر تقرير "التايمز" أن راتريتساني يرى أنه لا يوجد أي مبرر لقبول دخول مستثمرين جدد في رأسمال النادي في الوقت الراهن، حيث شدد على أنه إذا كانت هناك جهة ما على استعداد حتى لدفع مليار جنيه إسترليني لشرائه، فإن قواعد اللعب النظيف التي يطبقها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم على كل الأندية المنضوية تحت لوائه، تعني أن المرء لن يستطيع أن يضخ أي أموال في ناديه في كل الأحوال.

وينافس ليدز يونايتد حاليا في دوري الدرجة الأولى الإنجليزي، حيث كاد أن يقترب من الصعود للبريميرليج الموسم المقبل، لولا هزيمته أمام فريق ديربي كاونتي منتصف الشهر الجاري.

وأدت هذه الهزيمة إلى خسارة النادي الذي أُسِسَ عام 1919 فرصة الحصول على 170 مليون جنيه استرليني على الأقل، من عائدات البث التلفزيوني لمباريات المسابقة.

وأشار المصدر المقرب من المالك الإيطالي للنادي الإنجليزي، إلى أنه يرى أن من الأفضل الانتظار لحين ازدياد القيمة التسويقية لليدز إذا تأهل للبريميرليج في الموسم المقبل، قبل البت في أي عروض مُقدمة لشراء أسهم فيه.

وكشف الصحيفة إلى أن اختيار قطر ليدز للدخول عبر بوابته إلى عالم الكرة الإنجليزية، استهدف استغلال العلاقات الشخصية القوية التي تربط بين الخليفي ومالك النادي الإنجليزي، بفعل التعاون القائم بينهما، في صفقات تخص حقوق البث التلفزيوني للمباريات الكروية في الكثير من المسابقات، باعتبار أن أندريا راتريتساني يشارك في ملكية وكالة "إم بي أند سيلفا" للتسويق.

لم يكن فشل قطر في شراء ليدز مفاجئا، نظرا للعقبات المتعددة التي واجهت مفاوضاتها مع المسؤولين عنه على مدار الشهور الماضية، والتي كان من أبرزها سعي المفاوضين القطريين إلى شراء حصة حاكم» من أسهم النادي الإنجليزي، وإصرار مالكه - الذي أنفق 100 مليون جنيه استرليني عليه خلال الـ 24 شهرا الماضية - على ألا تزيد الحصة المُباعة على 49%، للحيلولة دون أن يكون للمالك الجديد الحق في اتخاذ قرارات حاسمة بشأن مصير ليدز يونايتد.

ومن بين العقبات الأخرى التي واجهت صندوق الاستثمارات الرياضية القطري على هذا الصعيد كذلك، دخول عدد آخر من المشترين المحتملين على خط محاولات الاستحواذ على النادي الذي فاز ببطولة الدوري الإنجليزي عام 1969.

ولم تغفل التايمز الإشارة في الوقت نفسه إلى السجل الأسود لناصر الخليفي الذي اختاره تميم مفاوضاً رئيساً له في المحادثات، قائلة إنه يواجه في الوقت الراهن تحقيقات رسمية من جانب ممثلي الادعاء الفرنسيين، بشأن ملابسات ترشح قطر لاستضافة بطولة العالم لألعاب القوى 2017، بعدما كان يتمتع من قبل بوضع الشاهد في القضية نفسها.

وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" الإنجليزية، أن شركة قطر للاستثمارات الرياضية المملوكة لنظام الحمدين في قطر، بدأت مفاوضات لشراء حصة في نادي "ليدز يونايتد" الإنجليزي لكرة القدم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مطلعة، أن قطر للاستثمارات الرياضية، وهي شركة حكومية تملك نادي "باريس سان جيرمان" الفرنسي، ترغب في الحصول على حصة مسيطرة في "ليدز يونايتد" بصفقة قد تكون بوابة قطر لدخول كرة القدم الإنجليزية.

وكشف الصحيفة أن قطر تتطلع لدخول كرة القدم الإنجليزية خلال آخر عامين، مشيرة إلى أن نادي "ليدز يونايتد" يجري محادثات مع ستة مستثمرين على الأقل.

وكان القطري ناصر الخليفي، عراب الاستثمارات القطرية الرياضية في أوروبا، اشترى نيابة عن تميم العار، باريس سان جيرمان في 2011، وأنفق 800 مليون جنيه إسترليني "أكثر من 1.4 مليار دولار" على شراء اللاعبين، من بينهم 336 مليون جنيه إسترليني "438 مليون دولار" على البرازيلي نيمار دا سيلفا والفرنسي كيليان مبابي.

ورغم الأموال الباهظة التي دفعتها قطر عن طريق ناصر الخليفي، فإن باريس سان جيرمان فشل في الفوز بدوري الأبطال، وكان أفضل ترتيب وصل إليه ربع النهائي، في حين خرج الموسم الحالي من دور الـ 16 على يد مانشستر يونايتد الإنجليزي.

ويبحث الخليفي عن دخول كرة القدم الإنجليزية، في سبيل الوصول إلى دوري أبطال أوروبا، وقد لا تسمح قواعد الاتحاد الأوروبي لكرة القدم "يويفا" بتواجد ناديين في مسابقة الأندية الأوروبية، مثل دوري الأبطال وبطولة الاتحاد الأوروبي، عندما يكونان تحت استحواذ مباشر أو غير مباشر من قبل كيان واحد، وإذ ما أصبح النادي الإنجليزي الذي يفكر القطريون في شرائه متواجدا في بطولة أوروبية، فإنهم سيبحثون عن هيكلة جديد لملكيته.