الجامينار: قطر تتلاعب بالألفاظ لتبرير دعم الإرهاب

سلط الكاتب الأمريكي جون روزماندو في مقاله بصحيفة "الجامينار"، الضوء على التناقضات الجسيمة التي تشوب سياسات حكام الدوحة، ومن بينها مثلاً استحداثهم منصباً يُطلق عليه اسم "المبعوث الخاص لوزير الخارجية لمكافحة الإرهاب والوساطة في تسوية المنازعات"، وهو المنصب المُسند حالياً إلى دبلوماسي قطري يُدعى مطلق القحطاني.   

وسخر المقال من تصريحاتٍ أدلى بها القحطاني - أمام مجموعة بحثية أمريكية تُطلق على نفسها اسم "مشروع التحقيق حول الإرهاب"، وزعم فيها أن بلاده لم ولن تدعم الإرهاب بأي صورة من الصور، في تجاهلٍ واضح لكل الأدلة الدامغة التي تثبت وجود هذا الدعم.  

وأشار المقال إلى المبررات المضحكة التي قدمها الدبلوماسي القطري للنأي بـ "نظام الحمدين"، عن مستنقع دعم الإرهابيين الذي يغرق فيه حكام الدوحة حتى الآذان، من قبيل أن الإرهاب مصطلحٌ غير موضوعي، ولا يوجد له تعريفٌ دولي متفقٌ عليه، مُتغافلاً عن المعاهدات والمقررات الدولية التي تحدد تعريفاً لا لبس فيه للإرهاب، الذي أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلاناً خاصاً لمواجهته عام 1994.   

وأشار روزماندو المتخصص في تغطية شؤون الجماعات المتشددة، إلى أن قطر شكلت مؤيداً قوياً لجماعة الإخوان الإرهابية على مدار عقودٍ طويلة، خاصةً منذ حدوث ما يُطلق عليه اسم "الربيع العربي".   وشدد على أن هذا الدعم أدى إلى عزل النظام القطري عن جيرانه، كما اعتبر أن ذلك قاد أيضاً إلى أن تتخذ الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) قرارها في الخامس من يونيو من العام الماضي فرض إجراءاتٍ صارمة بحق الدوحة، شملت قطع العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية، وإغلاق المنافذ البرية والبحرية والجوية.  

واستعرض روزماندو جانباً من التدابير التي اتخذتها الدول الأربع في هذا السياق كذلك، على غرار إصدار قائمة تضم 59 شخصاً على صلة بالأنشطة الإرهابية، جنباً إلى جنب مع 12 مجموعة ضالعة في تلك الأنشطة أيضاً. وأكد أن العديد من الأشخاص المُدرجين عليها، مُصنفون إرهابيين أيضاً من جانب الإدارة الأمريكية والأمم المتحدة. 

كما أبرز الكاتب ما أكده مسؤولو الرباعي من أن المقاطعة المفروضة على نظام الحمدين ستتواصل لحين اتخاذ هذا النظام إجراءاتٍ فعلية على صعيد محاربة الإرهاب. وأكد أن وقف الدعم القطري للإخوان يشكل أحد أهم المطالب المطروحة على نظام تميم بن حمد، لإنهاء العزلة التي يعاني منها في الوقت الحاضر.  

وعاد الكاتب إلى الإشارة إلى مزاعم مطلق القحطاني التي امتدت للادعاء بأن جماعة الإخوان ليست جماعةً إرهابيةً، بل والزعم أن هذا التنظيم - الضالع في عشرات الهجمات الدموية منذ عقودٍ طويلة - يُستهدَف لسببٍ واحدٍ فقط، ألا وهو أنه يشكل مجموعةً معارضةً!.  

وأبرز الكاتب المحاولات المستميتة التي قام بها الدبلوماسي القطري أمام حاضري ندوة نظمتها مجموعة "مشروع التحقيق حول الإرهاب" قبل أسابيع في الولايات المتحدة، للزعم بأن الإخوان ليسوا إلا إحدى قوى المعارضة السياسية في العالم العربي، ولا يشكلون مجموعةً إرهابيةً تسفك دماء الأبرياء تحت ستار الدين. وأشار إلى ما ادعاه القحطاني في هذا الشأن من أن "الجماعات المُعارضة عادةً ما تُلطخ - بشكلٍ غير عادل - بأنها إرهابية"، وزعمه المثير للسخرية بأن الإخوان يتعرضون لاتهاماتٍ مجحفة بالارتباط بالأعمال الإرهابية التي تشهدها بلدانٌ عربية عدة!.   

وفند المقال الأكاذيب التي حفلت بها كلمة الدبلوماسي القطري أمام المجموعة البحثية الأمريكية بشأن هجمات سبتمبر 2001 التي حاول إلقاء المسؤولية فيها، على دولٍ خليجية أخرى بخلاف الدولة المعزولة، وتجاهل القحطاني في هذا الصدد استخلاصات تقارير بحثية أمريكية وجهت أصابع الاتهام بوضوحٍ إلى قطر على صعيد تمويل المتطرفين في بعض الدول الغربية.  

وقال الكاتب الأمريكي، إن القحطاني أغفل الحديث عن الصلة التي تربط قطر بتلك الهجمات الدموية، والمتمثلة في توفير حكومتها وظيفة لخالد شيخ محمد، وهو العقل المدبر لاعتداءات سبتمبر وأحد أبرز مساعدي أسامة بن لادن مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي. وأشار إلى أن هذه الصلة أُكِدتْ من جانب لجنةٍ تولت التحقيق في الهجمات التي ضربت واشنطن ونيويورك وأوقعت آلاف الضحايا، مشدداً في الوقت نفسه على أن مسؤولي الاستخبارات الأمريكية خلصوا كذلك إلى أن أسرة آل ثاني الحاكمة في قطر ساعدوا هذا الإرهابي على الفرار من قطر في عام 1996، قبل أن تتمكن أجهزة الأمن الأمريكية من اعتقاله.

كما أشار المقال في هذا السياق إلى أن ابن لادن نفسه زار حكام قطر عدة مرات في الفترة ما بين عامي 1996 و2000، وهي السنوات التي شهدت إعلان مؤسس تنظيم القاعدة الإرهابي الحرب ضد الولايات المتحدة في عام 1998.   

كما شكك في جدوى القائمة التي أعلنتها السلطات القطرية أواخر مارس الماضي للإرهابيين والكيانات المرتبطة بدعم التنظيمات الإرهابية، قائلاً إن الدوحة اتخذت هذه الخطوة تحت ضغوطٍ من جيرانها،ونقل عن مراقبين قولهم إن هذه القائمة لا تتضمن ميليشياتٍ مثل حزب الله اللبناني الموالي لإيران، وكذلك تنظيم القاعدة نفسه، إضافة إلى إغفال قطر كذلك إدراج اثنتين من الشخصيات المرتبطة بحكومتها، من تلك التي تتولى تمويل تنظيماتٍ مرتبطة بالقاعدة.  

وسلط الكاتب الأمريكي الضوء على الرعاية التي توفرها قطر لدعاةٍ متشددين على شاكلة الإخواني الهارب يوسف القرضاوي، الذي قال روزماندو إن الأسرة الحاكمة في الدوحة "منحت له على مدى عقود.. منبراً لأفكاره المفعمة بالكراهية والمؤيدة للإرهابيين". وأوضح المقال أن المعتقدات المتطرفة التي ينشرها القرضاوي تتشابه مع تلك التي كان يتبناها حسن البنا مؤسس الإخوان الإرهابي، قائلاً إن هذا الإخواني الهارب يبث أفكاره هذه عبر فضائية الجزيرة الممولة من جانب الحكومة القطرية، والموصومة بالترويج للأكاذيب وللأفكار المتطرفة.  

وأشار الكاتب إلى أن القرضاوي استغل ما يُعرف بـ "اتحاد علماء المسلمين" الذي يرأسه لدعم توجهاته الإرهابية والمتشددة، قائلاً إن هذا الكيان المشبوه أصدر بياناً في أكتوبر الماضي، يطالب فيه بإنهاء التدابير الحازمة المفروضة ضد النظام القطري، وقال إن هناك تقارير تؤكد أن السلطات القطرية استخدمت مقربين من القرضاوي كـ "قناةٍ لتنسيق تدفق الأسلحة والأموال القطرية إلى المتمردين المتصلين بالقاعدة في ليبيا".  

وأشار المقال في هذا الشأن إلى علي "محيي الدين القره داغي" الأمين العام لـ "اتحاد علماء المسلمين"، الذي قال الكاتب إن لديه صلاتٍ وثيقة بجمعياتٍ خيرية مرتبطة بالإرهاب، ولها علاقات بالأسرة الحاكمة في قطر. ومن بين هذه الجمعيات  مؤسستا "قطر الخيرية" ذات الصلة بالقرضاوي، و"عيد الخيرية" المملوكة لأحد أفراد أسرة آل ثاني، وكلاهما مُدرجٌ على قوائم الإرهاب التي أصدرتها دول الرباعي على مدار الشهور القليلة الماضية.  

وأبرز روزماندو وثائق أمريكية تكشف عن أن أسامة بن لادن استخدم قطر الخيرية كمصدرٍ لتمويل أنشطته الإرهابية خلال تسعينيات القرن الماضي. ونقل عن مصادر حكومية أمريكية تأكيدها أن جمعيات خيرية قطرية ساعدت على تمويل الهجومين اللذين شنهما تنظيم القاعدة على سفارتي الولايات المتحدة في كينيا وتنزانيا عام 1998.   

وشدد المقال على أن التقارير المتوافرة في الوقت الراهن تؤكد استمرار هذه الصلة حتى الآن، مشددا أن مصادر الاستخبارات الفرنسية على سبيل المثال ربطت بين قطر الخيرية وعمليات تمويل إرهابيين في عام 2013، لافتا الانتباه إلى اتهاماتٍ مماثلة موجهة للجمعيات الخيرية القطرية تتعلق بتوفيرها أموالاً لإرهابيي القاعدة في اليمن كذلك.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج