الدوحة تستغل احتجاجات الجزائر لإحياء "العشرية السوداء"

  • جبهة الإنقاذ الجزائرية المحظورة

لا تزال عصابة الدوحة تمارس المؤامرات الشيطانية لتشويه بلدان العرب، إذ خطط تميم العار لمؤامرة جديدة تستهدف ضرب أمن واستقرار الجزائر، ويقودها أذنابه في جبهة الإنقاذ الإسلامية، وتدعمها أبواق الفتنة القطرية.

وسعت جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في الجزائر والمدعومة من نظام الحمدين، للانخراط في موجة الاحتجاجات المعارضة لترشح عبدالعزيز بوتفليقة إلى ولاية خامسة، وتلويح الرجل الثاني فيها علي بلحاج بإفشال الانتخابات، ما أثار الغضب والسخط من ركوب موجة الغضب الشعبي، على غرار العقل المدبر لـ"فتنة العشرية السوداء" عبّاسي مدني الذي تستضيفه الدوحة وتحميه منذ سنوات.

ومع بداية الاحتجاجات في الجزائر سلط تنظيم الحمدين أبواقه الإعلامية لإشعال الوضع، خاصة الجزيرة التي عملت على بث سمومها وترويج الأكاذيب والشائعات.

كما سعت الجزيرة القطرية إلى تأليب المتظاهرين ضد الجيش الجزائري من خلال تقرير أعدته عبر موقعها عن "العشرية السوداء"، حيث روجت كذبا أن الجيش هو من تسبب فيه، محاولة تبرئة جبهة الإنقاذ الإسلامية وزعيميها عباس مدني وعلي بلحاج.

ومع كل استحقاق انتخابي في الجزائر تستضيف الجزيرة عباسي مدني وعلي بلحاج ورفقائهم الذين أشعلوا فتنة العشرية السوداء في التسعينيات، لبث سمومهم والزج بمتطرفي جبهة الإنقاذ الإسلامية المحظورة في المشهد السياسي لصعودهم مرة أخرى.

وسعى علي بلحاج رفيق "مدني" ورجله في الجزائر لاستغلال الاحتجاجات الرافضة لتجديد عهدة بوتفليقة، حيث خرج ببيان هزلي عبر فيديو منسوب له على موقع يوتيوب، وهدد بإفشال الانتخابات الرئاسية حال مشاركة بوتفليقة ولوح بتنفيذ أعمال تخريبية تخرج التظاهرات عن سلميتها، مراهنا على تكرار سيناريو تصعيد جماعة الإخوان في مصر.

وكان رئيس الوزراء الجزائري أحمد أويحيى، وصف في إحدى تصريحاته السابقة "عباسي مدني" بأنه رأس الفتنة والمسؤول الأول عما حصل في الجزائر سنوات التسعينيات .

واعتبر أويحيى الأمين العام لحزب التجمع الوطني الديمقراطي أنّ "الذي يوجد حاليا في قطر هو الذي يتحمل مسؤولية مقتل الآلاف من المواطنين الجزائريين"، مضيفا أنّ "عباسي مدني يعيش في دولة قطر، ويدعو الجزائريين إلى مقاطعة الانتخابات حتى يتفرج عبر قنوات الفتنة التي تبث من قطر ولندن وجنيف على دماء الجزائريين كيف تسيل"، مؤكدا أن "عباسي مدني مدعوم من أطراف أجنبية تريد زعزعة استقرار الجزائر".

ويصف الجزائريون مدني بأنه "الراعي الرسمي للمجازر التي وقعت في الجزائر في عام 1990"، التي أسفرت عن مقتل حوالي ربع مليون جزائري، والمسؤول الأول عن دخول البلاد في صراع مع الإرهاب إلى الآن.

وبرز مدني البالغ من العمر 88 عاما، كواحد من أهمّ وجوه التيار الإسلامي التي مارست النشاط الدعوي والسياسي في الجزائر خلال السبعينيات والثمانينيات، متأثرا بالثورة الإسلامية في إيران، فدعا إلى منع الاختلاط ومارس ضغوطا على النساء لارتداء الحجاب، كما طالب بضرورة تعريب المناهج الدراسية والمعاملات الرسمية.

وبعد إقرار التعددية السياسية في البلاد بموجب دستور 1989، أسس عباسي وعدد من رفاقه الجبهة الإسلامية للإنقاذ، التي تصدرت بداية التسعينيات نتائج الانتخابات البلدية ثم التشريعية، قبل أن يتدخل النظام ويوقف المسار السياسي "لإنقاذ البلاد من الظلامية وحماية البلاد"، فوجد نفسه في مواجهة العنف المسلح وتوسعت نشاطات الجماعات المتطرفة، لتدخل الجزائر في ذلك الوقت ما عرف بـ"العشرية السوداء".

وفي شهر يوليو من عام 1991، أودعت السلطات عباسي مدني وقيادات أخرى في السجن، فقضى ما يقرب عن 12 عاما بين السجن، والإقامة الجبرية، حتى هروبه إلى الدوحة، بعد إطلاق سراحه في عام 2003، إذ استقر هناك رفقة عائلته، وتحوّل إلى رجل ثريّ، حيث تحدّثت تقارير عن أنه يعيش حياة رغدة، في مبنى فخم بوجوده مع أفراد عائلته، ويتقاضى راتبا يقارب 15 ألف دولار، كهبة من أمير قطر السابق حمد بن خليفة.

كما حصل أحد أحفاده على الجنسية القطرية، وأصبح يلعب لفائدة منتخب قطر لكرة اليد، كما أنّ ابنه الأكبر أسامة عباسي أطلق قناة "المغاربية"، التي تبثّ برامجها من لندن بتمويل قطري ضخم، وتتبنى أجندة حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية المنحل، والتي تستهدف قلب الأنظمة في الدول العربية وخصوصا في الجزائر.

ويكشف إيواء قطر مؤسس الجبهة عباسي مدني، طبيعة الدور والتأثير الذي مارسته الدوحة تجاه مجموعة علي بلحاج ورفاقه منذ وقت مبكر، ولم يكن إيواء الدوحة لشيخ جبهة الإنقاذ مجرد تصرف إنساني، بحيث يقضي بقية أيام حياته بعيداعن صخب الجزائر ومشكلاتها السياسية، لا بل هو اتخذ من وجوده في قطر منبرا لمواصلة نشاطه وتأثيره بداخل الجزائر بدعم من الدولة المضيفة.

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج