المزماة: ربط الحمدين مصير أزمة قطر بصراع إيران مع العرب يهدد بقاء دويلته

  • الرئيس الإيراني ورئيس مجلس الشورى السعودى

توطدت العلاقات القطرية الإيرانية منذ أن فرضت السعودية، والإمارات، والبحرين، ومصر المقاطعة على قطر في يونيو 2017، لاتهام الدوحة بدعم الجماعات الإرهابية، واستضافة المتطرفين، إضافةً إلى الاستثمار في علاقات وثيقة مع إيران، ومع توجه المقاطعة نحو سنتها الثالثة، لا تظهر قطر أي إشارة على تخليها عن طهران.

سياسات تنظيم الحمدين المشبوهة جلبت العار لدويلتهم، حيث تسبب التقارب بين الدوحة وطهران في تعرض قطر لانتقادات دولية، ما يهدد بقاء دويلة الخراب، إذ رصد مركز المزماة للدراسات والبحوث، الخطأ الكبير الذي يرتكبه تنظيم الحمدين في الوقت الحالي، وهو ربط مصير الأزمة بينه والدول العربية والخليجية بصراع إيران مع العالم.

وأوضح المركز الإماراتي، أن العبث القطري بربط حل الأزمة مع دول المقاطعة عربية والخليجية، بصراع إيران التي تُكن العداء للعرب وتعمل على تفجير الشرق الأوسط، يعتبر صراعا وجوديا باقيا ما بقي نظام الملالي.

وعدّد التقرير التحليل الذي نشره المركز مساوئ النظام الإيراني، الذي وضع دستورا للبلاد يؤكد في العديد من مواده خاصة رقم "12، و144، و152، و154" على أن استمرارية النظام الحالي تقوم بالأساس على "بث الطائفية" باعتبار أن المذهب الوحيد الذي تعترف فيه إيران هو الدين الشيعي، إضافة إلى التدخلات في شؤون المنطقة، تحت أغطية متعددة، منها دعم المظلوم ونصرة المستضعفين، والتي تعتبر واجبا قانونيا نص عليها الدستور الإيراني في أهم مواده.

وأكدت الدراسة التحليلية لـ"المزماة" أن النظام القطري بهذا الربط المصيري، يكون قد وضع نفسه أمام متاهات من الصعب التنبؤ بنتائجها، غير أن الحماقة التي يرتكبها تنظبم الحمدين، هي ربط مصير قطر كدولة وشعب بمصير الصراع بين إيران والدول العربية والإسلامية، ما يعرضها إلى استنزاف ممنهج من قبل إيران الطامعة.

ليس فقط الطمع والاستغلال الإيراني الذي سيلتهم قطر، لكنها ستصاب أيضا بعزلة دولية وإقليمية وعربية تخرجها عن السياق العام والمسير السلم الذي ينظم السياسات الخارجية والعلاقات بين الدول بشكل عام، وأيقن دليل على ذلك، خسارة قطر ما نسبته 40% من وزنها السياسي الإقليمي والعالمي، وما نسبته 50% من قوتها الاقتصادية، والأهم نفرة الشعوب العربية من الدوحة وقياداتها منذ بداية الأزمة الخليجية الراهنة.

وذكر التقرير التحليلي أن من بديهيات هذا الربط، هو حجم الفوائد المالية التي يحققها النظام الإيراني والحرس الثوري من خزينة قطر ومشاريعها الغازية وشبكاتها الاستثمارية، فضلا عن توظيف أدواتها السياسية والأمنية والإعلامية، في خدمة المشروع الإيراني التوسعي في المنطقة، وتحويلها إلى مركز تجسس وتخريب يستهدف الدول العربية وخاصة الخليجية.

وبلغ تهور نظام الحمدين في الارتماء بأحضان نظام الملالي بإيران، إلى درجة ربط مصيره بمصير نظام الملالي، الذي أصبح يعيش في عزلة دولية شديدة ويعاني من أزمات سياسية واقتصادية وأمنية داخلية، تؤشر جميع مجرياتها وتطوراتها أن هذا النظام في طريقه إلى الزوال.

وتؤكد كافة نتائج الدراسات التي بحثت في الرؤية المستقبلية للحالة الإيرانية، ولا سيما بعد تشديد العقوبات وخروج مئات المظاهرات الشعبية، أن النظام الإيراني في حالة تفكك وانهيار، ولا سبيل لإنقاذه أو تفادي سقوطه، ما يعني أن النظام القطري، والذي تحول في الآونة الأخيرة إلى ركن من أركان النظام الإيراني، سيشهد هذا السقوط.

لكن تدهور الأوضاع السياسية والاقتصادية في إيران، هو أكثر ما يقلق رموز وقادة تنظيم الحمدين في الوقت الراهن، الذين أصبحوا غير آبهين بإدراكهم حجم الأضرار التي تُصيب الدول العربية وشعوبها، من سياسات قطر ودعمها للأنشطة والتحركات الإيرانية، وحجم الخدمة التي يقدمونها لإيران في تنفيذ أجندتها العدائية للأمة العربية والإسلامية.

وفند مركز المزماة السبب الرئيسي لإصرار عصابة الدوحة على الربط بين عودة العلاقات مع الدول العربية واستمرار العلاقات القطرية الإيرانية، قائلا إنه نتاج العقلية السياسية لرموز تنظيم الحمدين، أي التسليم بأنهم ما عادوا يرون أنفسهم معنيين بأمن الدول والشعوب العربية، هذا إن كانوا معنيين بها من قبل، لكن الفارق أنهم أصبحوا يعلنون ذلك صراحة.

وفي المقابل يعتبرون أن عداءهم للأنظمة العربية وخاصة الخليجية سببا لحماية أمنهم القومي، وأن مواجهة جهود التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات الهادفة إلى مكافحة الإرهاب، هو أولويتهم.

كما اعتبر حكام الدوحة أن اللجوء إلى إيران هو إحدى أدوات هذه المواجهة، على اعتبار أن تمكين الأمن والاستقرار في المنطقة سيشكل تهديدا للنفوذ القطري القائم في الأساس على نشر الفوضى والإرهاب، وهي خدعة تمكنت طهران من زرعها وترسيخها في أذهان قادة الحمدين، وتعتبر الشريحة  الممغنطة التي تستطيع طهران من خلالها تحريك سياسات قطر وأنشطتها في المنطقة.

يذكر أن التجارة بين قطر وإيران تضخمت، وتضاعفت الصادرات الإيرانية للدوحة، وبعدما منعت الدول المقاطعة الخطوط الجوية القطرية من استخدام أجوائها، أصبحت الأجواء الإيرانية تحتضن 200 رحلة قطرية إضافية في اليوم الواحد على الأقل، بالمقارنة مع ما كانت عليه الأمور قبل المقاطعة، ما يجلب لإيران 2000 دولار للرحلة الواحدة، كُلفة رسومها على استخدام مجالها الجوي.

واستمرارا للعلاقات الآثمة بين تنظيم الحمدين في قطر ونظام الملالي بإيران، والتي صار يتفاخر بها تميم العار، يأمل الذليل في استغلال هذه الشراكة المشبوهة للتضييق على جيرانه، انتقامًا منهم بعد إعلان المقاطعة العربية ضد إمارة الإرهاب في يونيو 2017.

ورفض تميم العار الذي يتفاخر علنا بمعاداة الأشقاء والتبعية لنظام الملالي المجرم، حضور القمة العربية الأوروبية، التي اختتمت أعمالها بالتركيز على رفضه إدانة إرهاب طهران، وفضل

الدخول كطرف في الحلف المعادي للعرب لإرضاء الملالي.

كما سبق أن دافع وزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني عن إيران، مشيرا إلى أنه إذا كان لدى أحد أي مشكلة معها فيجب أن يدعوها إلى طاولة الحوار، ليرسخ فكرة أن النظام القطري يواصل سجله الحافل بالخيانة والفجور، بعدما ترك أرضه وأبواقه مرتعا للفرس، وابتعد عن الصف العربي والخليجي ليرتمي في أحضان الملالي.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج