المصالحة المنقوصة.. حيلة الحمدين للوقيعة بين دول المقاطعة

  • الرباعي العربي

يبدو أن تنظيم الحمدين ضاق ذرعا من الأزمات المتلاحقة والعزلة العربية والدولية التي تعيشها الدوحة منذ بدء المقاطعة العربية في يونيو 2017، فاتخذ حيلة جديدة للوقيعة بين دول الرباعي العربي، من خلال استمالة المملكة العربية السعودية.

وكالة تسنيم الإيرانية، أحد أبواق نظام الملالي في طهران، نقلت عن مصدر قطري قوله إن الدوحة عرضت على المملكة العربية السعودية تسوية الخلاف معها دون باقي دول المقاطعة، مشيرا إلى أن الدوحة أرسلت رسالة إلى الكويت طلبت فيها تسوية الخلاف مع السعودية.

الوكالة الإيرانية نقلت عن المصدر المزعوم أن عصابة الدوحة اشترطت لتسوية الخلافات أن ينحصر حل الخلاف بملفات الخلاف بين الرياض والدوحة وليس مع الإمارت أو باقي الرباعي المقاطع.

واعتبر خبراء أن مثل هذه الأنباء التي تردد في وسائل الإعلام من حين لآخر، تكررت كثيرا من جانب النظام القطري، لكنها تبقى على لسان مصادر غير رسمية.

وقال الدكتور أحمد الفراج الكاتب السعودي، إن التقارير الخاصة برغبة قطر بتسوية الأزمة مع السعودية بشكل أحادي باتت متكررة، مشيرا إلى أنه لا وجود لمعلومات دقيقة بصحة الأمر، إلا أن المقاطعة جرت من جانب أربع دول لا السعودية فقط، مستبعدا أن تجري أي دولة منهم مصالحة مع الجانب القطري بصورة مفردة.

وتابع في تصريحات صحافية لوكالة "سبوتنيك" أن الأمر لم يؤكد من مصدر رسمي حتى الآن،  لكن أن ما أعلن بشكل رسمي حتى الآن من قبل الرباعي العربي هي المطالب الـ 13 بشكل واضح، التي يجب على قطر الالتزام بها، مقابل المصالحة مع الدول الأربع، حسب إعلانهم.

من ناحيته قال الدكتور ظافر العجمي رئيس مجموعة مراقبة الخليج، إن مصدر الخبر وكالة "إيرانية"، وهو ما يجعله في دائرة الشك، مؤكدا أن السعودية والبحرين والإمارات جبهة واحدة، ولا يمكن التفريق بينهم بهذا الأسلوب.

وتابع أن الكويت لديها خطة، ولا تقبل بمثل هذا النهج، بحكم أن الأزمة بدأت جماعية ويجب أن تنتهي جماعية، بين قطر والإمارات ومصر والسعودية والبحرين، مشككا في الخبر الذي أوردته وكالة تسنيم، مشيرا إلى صعوبة تسريب مثل هذا، خاصة من قبل وسائل الإعلام الإيرانية.

الهرولة القطرية إلى الكويت تكشف عن مدى اليأس الذي أصاب نظام تميم العار وحاشيته، إذ سبق أن وجهت الدوحة الإهانات إلى الكويت ووساطتها، إذ أعلن محمد بن عبدالرحمن نفسه في 20 فبراير الماضي، أن لا وساطة إلا الوساطة الأمريكية، وذلك قبل أن يطيح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب برجل الدوحة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، لينكر الجهود الخرافية التي قادها أمير الكويت من أجل إقناع قطر بالكف عن سياسات دعم الإرهاب.

وقطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر في الخامس من يونيو 2017 علاقاتها مع قطر بحجة دعمها للارهاب وقامت بإغلاق جميع منافذها البرية والبحرية والجوية أمام قطر. ومنذ المقاطعة التي اقتربت من انتهاء عامها الثاني، هرول تميم العار إلى أمير الكويت أكثر من مرة، وتسول منه الوساطة لإجراء تسوية مع الرباعي.

وتواصل عصابة الدوحة سياستها المفضلة باللعب على أحبال التناقض وامتلاك وجهين ولسانين، أحدهما لمغازلة الرباعي العربي والمجتمع الدولي والتشدق بقيم السلام العالمي والسعي نحو التسوية، ووجه حقيقي يشكل التطرف والإرهاب ملامحه الأصلية ويهاجم الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

وكان مسؤولون في دول الرباعي العربي قد جددوا مواقف بلادهم الثابتة تجاه قطر، مؤكدين أنها لن تنتهي إلا بتوقف الدوحة عن نهجها العدواني ودعمها للجماعات المتطرفة، إضافة إلى استجابتها للمطالب الثلاثة عشر المشروعة، والمبادئ الستة النابعة من اتفاقيتي الرياض 2013 و2014.

وقال وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي إن خروج الدوحة من مأزقها وعزلتها يكون عبر بوابة الرياض، وفي إطار البيت الخليجي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن مجلس التعاون الخليجي مستمر في تحقيق أهدافه السامية منذ تأسيسه في عام 1981 كنموذج للعمل العربي المشترك، حتى مع استمرار الأزمة القطرية.

كما أكد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات الأسبوع الماضي، أن الأوضاع لم تتغير كثيرًا، مشيرًا إلى أن هناك ثبات على الموقف لدى الرباعي العربي، خاصة بعد وضوح الرؤية بشأن الأزمة.

وسعى تنظيم الحمدين القطري بمساعدة حلفائه وعملائه على الساحة السياسية والإعلامية، لإثارة البلبلة تجاه دول المقاطعة التي تضم المملكة العربية السعودية والإمارات والبحرين ومصر، والتشكيك في نجاحات التحالف العربي الذي تقوده الرياض في اليمن، بل امتد الأمر لإثارة الشائعات الخبيثة، من أجل الإطاحة بولي العهد الأمير محمد بن سلمان وإجبار السعوديين على الاستسلام لإيران في اليمن.

وفي موقف يدل على عدم مبدئية مواقف الدوحة السياسية وانتهازيتها، ومحاولاتها المفضوحة للتذلل إلى الرباعي العربي ومهاجمتها تارة أخرى والمتاجرة بحقوق المواطنين القطريين، كان وزير خارجية قطر قد جدد في مؤتمر ميونخ للأمن رغبة بلاده في الجلوس مع دول المقاطعة لإنهاء الخلاف الذي بدأ منذ الخامس من يونيو 2017.

لكن المسؤول القطري ذاته عاد بعدها، ليهاجم الرباعي العربي، بعد إعلان رفضهم الجلوس مع أي مسؤول بالنظام القطري إلا بعد تنفيذ المطالب المشروعة، مدعيا أنهم تسببوا في حصار الدوحة واستهداف المواطن القطري.

ويأتي اليوم ليحمل أحد أبواق نظام الملالي حليف عصابة الدوحة بنبأ يفيد رغبة قطر في إجراء حوار لتسوية الخلافات مع السعودية دون باقي دول المقاطعة، رغم ثبات موقف الرباعي العربي تجاه الإمارة الصغيرة وتأكيدهم المستمر بعد إجراء أي تسويات إلا بعد تلبية الشروط الـ13 المشروعة.

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج