حذر باحث وخبير متخصص في سياسات الخليج من أن التوازن الدبلوماسي الذي تتبناه الولايات المتحدة إزاء التعامل مع أزمة قطر مع جيرانها لن ينجح على الأرجح لأنه يتجاهل ما يحدث حقا، وهو صراع لإعادة تشكيل الثقافة السياسية العربية لاسيما إزاء الحركات الإسلامية مثل الإخوان.
وفي مقال نشره موقع بلومبرج الأمريكي، قال حسين إيبش الباحث في معهد الخليج بواشنطن، إن الدول الأربعة المقاطعة لقطر تعارض الجماعات الإرهابية المتطرفة مثل القاعدة وداعش التي تسعى لتدمير الدول العربية والإسلامية الموجودة، لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة لجماعات أقل تطرفا تابعة للإخوان، التي تسعى للسيطرة على المؤسسات الحاكمة في الدول، وتعتمد إستراتيجياتهم على العمل داخل خارج الأساس القانوني.
وأشار الكاتب إلى دعم قطر لجماعات الإخوان في المنطقة بالمال والتأييد عبر ترسانتها الإعلامية التي تشمل تلفزيون الجزيرة، وهو ما ترفضه دول الرباعي العربي التي ترى أن من تعتبرهم قطر معتدلين لا يمثلون بديلا مقبولا للتطرف، ويشيرون إلى أن الإخوان يتشاركون فرضيات أساسية وطموحات طويلة المدى مع الجماعات الإرهابية بما في ذلك الهدف في إعادة تأسيس الخلافة.
وفيما يتعلق بخيارات واشنطن في التعامل مع هذه القضية، يقول إيبش إن واشنطن يمكن أن تسمح باستمرار المواجهة حتى تقرر الأطراف المعنية بنفسها حلها، وأن تصر فقط على التعاون بما يكفي لدعم الأصول العسكرية الأمريكية في الخليج، وتلك هي السياسة الأمريكية الحالية على ما يبدو، أو الخيار الثاني فيتمثل في إمكانية التوسط في حل يتعامل مع الأساس السياسي والفكري للجدال، وإلا فإن دول الرباعي العربي ستستمر في مقاطعة قطر.