باحث أمريكي: لماذا يجب أن نهتم بتأثير ونفوذ قطر؟

  • ديفيد ريبوي

سلط ديفيد ريبوي، الباحث بمجموعة الدراسات الأمنية في واشنطن، الضوء على الدور الذي لعبه النظام القطري خلال السنوات الأخيرة في النفوذ الخارجي بعدائية كما لم تفعل أي دولة أخرى، كاشفا عن أن تنظيم الحمدين دفع مبالغ مالية كبيرة لوسائل إعلام ومراكز بحثية إضافة إلى شراء اللوبيين والشخصيات المؤثرة، لا سيما حملات القرصنة والتجسس الإلكتروني.

وفي مقاله التحليلي الذي نشر على الموقع الرسمي لمجموعة الدراسات الأمنية، تحدث ريبوي كيف أن قطر كانت الواحة الصحراوية الصغيرة لجماعة الإخوان الإرهابية، وكثير من الإرهابيين حول العالم، وقاعدة العمليات المضيافة لهم، ومع مرور الوقت، سرعان ما أصبح نهج الإخوان أيديولوجية قطر الفعلية، إذ رحبت عائلة آل ثاني الحاكمة في قطر بهؤلاء الرموز من خلال التمويل الكبير، وأعلى المراتب الشرفية بالدولة، وإنشاء مؤسسات دينية جديدة تسعى إلى تلقين آلاف الناس.

وأضاف أن نفوذ قطر وعملياتها الإعلامية كانت أحد أقل القصص التي تحصل على تغطية وتدقيق خلال الأعوام القليلة الماضية، لكن لحسن الحظ هذا يتغير؛ فبسبب دعمها للإخوان وتحالفها مع إيران، بدأ يفهم كثير من الأمريكيين أن قطر قوة خبيثة، ليس فقط في الشرق الأوسط لكن في هذه الدولة أيضًا.

وتابع أنه بعد تفاقم الأزمة مع دول الرباعي العربي في2017، أدركت الإمارة الصغيرة حاجتها لمزيد من التغطية الإعلامية في واشنطن، ما أدى إلى عملية شراء نفوذ ناجحة باستخدام الأموال القطرية قام بها وكلاؤها وجماعات الضغط التي تعمل لصالحها، وتحديدًا مجموعات مثل "ستونينجتون ستراتجيز" التي يديرها جوزيف اللحام ونيكولاس موزين.

تلقى الاثنان حوالي 7 ملايين دولار من الأموال القطرية، طبقا لما كشفت عنه مجلة "تابلت" البريطانية، لكن بالطبع هذا مجرد جزء صغير من الأموال التي تعترف قطر بإنفاقها على عمليات الضغط سنويًا التي يذهب معظمها إلى شراء شركات علاقات عامة وحملات إعلانية ووسائل إعلام ونواب أمريكيين سابقين وغيرهم، حيث حصلوا على مبالغ كبيرة للتأثير على الشخصيات ذات النفوذ.

وتابع "لكن "ستونينجتون ستراتجيز" كانت الأكثر إثارة للاهتمام والسخرية؛ فبلا شك، وظف نظام الحمدين مرتزقته نيكولاس موزين، وجوزيف اللحام فقط بسبب علاقتهما بالمجتمع الأمريكي اليهودي والدائرة المقربة من الرئيس دونالد ترامب، وقد استخدما تلك الأموال لكسب مؤيدي إسرائيل في محاولة لإقناعهم بسخافة أن قطر - راعي حماس والإخوان وحليف إيران وتركيا – صديقة لهم".

وأوضح ريبوي خلال تقرير أن موزين واللحام استهدفا بعضا من أكثر القادة المؤثرين في الدوائر اليهودية وغيرها، لكن لحسن الحظ، لم ينجح الأمر، أو على الأقل ليس على النحو الذي أراده القطريون، فبالطبع لا يرغب أحد أن يكون في وضع المدافع عن السجل القطري المتعلق بالإرهاب، حتى ولو مقابل حقيبة من النقود.

وأشار الباحث الأمريكي إلى أن القطريين وجماعات الضغط التابعة لهم أدركوا لاحقًا أن أفضل طريقة لإنفاق أموالهم هي بدفع أمريكيين من ذوي النفوذ البارزين إلى مهاجمة خصمهم السعودية.

وقال ديفيد ريبوي إننا عادة ما نميل للتفكير في المؤسسات على أنها غير ربحية أو حزبية، لكن في حالة "مؤسسة قطر" الوضع مختلف؛ فهي موجودة لتحقيق أولويات الإمارة الصغيرة، وكثيرًا ما طالتها انتقادات بسبب دعمها الإرهاب.

وكشف الباحث البريطاني أن مؤسسة قطر كانت منذ تأسيسها وسيلة للإمارة لإبراز قوتها الناعمة التي عادة ما تعمل في خدمة أجندتها، وفي الحقيقة ثلاثة من المساهمين في المؤسسة هم: تميم بن حمد ووالده حمد بن خليفة وموزة بنت ناصر.

وكانت قطر وراء عملية القرصنة التي استهدفت أكثر من 1000 شخصية بارزة، من لاعبي كرة القدم إلى نجوم بوليوود إلى خبراء المراكز البحثية والصحفيين، وطبقًا لملفات دعاوى قضائية أمريكية، كان موزين واللحام وراء تلك العمليات.

ومن بين الذين تم استهدافهم، الجمهوري إليوت برويدي صاحب السجل الطويل في العمل ضد الإرهابيين والإرهاب، الأمر الذي جعله هدفًا رئيسيًا للجهود القطرية في الولايات المتحدة؛ حيث كان وقف جهوده في التصدي لقطر مهمًا للغاية لتلك الجماعات ومموليها في الدوحة.

كما سلطت ديفيد ريبوي الضوء على امتلاك قطر لفرع من أقدم مراكز البحوث الفكرية في العالم، وهي مؤسسة بروكينجز، ومركز بروكينجز الدوحة، وكيف عملت الدوحة على توجيه وجهة النظر لأعضاء الكونجرس الأمريكي، والذي كانوا يعتمدون بشكل كبير على تقارير مؤسسة بروكينجز.

ورغم التحذيرات التي أطلقها العديد من الباحثين الغربيين من ضرورة التحري عن استخدام تقارير مركز بروكينجز الدوحة، لاعتماده على بعض التحيز لصالح النظام القطري، إلا أن وسائل الإعلام وصانعي السياسات لا يزالون يستخدمون تقارير بروكينجز كمصدر مستقل وموثوق للتحليل في الشرق الأوسط.

كما تطرق الباحث في تقريره التحليلي الملفات الشائكة التي تناولها المؤتمر الذي استضافته العاصمة الأمريكية واشنطن يوم 6 فبراير، بشأن ما إذا كانت قطر حليفا أمريكيا أم خطرا عالميا، والأخطار التي حذر منها أعضاء الكونجرس والخبراء والمسؤولين العسكريين السابقين، من أن قطر أصبحت قوة خبيثة لا يستهان بها.

وركز ريبوي على قاعد العديد الجوية، التي تستضيف المقر الرئيسي للقيادة المركزية للجيش الأمريكي و10 آلاف أمريكي، وكيف يستخدمها النظام القطري لكسب النفوذ وثقة الإدارة الأمريكية.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج