أكد أحمد عطا، الباحث في الإرهاب الدولي بمنتدى الشرق الأوسط بلندن، أن الإرهابي عبدالحكيم بالحاج يعيد صناعة المليشيات في ليبيا بتعليمات من تنظيم الحمدين الحاكم في قطر، للاستيلاء على النفط الليبي.

عبدالحكيم بلحاج هو الأمير السابق للجماعة الليبية المقاتلة، فرع تنظيم القاعدة في ليبيا، أسس شركة للطيران بعد استيلائه على الملايين من الدولارات من أموال الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي بعد أحداث الـ17 من فبراير 2011، وتواجه شركته المعروفة بـ"الأجنحة" اتهامات بتهريب الإرهابيين من تركيا إلى ليبيا.

وكشف عطا، في تصريحات صحافية، أن تركيا وقطر أصرتا على صناعة ليبيا جديدة بعد أحداث 2011، ووقع الاختيار على عبدالحكيم بلحاج من قبل المخابرات التركية ٢٠١٥ لإعادة صياغة ونشر وتأهيل المليشيات بدعم وتنسيق كامل من مليشيا "فجر ليبيا" الجناح العسكري لجماعة الإخوان الإرهابية ومجلس شورى إرهابيي درنة.

وأوضح عطا أن بلحاج جزء من مشروع كبير لتوسيع نفوذ سعت قطر وتركيا لتأسيسه في شمال أفريقيا.

وأشار الباحث المتخصص في شؤون الإرهاب إلى أن بلحاج تواصل سرا أثناء تنقله ما بين قطر وتركيا بقيادات مليشيات مصراتة لمواجهة الجيش الوطني الليبي، وتقابل عدة مرات مع مسؤولين في قطر لتنفيذ مخطط يهدف إلى تمكين حكومة الوفاق من السيطرة على الممر المائي بالمتوسط ما بين ليبيا وقبرص واليونان ومصر.

كما استهدف المخطط تمكين تركيا من عمليات التنقيب البحرية بشكل كامل بجانب النفط الليبي، الذي وعدت به تركيا وقطر دولة أوروبية في حال السيطرة الكاملة على المشهد داخل الأرضي الليبية، حسب الخبير في الإرهاب الدولي.

وكشف عطا أن قادة مليشيات مصراتة تم دعمهم من جانب تنظيم "الحمدين" القطري بـ4 شاحنات أسلحة خفيفة وثقيلة من خلال المخابرات التركية، قائلا "وضعت قطر ميزانية تبلغ ٨٠٠ مليون دولار لدعم عبدالحكيم بلحاج، الذي يدير المليشيات في مصراتة، تتقدمها مليشيا الصمود بقيادة المطلوب دوليا صلاح بادي".

واختتم عطا مؤكدا أن عبدالحكيم بلحاج دعم مليشيات مصراتة بأكثر من ٢٠٠٠ من عناصر تنظيم القاعدة، الذين انتقلوا سراً من أفغانستان إلى الصومال ثم انتقلوا إلى ليبيا، بمساعدة الجماعة الليبية المقاتلة مع بداية العام الجاري.

وكان العميد خالد المحجوب، مدير المركز الإعلامي لعمليات الجيش الليبي، ألقى الضوء على الدور الخفي للإرهابي عبدالحكيم بلحاج في تهريب المرتزقة والإرهابيين إلى داخل ليبيا.

وقال المحجوب، في تصريحات سابقة في وقت سابق، إن عددا من الإرهابيين والمرتزقة الأجانب وصلوا إلى مطار مصراتة الليبي عبر طيران الأجنحة المملوك للإرهابي بلحاج، للمشاركة في صفوف مليشيات طرابلس ضد الجيش الوطني الليبي، الجمعة.

ويعد بلحاج أبرز الشخصيات التى تحظى بتمويل ودعم قطرى منذ أحداث 2011، حيث وفرت له قناة الجزيرة القطرية الدعم الإعلامى الكاف للترويج لمشروع الدوحة فى ليبيا، وتمكين تيار الإسلام السياسى من حكم البلاد ووضع يدهم على المؤسسات السيادية هناك.

ويوصف عبدالحكيم بلحاج بأنه ذراع للمصالح القطرية والمسؤول عن مشروع الدوحة التخريبي في ليبيا، وهو أحد أبرز قيادات الجماعات المرتبطة تنظيمياً بشكل غير مباشر بتنظيم القاعدة، وهو إرهابي سابق في تنظيم القاعدة، وعضو مؤسس في الجماعة الليبية المقاتلة، شارك في الجهاد بأفغانستان، وبقي هناك عدّة سنوات.

والجماعة الليبية المقاتلة تأسست في ليبيا في عقد التسعينات من القرن الماضي، وهي تنظيم جهادي أسسته عناصر ليبية بعد عودتها من القتال في أفغانستان.

تم اعتقال عبدالحكيم بلحاج في ماليزيا في فبراير 2004 عن طريق مكتب الجوازات والهجرة بتدخل من المخابرات الأميركية، ثم ترحيله إلى بانكوك للتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات الأميركية، قبل ترحيله إلى ليبيا بتاريخ 8 مارس 2004، حيث حاول إعادة ترتيب الجماعة المقاتلة للجهاد ضد نظام معمر القذافي، لكن تم اعتقاله وسجن في سجن أبو سليم لست سنوات، قبل أن يفرج عنه في مارس 2010.

وبعد الثورة التي أطاحت بنظام معمر القذافي، تحوّل بلحاج في ظرف وجيز إلى ملياردير وقائد، حيث ترأس حزب الوطن وأصبح قائد المجلس العسكري في طرابلس، كما أسس شركة الأجنحة للطيران، وأصبح يمتلك عدة طائرات تؤمّن يوميا عشرات الرحلات بين طرابلس والدوحة وأنقرة.