باحثون فرنسيون: قطر شيدت 1600 "مفرخة" للإرهاب في أفريقيا لتدمير الدول العربية

  • فرنسيون 1
  • فرنسيون

اتخذ تنظيم الحمدين المتطرف من منشأته الدينية والدعوية مدخلا للتغلغل في قارة أفريقيا عبر بناء ما يزيد عن 1600 منشأة تابعة لتنظيم الحمدين المتطرف، تتولى عصابة آل ثاني إدارتها وتمويلها والإشراف على برامجها التي يصفها مراقبون بأنها "مفارخ لتنشئة الإرهابيين" ومن ثم تصديرهم لدول العالم لتطبيق الأوامر التي تصدر دوحة التطرف.

وبسبب الفضائح المتكررة للتمويلات القطرية التي تصل بشكل غير مباشر لمجموعات التطرف، بدأت مراكز الأبحاث الأوروبية في تتبع الأنشطة التخريبة لقطر، حيث رصدت مراكز الدراسات والبحوث الأمنية تفاصيل مسربة من أجهزة الاستخبارات الغربية حول «مفارخ قطر في أفريقيا»، ونشرت أرقاما وإحصائيات دقيقة مخيفة حول هذه المؤسسات التي تتخذ من الرداء الديني ساترا لأنشطتها في دعم وتبني أفكار الجماعات المتطرفة، أو المنشآت التي تحمل أسماء مختلفة وتصنيفات تمويهية.

في سبيل ذلك قال باحثون فرنسيون لصحيفة "البيان" الإماراتية، إن التقارير الأمنية والاستخباراتية الأوروبية أكدت أن قطر شيّدت خلال الفترة من 2011 وحتى 2019 حوالي 1600 مؤسسة تحمل ستاراً دينياً «مسجد ومركز ودار رعاية» وغيرها من أشكال التستر في دول أفريقية فقيرة، واستغلالها لتكون «مفرخة الفكر المتطرف» لاستقطاب الشباب وتجنيدهم بعد غسل عقولهم في صفوف القتال كمرتزقة.

وأكد الباحثون أن هؤلاء الشباب يتم شحنهم لجبهات القتال في صفوف التنظيمات المتطرفة في دول "الصومال وليبيا ومصر وتونس وسوريا واليمن"، وحققت هذه المفارخ التطرفية ما سعت إليه الدوحة وتمكنت من دعم أتباعها في الدول العربية والإسلامية بالمقاتلين خلال السنوات الخمس الماضية.

وقال الباحث بمركز "لي سكريت" للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، فرنسوا شنايدر، إن الأرقام الرسمية التي أعلنتها وزارة الخارجية القطرية ومؤسسة قطر الخيرية ومؤسسة "راف" الخيرية، تؤكد أن قطر شيّدت منذ عام 2011 حتى بداية العام الجاري حوالي 1600 مسجد ودار رعاية أيتام، ومركز ديني وما شابه من مؤسسات في 16 دولة أفريقية هي "مالي، وتشاد، والنيجر، والصومال، وجيبوتي، وكينيا، وموريتانيا، وبوركينا فاسو، والسودان، وجنوب السودان، وغامبيا، وتنزانيا، وغانا، والسنغال، وإثيوبيا، وأريتريا"، وما زالت مخططات قطر مستمرة نحو دول غرب ووسط أفريقيا، وهذه المنشآت ثبت خلال العامين الماضي والجاري أنها تستغل بهدف استقطاب وتربية الشباب وغسل عقولهم ثم توجيههم للالتحاق بصفوف المرتزقة في العديد من الدول التي تستهدفها قطر وتركيا بأجندتها التخريبية.

وأكد الباحث أنه على رأس الدول المستهدفة "مصر، واليمن، والصومال، وليبيا، وسوريا، وتونس"، وهذا الأمر أكدته عمليات اعتقال والتحقيق مع المرتزقة المضبوطين في ليبيا ومصر وتونس واليمن.

وأكدت التحقيقات التي أجريت مع المضبوطين على نقطة مشتركة تجمع هؤلاء المنحدرين من دول أفريقيا وهي أنهم جميعاً تلقوا علوماً دينية في مؤسسات ومساجد ثبت فيما بعد أنها بتمويل قطري، وأن المدرسين والأئمة والموظفين في هذه المؤسسات تستقدمهم قطر من دول عربية مثل مصر وتونس والجزائر وسوريا، مقابل عقود عمل بأجور خيالية، في ظاهرها أنها دعم للخير وتنمية وإحياء قرى فقيرة، لكن باطنها هو استقطاب وتجنيد المرتزقة بعد غسل عقولهم وحشوها بأفكار متطرفة، وهذا بدا واضحاً جداً في تشاد والنيجر وجنوب السودان، وهي الدول الأكثر تصديراً للمرتزقة نحو ليبيا وتونس ومصر، حيث يقاتل هؤلاء إلى جانب ميليشيات قطر والإخوان.

وعطفا على ما سبق يقول، جاكي نيكيولا، مدير مركز "LFP" للدراسات الأمنية والعسكرية بباريس، إن مخطط قطر لتوجيه الأموال نحو أفريقيا ودعم الإرهاب عن طريق المؤسسات الدينية نجح جداً خلال السنوات العشر الماضية، وحقق النتائج التي سعت إليها قطر، كما مكن الدوحة من تأمين خطوط نقل المال وتوجيه الدعم للإرهاب بسهولة ودون انكشاف أمرها، فبعد أن تقوم قطر بإنشاء مسجد أو مؤسسة خدمية خيرية والإعلان عنها أمام كاميرات الإعلام، واستغلالها في الدعاية للنظام القطري، لا يتوقف دورها بل يمتد تحت بند الإنفاق على المؤسسة «أوقاف ومشاريع إنتاجية لتوفير نفقات صيانة المساجد والمؤسسات، ورواتب الأئمة والموظفين».

ولفت إلى أن هذه الأموال كبيرة جداً، توجه أصلاً للإغداق على الشباب المستقطب وغسل عقله ثم إلحاقهم بمعسكرات التدريب على حمل السلاح ثم نقله إلى جبهات الإرهاب في الدول الأخرى، وهذا أمر تم كشفه في العديد من الدول، خاصة بعد حادث بوصاصو في الصومال مايو الماضي، وحادث تفجير بلدية مقديشو أخيراً، وحوادث ضبط المرتزقة في ليبيا ومصر، كلها أجمعت على نقطة واحدة، وهي أن قطر تخصصت في إنشاء مفارخ الإرهاب في أفريقيا خلال عقد من الزمان وتوجههم حالياً لفرض أجندتها السياسية في المنطقة.

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج