"بوليتيكو" تفضح مساعي النظام القطري لاستمالة الإدارة الأمريكية

  • بوليتيكو

يكثف تنظيم الحمدين محاولات الخبيثة لشراء نفوذ دولي وهمي، من خلال أمواله الملوثة لاختراق إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فقد كشف تقرير جديد لصحيفة "بوليتيكو" المهتمة بالشأن السياسي في أمريكا، عن حلقة جديدة من المساعي القطرية للتأثير في القرار السياسي للإدارة الأمريكية.

مجلة "بوليتيكو" رصدت ألاعيب العصابة القطرية الفاشلة وكشفت خيوط التآمر القطري في واشنطن، خاصة في ما يتعلق بالاستعانة بمزيد من المقربين من ترامب عبر شركات الضغط السياسي وبمبالغ طائلة، وآخرهم ستيوارت جولي الذي كان عضوا في الحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي.

المجلة الأمريكية كشفت كيف جند نظام الحمدين ستيوارت جولي، الذي عمل كمتعاقد من الباطن للسفارة القطرية بالولايات المتحدة من أجل التودد إلى واشنطن، حيث استغلته الدوحة لترتيب الاجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين، في محاولة قطرية للتأثير على قرار إدارة ترامب بعد المقاطعة.

ففي الوقت الذي يدعي فيه النظام القطري أنه لا يقوم بممارسة أي نوع من أنواع الضغط السياسي على إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من أجل إنهاء مقاطعة الدول الأربع "السعودية والإمارات والبحرين ومصر" المستمرة منذ يونيو 2017، إلا أن وسائل الإعلام الغربية تواصل فضح المؤامرات القطرية.

وذكرت "بوليتيكو" في تقريرها أن حكام قطر تعاقدوا مع أحد المديرين الميدانيين الناشطين السابقين في حملة ترامب الرئاسية للعمل كعميل أجنبي لصالح قطر أواخر العام الماضي، لينضم بذلك إلى سلسلة طويلة من الشخصيات المقربة من الرئيس الأمريكي لاستمالته في مواجهة دول المقاطعة.

وأكدت أن ستيوارت جولي، انضم إلى قائمة حلفاء مدير حملة ترامب السابق، كوري ليفاندوفسكي الذي أبرم تعاقدا مع قطر التي تعاني بسبب المقاطعة، وتمتلك علاقات قوية مع النظام الإيراني، لافتة إلى أنه منذ بدء المقاطعة اندفعت الدوحة لتنفق ملايين الدولارات على جماعات الضغط السياسي وشركات العلاقات العامة في محاولة للحصول على معاملة تفضيلية من إدارة ترامب والكونجرس.

وحسب الصحيفة فقد وضعت حكومة قطر بالفعل شركة ليفاندوفسكي السابقة للضغط "آفينيو ستراتيجيس"، على قائمة مدفوعاتها الشهرية بقيمة 50 ألف دولار، وقد رتبت المقابلات والسفر لصديق ليفاندوفسكي، وهو المضيف الإذاعي جون فريدريك الذي يقوم في بعض الأحيان ببث برنامجه من مقر الحكومة "كابيتول هيل" المعروفة باسم "سفارة ليفاندوفسكي".

وأشارت إلى أن الدوحة كانت تأمل أن تضغط الحكومة الأمريكية على الدول الأربع لإنهاء المقاطعة، مبينة أن عقد جولي ينص على مساعدة قطر في ترتيب الاجتماعات مع المسؤولين الأمريكيين.

وكشف التقرير أن جولي عمل مع ليفاندوفسكي في الولايات المتحدة في شركة "كوش برازدرز أمريكانس فور بروسبيرتي"، قبل أن ينضم الرجلان إلى حملة ترامب، حيث قال جولي إن عمله في قطر لا علاقة له بعلاقته مع ليفاندوفسكي الذي لا يزال يمتلك تأثيرا على الرئيس الأمريكي، على الرغم من استبعاده مع العديد من الشخصيات في الدائرة الداخلية لترامب ورفده من الحملة في يونيو 2016.

ليفاندوفسكي بدوره نفى وجود أي تعاون له مع الحكومة القطرية، قائلا إنه لم يتحدث إلى جولي لمدة ثلاث سنوات، كما أفادت تقارير أن ليفاندوفسكي غادر شركة "آفينيو ستراتيجيس" قبل بضعة أشهر من تعيين قطر للشركة.

وفضحت "بوليتيكو" ألاعيب عصابة الدوحة في محاولة لاستمالة الإدارة الأمريكية، إذ كشفت أن تنظيم الحمدين أغدق الأموال على ستيوارت جولي، لتنظيم حركة موالية لها في واشنطن، موضحة أن جولي عمل لسفارة قطر في واشنطن كمتعاقد من الباطن مع جاري سيلفرسميث، وهو محام من واشنطن.

وأكدت أن نطاق عقد سيلفرسميث كان متواضعا نسبيا "50 ألف دولار شهريا لمدة ثلاثة أشهر"، ابتداء من أكتوبر الماضي، مشيرة إلى أنه تم تمرير معظم هذه الأموال - 31000 دولار في الشهر- إلى جولي، لتقديم أبحاث وترتيب الاجتماعات مع المسؤولين الحكوميين في الولايات المتحدة، من أجل الضغط لمصلحة الدوحة.

وقالوا إنهم كانوا يدرسون إمكانية تنظيم حركة شعبية موالية لقطر في الولايات المتحدة، لكنهم انتهوا من القيام بعمل قليل للغاية، حيث قال جولي "لم يكن الأمر كذلك على الإطلاق.. بصراحة، لم يكونوا في حاجة إلى أي شيء"، لكن سيلفرسميث قال إنه قام بتحويل معظم راتبه إلى جولي، موضحا "اعتقدت أنه سينفذ معظم العمل"، ما يشير إلى أن جولي فشل في إنجاز مهمته لتجر العصابة القطرية ذيول الخيبة.

وحسب المجلة فقد عمل جولي في مجموعة "سونوران بوليسي"، وهي شركة ضغط أنشأها روبرت ستريك الذي ساعد ليفاندوفسكي على إبرام صفقة فاشلة بقيمة 1.2 مليون دولار في عام 2017، حيث غادر جولي الشركة في منتصف عام 2017، وفي الوقت نفسه تقريبا، قطع جيران قطر العلاقات الدبلوماسية معها وفرضوا مقاطعة عليها ليس فقط بسبب علاقتها بالنظام الإيراني، ولكن أيضا بسبب تدخلها في شؤونهم واستخدام منبر قناة الجزيرة كدعاة للفتنة والتقسيم والتحريض.

ومع تدهور العلاقات بين دول الخليج وقطر، أنفقت النظام القطري الملايين من الأموال على المقربين من ترامب على أمل التأثير على إدارته، إذ أشارت المجلة في تقريرها إلى أن محامي ترامب مايكل كوهين حصل على رسم وساطة بمبلغ 100 ألف دولار من أحد أفراد النظام القطري لشراء عقار في فلوريدا، كما استأجرت قطر أيضا براين بالارد، الذي عمل كجهة ضغط لمصلحة ترامب وشغل منصب رئيس تمويل الحملة الانتخابية في ولاية فلوريدا.

وسجلت سلفيرسميث وشركة سونوران جروب كوكيلين أجنبيين لمصلحة كينيا في عام 2017، إلا أن سلفيرسميث قال إنه لم يكن يعلم عن جولي قبل أن يتعاقدا معا لمصلحة قطر العام الماضي، ويعتبر سلفرسميث وافدا جديدا إلى لعبة التأثير الأجنبي، حيث إن كينيا وقطر هما عميلاه الوحيدان في هذا المجال في ملفات قانون تسجيل وكيل الأجانب.

وقال سيلفرسميث الذي حضر حفل استقبال في نيويورك مع أعضاء من العائلة الحاكمة القطرية في سبتمبر، خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنه لا يعرف لماذا منحته قطر عقدا "قالوا إنهم يعينون العديد من المحامين في واشنطن لتقديم المشورة لهم، وقلت حسنا"، مشيرا إلى أن عملهما هو وجولي مع قطر انتهى ولا يتوقعان تجديده، وقال سيلفرسميث إنهم لا يقولون الكثير، كما أنه لا يعرف سبب عدم تمديد السفارة لعقده "لم يقدموا أسبابًا".

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج