تحت إشراف قطري.. حماس تلجأ للعملات الرقمية لتفادي تتبع مصادر تمويلها

  • حماس تتجه إلى الاعتماد على العملات الإلكترونية المشفرة في تلقي التمويلات والتبرعات بعيدا عن الرقابة المالية

على طريقة ميليشيات  حزب الله اللبنانية التابعة لنظام الملالي الإيراني، تسعى حركة حماس الإخوانية إلى الحصول على تمويلات من رعاتها بطرق خفية، وبدأت مؤخرا الاتجاه للعملات الإلكترونية؛ لتمويل سيطرتها على قطاع غزة الفلسطيني، وخروجها على السلطة التشريعية في رام الله، بعدما فشلت في استغلال الظروف السياسية والأمنية في بعض دول أمريكا اللاتينية للتهرب من الملاحقات الدولية التي تسعى لتجفيف منابع التمويل المشبوه لحماس وحزب الله.

وسلطت الجهود الغربية لتجفيف منابع تمويل الحزب اللبناني الراغبة في محاصرة أساليبه في غسيل الأموال التي مصدرها إيران في الغالب أو من تجارة المخدرات، عبر شبكة واسعة ومعقدة أنشأها في أمريكا اللاتينية، الضوء على مساع بدأتها مؤخرا حركة حماس في محاولة لاستنساخ تجربة الجماعة الشيعية اللبنانية للحصول على تمويلات قطرية يصعب رصدها.

ومؤخرا فطنت عدد من الدول في القارة الأمريكية الجنوبية إلى محاولات الحركة الإخوانية، وتحركت سريعا لقطع الطريق على تلك الأنشطة، ما دفع الحركة الفلسطينية والجماعة الشيعية اللبنانية لاستخدام العملات المشفرة.

ووفقا لتقارير متخصصة في شؤون الإرهاب، رصدت عمليات مشبوهة لحركة حماس التي تتلقى دعما قطريا وإيرانيا أيضا، إلى الحصول على تمويلات جديدة من خلال استخدام العملة المشفرة "بيتكوين".

وقالت التقارير سالفة الذكر إن هناك شبهات حول طريقة حصول حماس على تمويلات من أنشطة شبكات التهريب في أمريكا اللاتينية، بنفس أسلوب تنظيمي القاعدة وداعش وحزب الله، إلى أن دول المنطقة ضيّقت الخناق على منافذ التهريب ما جعل أسواق تلك الدول عصية على اختراق ما وصفتها بـ"الجماعات الإرهابية".

ولجأت الحركة التي نواجه أزمة مالية انعكست على قطاع غزة الذي تسيطر عليه منذ العام 2007، إلى الاستفادة من تجربة حزب الله في غسل الأموال والتغطية على مصادر تمويلاتها خاصة القطرية منها، لكن جهود بناء شبكة معقدة على غرار تلك التي أنشأتها الجماعة اللبنانية فشلت على ما يبدو بعد أن أيقظت الضغوط الأمريكية دول أميركا اللاتينية.

ويوفر الفساد المستشري في دول أميركا اللاتينية بيئة ملائمة للتهريب وغسيل الأموال حيث تتحكم المافيات في المسارات المالية وعائدات تجارة المخدرات.  

وبحسب التقييمات الغربية، فإن حماس مدفوعة بالضغوط الأمريكية الإسرائيلية لقطع التمويل القطري عنها خاصة لجناحها العسكري (كتائب القسام)، كانت تريد استنساخ أساليب حزب الله في أميركا اللاتينية في عمليات غسيل الأموال الإيرانية بأن تصبح قطر مصدر تمويل له عبر منافذ صغيرة من عمليات يصعب رصدها.

وبسبب التضيقات اضطرت دوحة التطبيع  في النهاية للتنسيق مع إسرائيل، والأمم المتحدة لإدخال أموال لقطاع غزة تحت عنوان المساعدة في تأمين أجور موظفي القطاع وهم في غالبهم ينتمون لحماس، فيما بدأت الحركة الفلسطينية تبحث عن مصادر تمويل جديدة غير تلك المعلنة والعلنية التي تقدمها قطر عن طريق إسرائيل. ويثير التمويل القطري الذي يدفق على غزة، غضب السلطة الفلسطينية كونه يتجاهل القنوات الرسمية والجهات المعنية في السلطة، كما أنه يستخدم لتغذية الانقسام الفلسطيني وإجهاض جهود المصالح الفلسطينية، كما أنه موجه لشق دون غيره (حماس) لتأجيج الانقسامات والتشويش على المبادرة المصرية الرامية لتحقيق مصالحة فلسطينية.

ومن خلال الرصد يظهر أن التمويل القطري العلني لحماس مجرد محاولة للتغطية على منافذ تمويلات سرية تتم في مناطق أخرى بالعالم بتنسيق وتعاون بين الأجهزة القطرية والإيرانية، وهي على الأرجح المنافذ التي تستخدم العملات المشفرة.

ومؤخرا ساعد التنسيق الأمني بين الأجهزة الأمريكية ونظيراتها في دول أمريكا اللاتينية في تفكيك عدد من شبكات تمويل تابعة لحزب الل،ه ومرتبطة بالشبكات الإجرامية في المنطقة بالتزامن مع نجاح عواصم غربية منها باريس في إماطة اللثام عن شبكات مالية تابعة لحزب الله كانت تعمل في أوروبا من خلال فروعها في أمريكا اللاتينية.

ومع انكشاف نشاط حزب الله في أمريكا اللاتينية أصبح الاستمرار بالأسلوب ذاته في غسل الأموال وتهريبها لتمويل أنشطة الحزب، مستحيلا، ما دفع الجماعة اللبنانية والحركة الفلسطينية (حماس) إلى الاعتماد على العملات المشفرة التي ما زال رصد حركتها عسيرا حتى الآن، وهي معضلة أخرى في مسار تتبع مصادر تمويل الجماعات المتشددة أو تلك الإجرامية في العالم.

ووفقا لمصادر نقل عنها موقع :ميدل إيست أون لاين" فإن الموقع الإلكتروني لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، شكّل أحد المنافذ لاستقطاب التمويلات الخارجية المشبوهة بما يجعل رصدها صعبا، فقد وفر للزائرين إمكانية إرسال الأموال بالعملات المشفرة ليحصل بذلك الزائر على عنوان بيتكوين فريد من نوعه وهو أسلوب لجمع التبرعات يجعل تعقبها ورصدها أمرا مستحيلا.

وسلطت التقارير المتخصصة في شؤون الإرهاب الضوء على الدور الإيراني في كيفية تهريب وغسل الأموال، مشيرة إلى أن حماس وحزب الله استفادا من التجربة الإيرانية في تمويل المنظمات الإرهابية التابعة لها في العالم.

واعتبرت أن التحالف بين طهران والدوحة سهّل التعاون بين المنظمات التابعة لهما في تمويل ودعم جماعات الإسلام السياسي السنّي والشيعي. وبحسب صحيفة نيويورك تايمز، فإن لجوء منظمات الإرهاب وفق التصنيف الأمريكي، لاستخدام العملات المشفرة يجري بوتيرة بطيئة مقارنة مع استخدام المنظمات الإجرامية للعملات الرقمية.    ولفتت إلى أن أجهزة الأمن المتخصصة والحكومية أطلقت في الفترة الأخيرة إنذارات بشأن زيادة عدد المنظمات الإرهابية "الإسلامية" التي تستخدم العملات الرقمية وتتعامل بعملة البيتكوين.

وتشير التقارير أيضا إلى أن استخدام المجموعات الإرهابية للعملات المشفرة أصبح أكثر تطورا، في الوقت الذي يحذر فيه الخبراء في شؤون الإرهاب من أن التعاون المحتمل بين شبكات المافيا والمنظمات الإرهابية من شأنه أن يزيد بقوة من التعاملات بالعملات المشفرة.

ولا يستبعد خبراء أن يصبح البيتكوين بديلا للمخدرات وتهريب السيارات المستعملة في أميركا اللاتينية، وهي طريقة جديدة قالوا إن حزب الله وحماس يستخدمانها.

وكان وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوشين قد نبّه في الفترة الأخيرة إلى هذه المسألة في خطبتين مطالبا بالمزيد من المراقبة المكثفة من شركات العملة المشفرة.

ويرى وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية سيغال ماندلكر أن تعامل الجماعات المتشددة بالعملات المشفرة "مازال جديدا نسبيا بالنسبة لهم"، متوقعا أن تتكثف في المستقبل. وقال "إننا نبذل جهودا إضافية لرصد هذا الميدان".

ويفسر الخبراء في شؤون الإرهاب بطء الجماعات الإرهابية في استخدام البيتكوين بتطورها التقني في الوقت الذي تمتلك فيه تلك الجماعات النظام المالي التقليدي دون الحاجة للعملة الرقمية.

لكن مع الضغوط المتزايدة في تعقب عمليات غسيل الأموال، فإن تلك الجماعات اندفعت نحو التعاملات المالية الحديثة والمعقدة تقنيا التي توفرها العملات المشفرة، على غرار لجوء تنظيم الدولة الإسلامية لمثل هذا الأسلوب حيث "أفتى" في فترة ما بجواز التبرع عن طريق العملات الرقمية.

وفي تطور آخر، أدرجت الباراجواي‎ الإثنين كلا من تنظيمي القاعدة وداعش وحزب الله وحركة حماس على قائمة الإرهاب.

 وقال وزير داخليتها خوان ارنستو فيلامايور في مؤتمر صحافي، إن حزب الله وحماس "يواصلان القيام بعمليات دولية، معظمها في نصف الكرة الغربي".

واعتبر الوزير أن داعش والقاعدة "يشكلان أيضا تهديدا خطيرا للأمنين الفردي والجماعي للمواطنين داخل وخارج أراضيهم"، وفق بيان وزعه الوزير على وسائل الإعلام. وقال البيان إن الباراغواي "تتعاون بشكل حاسم في الحرب العالمية ضد الإرهاب، بأي من مظاهرها عبر التصديق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية وتدعم في الأمم المتحدة، كما في منظمة الدول الأميركية مكافحة الإرهاب العالمي والدولي".

وأوضح البيان أن "لدى الأجهزة الأمنية والاستخباراتية معلومات عن العلاقة بين حزب الله ومنظمات إجرامية في المدن الحدودية"، في إشارة إلى منطقة الحدود المثلثة مع البرازيل والأرجنتين، حيث يقيم أكثر من 10 آلاف عربي بين مغترب وينحدر، معظمهم من اللبنانيين.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج