تتواصل الانتقادات الموجهة إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على جريمة إعطاء حق تنظيم بطولة كأس العالم العام 2022 لقطر، في فيضحة فساد مدوية، إذ انتقد الكاتب الرياضي نيكولاس برلنسكي، الاتحاد الدولي لكرة القدم لإسناده حق تنظيم بطولاتٍ كبرى مثل المونديال، إلى دولٍ مثل قطر لا تحظى سوى بأقل قدرٍ ممكن من الديمقراطية، وذلك في مقالٍ نشره موقع "ذيس فوتبول تايمز".
وأبرز برلينسكي ما ورد في إصدار العام الماضي 2017 لمؤشرٍ يحمل اسم "بوليتي"، ويعده أكاديميون عن وضع الديمقراطية في العالم، من تصنيفٍ لقطر على أنها دولةٌ تفتقر لمبادئ الحكم الديمقراطي بكل معنى الكلمة، حيث تتركز السلطة المطلقة في أيدي عائلة آل ثاني الملكية، وهناك انتشار واسع النطاق لانتهاكات حقوق الإنسان.
كما أوضح المقال أن العمال الأجانب في قطر يتقاضون رواتب لا تذكر مقابل عملهم في ظل ظروف وحشية في دولة من بين أغنى دول العالم، بناءً على التقديرات المتعلقة بالناتج المحلي الإجمالي الخاص بكل فرد فيها.
وقال برلينسكي إنه بينما يُشيّد النظام القطري ملاعب رياضية لاستضافة نسخة عام 2022 من المونديال الكروي فإن "آلافاً من العمال المهاجرين يلقون حتفهم، جراء الظروف الوحشية التي يُخْضَعُون إليها على يد الحكومة القطرية"، مُتهماً السلطات الحاكمة في الدوحة بالفشل مراراً وتكراراً في التدخل لإنهاء الممارسات اللا إنسانية التي يكابدها العمال الأجانب الموجودون في البلاد.
كما أشار كاتب المقال إلى أن تقديرات اتحاد النقابات الدولي (وهو أكبر الاتحادات النقابية في العالم) تفيد بأن تنظيم كاس العالم 2022 في قطر سيكلف خسارة أربعة آلاف من أرواح العمال المهاجرين المشاركين في تشييد المرافق الخاصة باستضافة البطولة.
واتهم الكاتب "الفيفا" بأنه على علمٍ بمثل هذه المخاطر، موضحاً أن هذا النظام قدم في عرضه لاستضافة المونديال ميزانيةً كانت الأكبر من نوعها في هذا الشأن، وهو ما منحه ميزةً واضحةً على منافسيه الأكثر خبرة ودراية بتنظيم فعاليات رياضية مهمة ككأس العالم.
وأبرز الكاتب أجواء الفساد التي تحيط بالملف القطري الفائز بمونديال 2022، وأشار إلى الاتهامات المكثفة الموجهة للمسؤولين القطريين بشراء أصوات مسؤولي الفيفا من أعضاء اللجنة التنفيذية. وأكد أنه ثبتت صحة هذه الاتهامات في عام 2015 عندما وجهت السلطات الأميركية والسويسرية تهماً لمسؤولين كرويين، واعتقلتهم كذلك.
ويشير المقال إلى أن ما قام به حكام الدوحة على هذا الصعيد ليس بالمستغرب قائلاً إن إيطاليا الفاشية قامت بالمثل عام 1934 في ظل وجود تقارير عن مدفوعات غير مشروعة وعمليات لي للذراع مارستها حكومتها آنذاك من أجل الفوز باستضافة المونديال الذي أُقيم في ذلك العام.
وروى أن الدكتاتور الإيطالي، بينيتو موسوليني، أول من رأى قوة كأس العالم كأداة دعائية وحارب بقوة ونجح في الفوز باستضافة نسخة 1934. كما أضاف حكومة إيطاليا تعهدت لـ"الفيفا" وقتذاك بتغطية أي خسائر قد يُمنى بها بسبب إقامة البطولة في هذا البلد، وهو ما جعل الملف الإيطالي يتفوق على منافسه السويدي في استضافة البطولة