كشف رجل الدين الأسترالي من أصول إيرانية محمد توحيدي، أن وسائل الإعلام الرسمية ووكالات الأنباء في قطر تتولى الدفاع بصورة مباشرة عن النائبة الديمقراطية من ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، وتقوم بالترويج لها، مشيرًا إلى أن هذا الأمر مثير للقلق بالنسبة للكثير من الأمريكيين، لأنهم يتساءلون حائرين لماذا تشعر دولة أجنبية بالحاجة إلى حماية مصالح نائبة أمريكية بهذا الأسلوب العدواني.
وأكد توحيدي، أن وسائل الإعلام القطرية لديها سجل حافل في بث محتوى متطرف، وتوفير منابر لدعاة معادين للغرب ويحضون على الكراهية مثل يوسف القرضاوي، الذي أعرب مرارًا وتكرارًا عن دعمه للهجمات الإرهابية التي تقوم بها الميليشيات المتطرفة.
وأوضح أن وكالات الأنباء المدعومة من قطر تتسارع للدفاع عن التصريحات المثيرة للجدل التي تدلي بها إلهان عمر هي أيضًا المنابر الإعلامية الرائدة في التشجيع على التطرف الإسلامي والإرهاب، وهو الأمر الذي يجب أن يكون في حد ذاته مقلقًا لإلهان عمر، إذ يجب أن تسأل نفسها لماذا هي محط تركيز العديد من مقالاتهم. لكن بدلا من ذلك، ترحب عمر بسعادة بهذه المقالات عبر الثناء عليها وإعادة نشر محتوى وسائل الإعلام تلك والظهور على قنواتها.
وكشف أن الجزيرة وهي القناة الرسمية لإمارة قطر، والتي يرأسها حمد بن ثامر بن محمد آل ثاني، ابن عم أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، تعد واحدة من منابر الفكر التطرف، حيث كان أسامة بن لادن يظهر بانتظام بها، إذ منحته القناة الكثير من وقت البث للتعبير عن كراهيته للولايات المتحدة والغرب.
وأفاد أنه بعد هجمات 11 سبتمبر، أرسلت صحيفة "نيويورك تايمز" فؤاد عجمي إلى قطر للتحقيق في الوضع. وفي تقرير، ذكر عجمي أن "رسومات الجرافيك في القناة تعطي أسامة بن لادن دورًا قياديًا: هناك صورة لبن لادن وهو جالس على حصيرة ومدفعه الرشاش على حجره؛ وهناك صورة أخرى لبن لادن على صهوة جواد في أفغانستان، مصحوبة بعبارة (الفارس الشجاع في العالم العربي)، بالإضافة لوجود ملصق ضخم لصورة ظلية لبن لادن مُعلّق في خلفية الاستوديو الرئيسي الذي يقع في مقر الجزيرة في الدوحة، عاصمة قطر".
وأكد من خلال عدد من الفيديوهات، قيام ضيوف الجزيرة بإصدار أوامر إرهابية على الهواء مباشرة، ولذلك، فإن الأمريكيين لديهم كل الحق في القلق بشأن محاباة وتأييد قناة الجزيرة لإلهان عمر وهجماتها المستمرة على الرئيس الأمريكي.
إذا كانت دوافع الجزيرة هي الترويج للمسلمين المعتدلين مع الحفاظ على تغطية متوازنة، لكانت نقلت أيضًا آراء المسلمين الذي ينتقدون إلهان عمر، مثل ملكة جمال العراق سارة عيدان، وهي أيضًا امرأة أمريكية مهاجرة ومسلمة، والتي قالت في وقت سابق: "إلهان عمر لا تمثلني كمسلمة، ولا تمثل ملايين المسلمين في الشرق الأوسط"، لكن هذا لن يناسب الخطاب القطري.
كما كتبت الدكتورة نيرفانا محمود في مقال نُشر حديثًا: "إلهان عمر هي مسلمة إسلاموية من الجيل الجديد تستخدم عقيدتها لتحديد هويتها السياسية".
وأوضح توحيدي أن موقع "ميدل إيست آي" مصمم على تقديم النائبة إلهان عمر بوصفها النسخة النسائية من نيلسون مانديلا.
ثم تسائل قائلًا: هل يختلف عن قناة الجزيرة؟ الإجابة هي نعم، لديهم شعارات (Logo) مختلفة. هذا كل ما في الأمر.
وتابع: "يصف الموقع نفسه بأنه مستقل ويهدف إلى "الاختلاف والتميز في تغطية شؤون المنطقة من خلال تزويج القراء بأخبار تم إعدادها بشكل مستقل". غير أن جوناثان باول، المسؤول عن المشاريع الخاصة بمكتب رئيس مجلس إدارة قناة الجزيرة، شارك بصورة مباشرة في تأسيس ميدل إيست آي".
واستطرد:"يزعم موقع ميدل إيست آي أن إلهان عمر تجسد كفاح المسلمين الأمريكيين السود، إلا أن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (إف بي آي) قد وصف المنطقة التي تنتمي إليها إلهان والجالية الصومالية في مدينة مينيابولس بأنها عاصمة تجنيد الإرهابيين في الولايات المتحدة".
وكشف تقرير صادر في فبراير 2019 أن "إحصائيات مكتب التحقيقات الفيدرالي تظهر أن 45 صوماليا قد غادروا أمريكا للانضمام إلى صفوف حركة الشباب في الصومال، أو تنظيم داعش في العراق وسوريا".
وأضاف التقرير أنه "حتى عام 2018، تم إلقاء القبض على أكثر من عشرة آخرين ممن اعتزموا مغادرة الولايات المتحدة لدعم تنظيم داعش"، فضلًا عن أن"المنطقة التي تنتمي إليها إلهان عمر في ولاية مينيسوتا - والتي تضم بفارق بعيد أكبر عدد من السكان الأمريكيين الصوماليين في الولايات المتحدة حيث يقدر عددهم بحوالي 100 ألف شخص - توفر أرضية خصبة لتجنيد الإرهابيين".
تضع "ميدل إيست آي" عناوين مضللة ومتحيّزة لمقالاتها بشكل متعمد من أجل رسم صورة بطولية ومبالغ فيها عن إلهان عمر، حتى لو كانت هذه الصورة تتعارض مع الحقائق والواقع.
علاوة على ذلك، كشفت تحقيقات وثيقة أن الروابط بين قناة الجزيرة وميدل إيست آي تضم أيضا "جمال باساسو"، المدير السابق لقسم التخطيط والموارد البشرية في الجزيرة. كما أنه المدير الوحيد لشركة ميدل إيست آي إل تي دي MEE Ltd، وهي الشركة التي تمتلك الموقع. كما أدار باساسو "سمالينك تي في Samalink TV"، وهي الوكيل الرسمي والمسجّل لقناة القدس الخاضعة لسيطرة حماس.
هذه ليست الروابط الوحيدة التي تجمع قطر بقناة الجزيرة وموقع ميدل إيست آي وحماس. في الواقع، وصف مايكل روبن، المسؤول السابق في البنتاغون، ميدل إيست آي بأنها "الذراع الإعلامي السري الآخر لقطر"، وأنها "لا تعمل كمنصة صحفية تقليدية بل تعمل كواجهة ناطقة باللغة الإنجليزية للجماعات المدعومة من القطريين، مثل الإخوان المسلمون وحماس".
وتتمثل أكثر تصريحاته البارزة في الآتي: "عزز موقع ميدل إيست آي محتواه من خلال الوصول الحصري إلى حماس، إذ بدا الموقع وكأنه يقوم بدور المنصة المفضلة للجماعة الإرهابية التي ترسل عبرها الرسائل للعالم المتحدث باللغة الإنجليزية".
تزيد كل تلك الأمور من شرعية طرح تساؤل واحد، وهو: لماذا تروّج مثل هذه المنصة لواحدة من أعضاء الكونغرس الأمريكي؟
صرّح معهد هدسون أيضًا بأن المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين دشنوا موقع ميدل إيست آي عام 2014 من أجل استكمال رسالتهم.
إذن، هل الترويج لإلهان عمر يعد جزءا من أجندة الإخوان المسلمين؟
باتت هذه الحقيقة معقولة ومنطقية عندما قمنا بتسليط المزيد من الضوء على ديفيد هيرست، رئيس تحرير ميدل إيست آي. نشر هيرست العديد من المقالات الافتتاحية على الموقع لتمجيد جماعة الإخوان المسلمين والمنهجية الإسلامية والدفاع عنهما.
كشف روبن أيضًا أن الروابط بين حماس والموقع "عميقة للغاية". ذكر روبن أن مسؤولا سابقا في إنتربال Interpal، وهي مؤسسة خيرية مقرها بريطانيا صنفتها وزارة الخزانة الأمريكية كجهة دعم مالي لحركة حماس، قد قام بالتسجيل في ميدل إيست آي.
وواصل توحيدي حديثه قائلًا:"من بين جميع وسائل الإعلام القطرية، يعد موقع العربي الجديد أكثر المواقع الإخبارية إثارة للاهتمام. أسّس عزمي بشارة هذا الموقع، وتملكه مجموعة "فضاءات ميديا" القطرية".
وتابع:"هرب عزمي بشارة من إسرائيل عام 2007 لتجنب مواجهة تهم دعم الإرهاب والتجسس ونقل أسرار الحكومة إلى حزب الله، وهي جماعة مصنفة بالإرهابية، علما بأنه نفى كل تلك الاتهامات. منذ ذلك الحين، أصبح شخصية بارزة في قطر وأحد أكثر الرجال المقربين من الأمير الذي يظهر بجانبه بشكل منتظم في الأماكن العامة".
يقول تيودور كراسيك من المجموعة البحثية Gulf State Analytics إن "بشارة يلعب دورًا رئيسيًا في المنهاج الذي تتبعه قطر إزاء المنطقة والعالم من خلال وسائل الإعلام والأبحاث"، وتكشف زيارة واحدة لموقعه الإخباري "العربي الجديد" أجندته الداعمة للنائبة إلهان عمر.
تواصلت الصحفية الأمريكية المسلمة البارزة "داليا العقيدي" مع إلهان عمر من أجل إجراء مقابلة، لكن سرعان ما استُهدفت من قبل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية CAIR وتعرض حسابها بموقع تويتر للحظر.
يبدو أن التغطية الإعلامية للنائبة إلهان عمر تُدار بعناية من قبل وسائل الإعلام القطرية، كم أن إلهان ترفض الظهور في أي حوار أو مقابلة يُمكن أن يتم التشكيك خلالها في أجندتها، حتى من قبل المسلمين.
بالإضافة إلى ذلك، فشلت جميع وسائل الإعلام المذكورة أعلاه في الإبلاغ عن الضغوط التي تمارسها النائبة إلهان عمر من أجل تخفيف الأحكام على مجندي تنظيم داعش، وتشجيعها للعبارات المسيئة لليهود واتهامهم بـ "الولاء المزدوج"، وانتقادها لناشطة مسلمة ذات آراء تقدمية، ودعمها لحركة بي دي إس BDS، وهي حركة معروفة بدعمها للإرهابيين المدانين.
وختم توحيدي حديثه بالقول:"يتمثل استنتاجي النهائي في أنه إذا بدأت قناة الجزيرة ومواقع الأخبار القطرية المرتبطة بحماس في دعمي والترويج لآرائي، سوف أشعر بالقلق وليس الفخر".