العبث القطري في أمن واستقرار ليبيا متنوع، وكله مرهون بمقتضيات المرحلة، فالدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه قطر تاره يكون للميليشيات الإخوانية الإرهابية التي تتمركز في العاصمة طرابلس مثل "فجر ليبيا"، وتارة آخرى يكون للميليشيات السلفية الجهادية، المتواجدة في بنغازي وسرت مثل "سرايا بن غازي" و"مجلس شورى مجاهدي درنة".
سفير ليبيا في المملكة العربية السعودية، عبدالباسط البدري، كشف عن تورط دولة قطر في "محاولات الاغتيال التي استهدفت القائد العام للجيش المشير خليفة حفتر"، وذكر البدري، في بيان له، العمليات الإرهابية التي تورطت فيها قطر حيث قال: "قطر وقفت وراء محاولة تفجير مجلس النواب في مدينة طبرق، لعرقلة الاتفاق السياسي".
كان القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، نجا في يونيو 2014 من هجوم انتحاري استهدف مقرا له خارج بنغازي وقتل ثلاثة من حراسه في المحاولة، ويقود حفتر "عملية الكرامة" لـ"تطهير" ليبيا من الميليشيات الإرهابية.
البديري اتهم الدوحة بمحاولات خلق الفتنة بين الأطراف الليبية من خلال تمويل أحزاب وجماعات الإسلام السياسي في البلاد، على رأسها الجماعة الليبية المقاتلة وحزب العدالة والبناء الإخواني.
كما كشف السفير الليبي النقاب عن بدء إجراءات سحب السفير الليبي من قطر، بعد إعلان مقاطعتها بشكل رسمي، إضافة لتقديم لجنة الخارجية بمجلس النواب شكوى رسمية للأمم المتحدة ومجلس الأمن، لمحاكمتها على الجرائم التي ارتكبتها في حق الليبيين.
ملف الاغتيالات القطرية في ليبيا تمثل كذلك في اتهامات وجهها رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش الليبي اللواء عبد الرزاق الناظوري، لقطر بالتورط في اغتيال رئيس الأركان السابق عبد الفتاح يونس عام 2011، وأوضح الناظور في لقاء تلفزيوني عقده في 13 يونيو الجاري أن عبد الفتاح يونس اعترض على وجود رئيس الأركان القطري في ليبيا، وأن المسؤول العسكري القطري كان يتحرك مع قيادات الإخوان المسلمين من مكان إلى آخر، بما في ذلك الخطوط الأمامية.
وتابع الناظور: "أن يونس سأل المسؤول العسكري القطري كيف تدخل البلد من دون إذني؟"، وبعد ذلك بشهر اغتيل يونس، وقال الناظور إن أحد الضباط القطريين قال حينها لرئيس المجلس الانتقالي مصطفى عبد الجليل: "لا تعط الجيش الأسلحة، فهو من يرعى الانقلابات".
الجدير بالذكر أن المشير خليفة حفتر أعلن تأييده خطوة السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، وقال إنه قرار تأخر كثيراً، متوهداً بإعداد ملف عن جرائم قطر في ليبيا وتقديمه لمجلس الأمن.