دبلوماسية قطر الجديدة.. السيطرة على عالم الأكاديميين

  • b-yytlmuiaeowcw

مع تزايد الحملات المناهضة لممارسات نظام الحمدين المفضوحة، بهدف استقطاب الإدارة الأمريكية والحكومات الغربية لصالح عصابة الدوحة، تمضي قطر في طريقها لاستقطاب الأكاديميين والمؤسسات البحثية.

واستخدم النظام القطري المعروف منذ زمن طويل برعايته القوية للإرهاب وانعدام حقوق الإنسان في دويلته، تكتيكًا جديدًا لممارسة النفوذ الأجنبي والتهرب من الإدانة الدولية، وهو السيطرة على عالم الأكاديميين.

وعلى مدى سنوات، شكل الإنفاق السخي على جماعات الضغط الأجنبية - وخاصة في الولايات المتحدة، حيث تلعب دورا أساسيا في العملية التشريعية، الجزء الأكبر من محاولات عصابة تميم لممارسة النفوذ في أقوى الأسواق بالعالم.

الدولة الخليجية الصغيرة التي لا تضم سوى ​​315000 مواطن، تستنزف بانتظام عشرات الملايين من شركات الضغط، بهدف تلميع صورة قطر في أعين المشرعين والمواطنين الأمريكيين، ففي عام 2017، أنفقت قطر 16.3 مليون دولار على جماعات الضغط في واشنطن.

وأسفر هجوم اللوبي الأمريكي الذي لا هوادة فيه عن نتائج إيجابية، على الرغم من معارضتها الشديدة للحلفاء الأساسيين لأمريكا في الشرق الأوسط، والدعم الخطابي المنتظم لإيران والتمويل النقدي لعناصر الإخوان المسلمين وحماس والقاعدة وداعش، إلا أن قطر حافظت على تصنيفها الرسمي كحليف للولايات المتحدة في المنطقة حتى مع دعمها للقيم في تناقض صارخ مع قيمنا.

لكن في الآونة الأخيرة، توسع حشد التأييد في قطر من الكونجرس، حيث تتطلع قطر إلى إلقاء شبكة أوسع بكثير مع عواقب دائمة أكثر بكثير للعلاقات الخارجية.

وتخصص قطر الآن مليارات الدولارات لحماية صورتها في الفصول الدراسية الأمريكية، ورعاية المناهج الأكاديمية والمؤسسات الأكاديمية الكبرى في مقابل تغطية مواتية في هذه الأماكن.

ومنذ عام 2012 ، ووفقًا لما صدر عن وزارة التعليم، أنفقت قطر ما يقرب من 1.5 مليار دولار من أجل التسلل إلى الجامعات الأمريكية وتوجيه الخطاب الأكاديمي لصالح تحسين صورتها.

من عام 2011 إلى عام 2016، تبرعت قطر بأكثر من 330 مليون دولار لجامعة جورج تاون، وهو مبلغ فلكي لجامعة واحدة، حيث تتمتع الجامعة بقيمة إستراتيجية بالنسبة لقطر، بالنظر إلى قرب جامعة جورج تاون من العاصمة القطرية والإنتاج المنتظم للدبلوماسيين والمشرعين من خلال كلية الخدمة الخارجية الشهيرة، فإنه يتم اعتماد أعضاء هيئة التدريس بجامعة جورجتاون بانتظام كخبراء في وسائل الإعلام، وتحجيم قدرتهم على إدانة قطر ما يعد مكسبًا مهمًا للدولة الخليجية.

ووفقًا لموقع ديلي كولر نيوز، تشير البيانات الصادرة عن وزارة التعليم إلى أن الغالبية العظمى من الأموال من قطر كانت عقودًا، مما يتطلب من جورج تاون أن تفعل شيئًا مقابل المال، على عكس الهدايا.

واستهدفت قطر أيضًا أمثال جامعة نورث وسترن، حيث انفقت أكثر من 277 مليون دولار للجامعة من عام 2011 إلى عام 2016.

ويرجع السبب المحتمل على الأرجح إلى سمعة مدرسة Northwestern Medill School of Journalism باعتبارها أفضل مكان للصحفيين الناشئين وأعضاء الصحافة لتطوير قدراتهم وصقلها قبل دخول عالم المحترفين، وهو ما يكون في صالح تحسين وجه تميم العار والإمارة الخليجية في المستقبل.

النهج القطري الخبيث الذي يعتمد على غرس فلسفة مؤيدة للنظام القطري في أذهان الكتّاب المستقبليين، الذين من المرجح أن يفضحوا قطر بسبب تجاوزاتها التي لا تعد ولا تحصى، هي لعبة استراتيجية من قبل الدولة الخليجية.

وسبق أن أنشأ كل من جورج تاون و نورث وسترن حرم جامعي في الدوحة، بالشراكة مع مؤسسة قطر، وهي منظمة تركز فقط على إظهار الجانب "الإنساني" المزدهر من إمارة التطرف والإرهاب أمام الغرب.

و بالمثل، رعت مؤسسة قطر مقرًا لمؤسسة بروكينغز في الدوحة، لغرض صريح هو عرض "صورة مشرقة لقطر في وسائل الإعلام الدولية، وخاصة الصورة الأمريكية".

ترعى المؤسسة أيضًا حرم كورنيل وجامعة فرجينيا كومنولث وتكساس إيه آند إم وجامعة لندن كوليدج وكارنيجي ميلون، أكثر من 8000 طالب يدرسون سنويًا في "المدينة التعليمية" في قطر.

ومن بين المستفيدين الرئيسيين الآخرين من الأموال القطرية جامعة ميشيغان وهارفارد وبوردو وأريزونا ستيت وجامعة إلينوي في أوربانا شامبين، حيث أقامت جميع الجامعات المذكورة أعلاه روابط مهنية وأكاديمية قوية في قطر.

وبالإضافة إلى الحفاظ على وجود مادي في قطر، تتسرب بعض مُثُل النظام إلى طليعة الخطاب في حرم الجامعات أكثر من أي وقت مضى، حيث إن انتشار حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات لدعم الرواية الفلسطينية قد انطلق في الجامعات الكبرى، وهي حملة عن قرب تتماشى مع المبادئ القطرية. وبالمثل، فإن التسامح مع التعصب اللا سامي في الحرم الجامعي يعكس السلوك القطري الأصيل.

وتبدو المخاوف الخطيرة التي تثيرها التبرعات الأجنبية بمبالغ هائلة من الثروة واضحة، ولكن تجاهلتها إلى حد كبير المؤسسات الأكاديمية الأمريكية، كما أن ضخ رأس المال في البيئة الأكاديمية للولايات المتحدة لا يعرض للخطر فقط استقلالية المؤسسات البحثية الخاصة، بل يتقلب صعودًا مع وصول الخريجين إلى أماكن عالية، مما يؤثر بشكل مباشر على الموقف الأمريكي بشأن القضايا العالمية مثل الإرهاب وإسرائيل.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج