ديلي بيست: خطة قطرية بمليارات الدولارات لنشر نفوذها في الولايات المتحدة

  • screenshot_20

يبدو أن خطة تنظيم الحمدين الممنهجة للضغط على إدارة الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، في سبيل استهداف حلفاء ترامب وعائلته في واشنطن، حيث دفع الإنفاق القطري في واشنطن العشرات من شركات العلاقات العامة وجماعات الضغط والاستراتيجيات السياسية إلى دعم قطر.

وفي تقرير أعدته الكاتبة إيرين بانكو عبر صحيفة ديلي بيست الأمريكية، كشف أن قطر كانت تعيش حالة من التجاهل، قبل عامين، حيث تجنبتها الإدارة الجديدة في واشنطن بالإضافة إلى المقاطعة المفروض عليها من قبل جيرانها.

لكن وفقًا لمسؤولين أمريكيين وثلاثة أفراد آخرين على دراية بجهود قطر المبذولة، ترى الدوحة انفتاحا الآن، خلال الأشهر الستة الماضية، حيث جندت قطر ونشرت مسؤولين في جميع أنحاء العالم كجزء من حملة علاقات عامة واسعة، لرسم صورة جديدة لها مع التركيز على التأكيد لواشنطن على القيمة الجيوستراتيجية والقوة الاقتصادية للبلاد.

وحسبما ذكر مركز السياسة المتجاوب "منذ بداية عام 2017، أنفقت قطر ما لا يقل عن 24 مليون دولار على جماعات الضغط الأمريكية".

وقال حسين إيبش، وهو باحث مقيم بارز في معهد دول الخليج العربي في واشنطن: "لا تزال قطر معزولة للغاية في منطقة الخليج العربي حتى الآن، ولكن إلى أن يحدث تغير في حدث أكبر، مثل الصراع مع إيران، أو الاضطرابات الإقليمية الرئيسية الأخرى، أو سياسة الولايات المتحدة الجديدة، فإن العزلة مستمرة".

ومن المقرر أن يكرر تميم بن حمد آل ثاني، الذي زار البيت الأبيض في الربيع الماضي، زيارته إلى الولايات المتحدة يوم الثلاثاء، للقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي اتهم قطر في عام 2017 بتمويل الإرهاب وتهديد المنطقة جزئيًا بسبب تحالفها مع إيران.

وتأتي زيارة الأمير في الوقت الذي تحاول فيه واشنطن إدارة علاقتها المتوترة بشكل متزايد مع طهران.

وقال جاسم بن منصور آل ثاني، الملحق الإعلامي لدولة قطر في الولايات المتحدة: "لقد عرضنا العمل كوسيط مستقل ونزيه إذا قررت إيران والولايات المتحدة الجلوس على طاولة المفاوضات".

ومن المقرر أن يجتمع تميم مع أعضاء الإدارة الأمريكية والمشرعين والمسؤولين التنفيذيين في قطاع الأعمال خلال زيارته.

وأكد جاسم آل ثاني أن "الشراكة السياسية والاقتصادية بين قطر (والولايات المتحدة) استمرت منذ عقود"، مضيفًا: "كما أعلن سمو الأمير في العام الماضي، التزام قطر بمضاعفة الشراكة الاقتصادية بين الولايات المتحدة وقطر إلى 250 مليار دولار".

ولم يرد البيت الأبيض ووزارة الخارجية على طلب للتعليق بشأن هذه القصة، لكن إحدى الإدارات العليا قالت: "نحن نرحب بالأعمال التي تثبت أن قطر تتفهم الشراكة مع الولايات المتحدة - وليس إيران - هذا أفضل طريق نحو مستقبل مزدهر وآمن".

وأشارت إيرين في تقريرها غلى أن حملة العلاقات العامة في قطر اتخذت أشكالا مختلفة، ففي وقت سابق من هذا الشهر، قضى المسؤولون القطريون ما يقرب من ثلاثة أسابيع بين واشنطن ونيويورك في لقاء مع مسؤولين أمريكيين ومفكرين وأكاديميين، تمهيدًا لزيارة الأمير، يوم الثلاثاء.

وشملت موضوعات تلك المحادثات رد البيت الأبيض على إيران، والحرب المستمرة في اليمن، وخطة جاريد كوشنر للسلام في الشرق الأوسط، حسبما ذكر ثلاثة أشخاص على دراية مباشرة بتلك المحادثات.

وشاركت قطر في مؤتمر عُقد في البحرين الشهر الماضي، حيث كشفت الولايات المتحدة النقاب عن جزء من خطة السلام في الشرق الأوسط، وكان من المفترض في الأساس أن يحضر المؤتمر جميع الأطراف، بما في ذلك الفلسطينيين والإسرائيليين، إلى طاولة المفاوضات للحديث عن الاستثمار الاقتصادي في المنطقة.

لكن الفلسطينيين قاطعوا المؤتمر، وظهر أن بعض أعضاء لجنة الحوار الذين تحدثوا حول الأمر لم يكن لديهم معرفة مسبقة بطبيعة المنطقة، كما تحدث كيفن هاسيت، الاقتصادي رفيع المستوى لإدارة ترامب سابقًا المعروف بعمله في السياسة الضريبية، في المؤتمر عن حقوق ملكية المنشآت في فلسطين.

وقال آل ثاني، الملحق الإعلامي القطري، إن "كوشنر في ورشة العمل الأخيرة في المنامة أقر بأنه لا توجد خطة اقتصادية يمكن أن تؤدي إلى سلام دائم دون حل سياسي كلي، ونحن نتفق مع هذا التقييم".

وتابع: "لقد أعربنا أيضًا عن قلقنا من أنه دون وجود الفلسطينيين على طاولة المفاوضات، يصبح من المستحيل الوصول إلى حل حقيقي، ولا تزال قطر ملتزمة بالمرونة الاقتصادية وتحقيق الازدهار للشعب الفلسطيني".

وقال مسؤولون أمريكيون شاركوا في عمليات التخطيط والسياسات المرتبطة بالمؤتمر لصحيفة "ديلي بيست"، إن إدارة ترامب أشادت بالحدث باعتباره نجاحًا لأن قطر حضرت إلى جانب الدول التي فرضت الحصار عليها، وكذلك مع إسرائيل.

وقال أحد كبار المسؤولين الأمريكيين: "هذا بحد ذاته يُعد فوزًا كبيرًا"، موضحًا "مجرد تواجد كل هذه الدول في نفس الغرفة وحضور قطر إلى الطاولة أمرٌ رائع، لقد نجحت الولايات المتحدة في أن يتحقق ذلك".

وفي الوقت نفسه، تعمل جماعات الضغط "اللوبي" من شركة Debevoise & Plimpton ومقرها واشنطن لصالح قطر، والتقى ممثلو الشركة بمستشار الأمن القومي "جون بولتون" قبل مغادرته في رحلة إلى الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير صادر عن وزارة العدل عرضته "بوليتيكو" لأول مرة.

ويشير التقرير إلى أن قطر استخدمت أيضًا عددًا كبيرًا من الإعلانات في الولايات المتحدة، وهي واحدة من أحدث الإصدارات في كتاب "Playit Politico".

وجاء في أحد الإعلانات ما يلي: "وزير خارجية ترامب السابق يقول عن قطر:" نحن ممتنون لدولة قطر على دعمها المستمر منذ فترة طويلة لأمن أمريكا والتزامها المستمر بالأمن الإقليمي، وهو التزام يشمل تبادل المعلومات والتدريب على مكافحة الإرهاب".

تذكر الكاتبة بانكو بأن القوات المسلحة القطرية تضع اللمسات الأخيرة على خطط الاستثمار في تطوير طائرات المراقبة، في ولاية "كارولينا الجنوبية"، حسبما جاء في وثائق الشركة القطرية ومصدرين على دراية بالجدول الزمني للمشروع.

وزار مسؤولو الدوحة ولاية كارولينا الجنوبية، حيث تم تسجيل شركة "برزان أيروتيكال" المملوكة لقطر، للقاء مسؤولين محليين ورجال الدولة، وكذلك السيناتور "ليندسي غراهام"، للترويج لفكرة الاستثمار وحشد الدعم للمشروع.

ويُعد مشروع استثمار الطائرات جزءًا من حملة قطر لتقوية تحالفها مع الولايات المتحدة، ويأتي ذلك بالتوازي مع دفعة قطرية لاستثمار مبالغ نقدية ضخمة في الولايات المتحدة في مختلف القطاعات، بما في ذلك العقارات والتكنولوجيا.

وقال رئيس جهاز قطر للاستثمار، وهو صندوق الثروة السيادي في البلاد، في وقت سابق من هذا العام، أن هيئة الاستثمار القطرية تخطط لزيادة استثماراتها في الولايات المتحدة لتصل إلى 45 مليار دولار على مدى العامين المقبلين.

ويمكن أن تمثل زيارة تميم إلى واشنطن نقطة تحول بالنسبة للعلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، حيث قال أشخاص مطلعون على مخطط الزيارة إنه "من المحتمل أن يكون الاستثمار موضوعًا رئيسيًا للمحادثات بين تميم وموظفيه والمسؤولين الأمريكيين، بمن فيهم ترامب"، وستكون مبيعات الأسلحة أيضا على جدول أعمال الزيارة، وقبل زيارة تميم لواشنطن في الربيع الماضي، وافقت الولايات المتحدة على عملية شراء ضخمة من قبل الدوحة لأنظمة أسلحة. وفشل مجلس الشيوخ الأمريكي في منع مبيعات الأسلحة إلى قطر حيث جاء نتيجة التصويت بـ57 مقابل 42 صوتًأ، الشهر الماضي.

وقال شخصان على دراية بجدول أعمال زيارة تميم في واشنطن إن "القطريين يتطلعون أيضًا إلى التحدث مع المسؤولين الأمريكيين حول قضايا مكافحة الإرهاب والدفاع، بما في ذلك توسيع قاعدة العديد الجوية بالقرب من الدوحة والاستراتيجية المتبادلة لمعارضة الرجل الليبي القوي خليفة حفتر.

وأعلن وزير الخارجية "مايك بومبيو"، في وقت سابق من هذا العام، أن الولايات المتحدة ستوسع نطاق وجودها في قاعدة العديد، وبناء مرافق جديدة، بما في ذلك مراكز ترفيهية ومجمعات مباني.

وفي إبريل الماضي، دعت قطر إلى فرض حظر على الأسلحة ضد حفتر وقواته وحثتهم على الانسحاب من المناطق التي استولوا عليها، ويشتبك حفتر وميليشياته في قتال دموي للاطاحة بحكومة الوفاق الوطني الليبية التي تعترف بها الأمم المتحدة، وأشاد ترامب في أبريل أيضًا بحفتر لمحاربته للإرهاب في ليبيا وتأمين احتياطيات النفط. هذا الأسبوع فقط، ألقت الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة باللوم على حفتر وقواته في قصف معسكر للمهاجرين في ليبيا.

وقال الباحث في جامعة أدلفي في نيويورك، جوناثان كريستول، إن الهدف الرئيسي للزيارة القطرية في واشنطن هذا الأسبوع بسيط، مضيفًا "إذا كنت تتعامل مع ترامب الذي له تاريخ طويل في أن يحل محل آخر شخص في الغرفة، فأنت بحاجة إلى التأكد من أنك في الغرفة على الأقل بين الحين والآخر، ثم عليك تذكيرهم بوجودك معهم".

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج