ذا هيل: قطر ستقدم تنازلات لإدارة ترامب

ألقت صحيفة "ذا هيل" الأمريكية الضوء على اللقاء الذي استضافه البيت الأبيض بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر تميم بن حمد، حيث أشار المحلل السياسي الأمريكي سايمون هندرسون في مقال له بالصحيفة إلى أنه عندما كان يجري التخطيط قبل شهرين لعقد هذا الاجتماع بهدف تسوية الخلاف بين الدوحة، والدول العربية الأربع الداعمة لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات ومصر والبحرين).  

لكن هندرسون قال إن الجهود الدبلوماسية الأميركية الرامية لرأب هذا الصدع توقفت على ما يبدو، ليصبح الهدف من اللقاء هو بحث سبل تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر، والدفع بالأولويات الأمنية والاقتصادية المشتركة بين البلدين.  

و شدد المحلل السياسي على أن القناعة السائدة حالياً في واشنطن هي أن ترامب سيطالب القطريين بتقديم تنازلات، وذلك بعدما شهدته إدارته من تغييرات في الآونة الأخيرة.   وشملت هذه التغييرات الإطاحة بوزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، الذي كان يتخذ مواقف منحازة لقطر، وإسناد منصبه لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي آيه) مايك بومبيو المعروف بمواقفه الصارمة حيال إيران الحليف البارز لنظام الحمدين، بجانب تعيين الدبلوماسي المخضرم جون بولتون ذي التوجهات المتشددة إزاء الإرهاب ونظام الملالي مستشاراً للأمن القومي.

ولم يستبعد المقال أن تحاول قطر تقديم المزيد من التنازلات السياسية والعسكرية للإدارة الأمريكية خلال الفترة المقبلة، في مسعى يائسٍ لاستباق السياسات الصارمة التي يُتوقع أن تتبناها إدارة ترامب حيالها، في ظل وجود بومبيو وبولتون بين أركانها.

ومن بين هذه التنازلات أن تقترح الدوحة شراء المزيد من نظم التسلح الأميركية، وتقديم تسهيلاتٍ للأسطول الخامس الأميركي في ميناء حمد الواقع إلى الجنوب من الدوحة.  

من جهة أخرى، كشف سايمون هندرسون عن أن محادثات أمير قطر خلال زيارته للولايات المتحدة، قد تتضمن بحث مسألة الاعتراف بإسرائيل، لافتاً الانتباه في هذا الصدد إلى تغريدة نشرها رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري السابق حمد بن جاسم  في الرابع من الشهر الجاري، وقال فيها بالحرف الواحد: "إن للإسرائيليين الحق بأن يعيشوا في أرضهم بأمان، وهذه قناعتي منذ سنواتٍ طويلة وما زلت".  

وأشار المقال في هذا السياق إلى أن قطر كانت أول دولة عربية خليجية تقيم علاقاتٍ من أي نوع مع إسرائيل، مُشدداً على أن ذلك لاقى إدانة قوية من جانب دول مجلس التعاون الخليجي.  

وفيما بدا ندماً قطرياً على تقليص حجم العلاقات مع إسرائيل علناً على الأقل، نقل هندرسون عمن وصفه بمسؤولٍ قطري ذي مكانة مرموقة قوله له الشهر الماضي: "لم يكن ينبغي علينا حقاً إغلاق مكتب التمثيل التجاري الإسرائيلي الذي كان قد فتح أبوابه في الدوحة عام 1992 قبل أن يُغلق عام 2011".   

كما نسب المقال إلى المسؤول القطري نفسه - الذي لم يُكشف عن هويته - تساؤله: "هل تريد إسرائيل بالفعل أن نوقف إرسال أموالنا؟.. كل أموالنا تمر عبر البنك المركزي الإسرائيلي".  

ولم تفت هندرسون الإشارة إلى التناقضات التي تحفل بها السياسات التي تتبناها قطر على الصعيدين الإقليمي والدولي والتي تجعلها تحاول مد الجسور مع قوى متباينة التوجهات ومعادية لبعضها البعض في كثيرٍ من الأحيان، مُشيراً إلى أن هذا البلد يتشارك حقلاً ضخماً للغاز مع إيران، وهو ما يستوجب إقامة علاقات بين الجانبين، ويستضيف في الوقت ذاته قاعدة "العديد" الجوية، وهي الأكبر من نوعها للجيش الأميركي في منطقة الشرق الأوسط.  

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج