أشار موقع "دويتشه فيله" الألماني، إلى أن الأزمة القطرية أثرت على وحدة القارة الأفريقية سلبا، بل ساهمت في تقسيم مواقف دول القارة من الأزمة، إذ لعب المال القطري دوره في شراء مواقف بعض الدول الإفريقية، على الرغم من معرفة الجميع بدور الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المسلحة في الصحراء الكبرى.
واستعرض تقرير الموقع الألماني أوجه الانقسام في المشهد الإفريقي بعد تدخل المال القطري، إذ تم ضرب المثل بموقف الصومال، الذي حسمه على ما يبدو المال القطري، إذ حافظت مقديشيو على علاقاتها مع الدوحة، وأن موقف الرئيس الصومالي محمد عبد الله محمد الداعم لقطر، يرجح ما يقال بأن قطر مولت حملته الانتخابية.
وفي هذا الشأن، قال محي الدين أحمد روبل، الخبير السياسي الصومالي "ما كان محمد عبد الله محمد ليصبح رئيساً للبلاد، ولكن الانتخابات تقررها المبالغ التي يعرضها كل مرشح على البرلمان"، ملمحا لتلقي الرئيس الصومالي لرشاوى من النظام القطري، لشراء مواقف بلاده السياسية.
وأشار روبل إلى أن المال القطري ساعد في تأجيج الموقف في القرن الأفريقي (شرق القارة)، مضيفا: "لقد دعمت إريتريا وجيبوتي السعودية والإمارات، ولا تزال الصومال وإثيوبيا محايدين. في لعبة القوى الإقليمية، فإن السعودية والإمارات في موقف أقوى بكثير من قطر، حيث إن الدوحة لها علاقات جيدة مع الصومال فقط".
وشدد على أن قطر عاقبت إريتريا وجيبوتي، فور إعلان موقفهما بتأييد السعودية ومن معها، إذ قررت الدوحة عقب اندلاع الأزمة في يونيو الماضي، بسحب قواتها لحفظ السلام من الشريط الحدودي المتنازع عليه بين إريتريا وجيبوتي، ما أدى إلى عودة النزاع بين البلدين مجددا بين دول المنطقة.
وشهدت منطقة غرب القارة السمراء انقساما آخر، إذ عرف عن قطر دعمها غير المحدود للجماعات الإرهابية المسلحة التي تعبث بأمن عدد من دول غرب أفريقيا، لذا كان طبيعيا أن تعلن دولة تشاد قطع العلاقات مع قطر، حيث أبلغت السفير القطري أنه هو وموظفوه يجب أن يغادروا البلاد فوراً، كما استدعت الحكومة التشادية دبلوماسييها من قطر، ويرجع ذلك إلى خوف تشاد من المتمردين التشاديين في ليبيا والذين يتلقون دعماً صريحا من قطر.
أما السنغال، فتحافظ على اتصالاتها مع قطر بسبب علاقة طويلة الأمد، حيث تتمتع البلاد بعلاقات اقتصادية ممتازة مع الدوحة، وتحقق أرباحا كبيرة من الاستثمارات القطرية، ما يفسر تأييدها غير المتحفظ للنظام القطري، خاصة أن داكر بعيدة عن الجماعات الإرهابية التي تهدد أمن دول النيجر ونيجيريا وتشاد ومالي والجزائر وموريتانيا، وهي جماعات تتلقى دعما قطريا.
