كشف السياسي الجمهوري، كين بلاكويل رفض الشارع الأمريكي للممارسات الإجرامية لتنظيم الحمدين، وذلك تعليقًا على زيارة تميم بن حمد إلى واشنطن والمقرر لها 9 يوليو الجاري .
وأوضح خلال مقال منشور في صحيفة تاون هول الأمريكية، أن الزيارة تأتي بالتزامن مع احتفال الأمريكيين بالذكرى الـ243 لاستقلال الولايات المتحدة عن بريطانيا العظمى، وأنها ستكون فرصة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتعزيز المكانة الدولية للولايات المتحدة وتحسين ظروف معيشة الملايين من المواطنين وذلك أثناء اجتماعه المرتقب مع أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني.
وأفاد أن هذا الاجتماع الذي يُعقد في 9 يوليو الجاري سيمثل فرصة لترامب لإثارة مخاوف هامة مع تميم تتعلق بدعم قطر المستمر للإرهاب الدولي وتجاهله الصارخ لسياسات التجارة العادلة التي وُضعت بهدف حماية موظفي الخطوط الجوية الأمريكية وكذلك لإلقاء الضوء على سجل الدوحة السيء في انتهاكات حقوق الإنسان.
وأوضح أنه يُنظر إلى قطر دوليًا على أنها الممول الرئيسي للمنظمات الإرهابية، مثل حركة حماس وجماعة الإخوان المسلمين. لافتًا النظر إلى أن المنظمات الدولية وثقت الانتهاكات السافرة لحقوق الإنسان التي ارتكبتها جماعة الإخوان المسلمين عندما كان مؤيدوها يحكمون مصر عام 2014، بما في ذلك مقتل ما يقرب من 30 مسيحيًا قبطيًا نظموا احتجاجًا سلميًا على هدم كنيسة.
يثير دعم قطر لحركة حماس القلق بوجه خاص. وكانت وزارة الخارجية الأمريكية والاتحاد الأوروبي قد أعلنا عن إدراج حماس على قائمة المنظمات الإرهابية.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن نسبة من ملايين الدولارات التي منحتها الحكومة القطرية لحماس، والتي خُصصت ذات مرة لمساعدة 5000 عائلة فلسطينية فقيرة، ستُرسل بدلاً من ذلك إلى أفراد تربطهم صلات مباشرة بحماس.
كما ستُتاح الفرصة أمام ترامب للتطرق إلى مسألة تجاهل قطر للالتزامات المبرمة بين الطرفين للمساعدة في ضمان الأجواء المفتوحة والمحددة في اتفاقية الأجواء المفتوحة.
وتجاهلت قطر الالتزام بهذه الاتفاقية لأعوام عديدة، ودعمت شركة الطيران التابعة لها والتي خرقت القوانين ومنحتها أفضلية غير عادلة، وهو ما وضع شركات الطيران الأمريكية والعديد من موظفيها في موقف خطير.
وأكد أن ترامب اتخذ إجراءات بعدما وقفت إدارة أوباما موقف المتفرج وسمحت بوقوع مثل هذه الانتهاكات، وأوضحت الإدارة أنها لن تسمح باستمرار تلك الانتهاكات وأبرمت اتفاقيات مهمة مع قطر والإمارات لضمان امتثالهما.
مع الأسف، تخرق قطر هذه الاتفاقيات مرة أخرى، بعدما اشترت حصة كبيرة في شركة "طيران إيطاليا"، وتتيح الاستثمارات القطرية لشركة "طيران إيطاليا" بتسيير رحلات جوية متعددة إلى الولايات المتحدة في منافسة مباشرة مع شركات الطيران الأمريكية.
وتتناسب هذه الخطوة مع النمط الذي تتبعه قطر في توجيه القدرة على تسيير رحلات جوية مدعومة إلى الولايات المتحدة في محاولة لإبعاد الشركات الأمريكية المنافسة، وهو ما يمثل انتهاكًا للاتفاقية التي أبرمتها الدوحة مع الولايات المتحدة.
ولا تملك شركات الطيران الأمريكية رفاهية تلقي التمويل الحكومي، ويتوجب عليها أن تحقق مكاسب هائلة. ووُضعت اتفاقية الأجواء المفتوحة بهدف منع دول، مثل قطر، من إغراق أسواقنا بالخدمات الجوية المدعومة من قبل الحكومة والتي تهدد في نهاية المطاف صناعة الطيران في الولايات المتحدة.
كان تجاهل قطر للالتزامات التي تعهدت بتنفيذها في اتفاقيتها مع إدارة ترامب واضحًا للعيان. وأرسلت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي، بقيادة السيناتور تيد كروز، خطابًا إلى إدارة ترامب للتعبير عن مخاوفهم إزاء هذه الانتهاكات.
وانتقد السيناتور الأمريكي من ولاية فلوريدا مات غيتز ممارسات الدوحة الجائرة. وقال وزير الخارجية مايك بومبيو إن إدارة ترامب تدرس القضية عن كثب وتشعر بالقلق إزاء التزام قطر بالاتفاقيات الدولية.
علاوة على ذلك، ينبغي على ترامب مناقشة سجل قطر المشين لانتهاكات حقوق الإنسان، والذي يشمل إساءة معاملة العمال المهاجرين والاستخدام الروتيني لمعسكرات العمل القذرة.
وأدانت منظمة العفو الدولية وغيرها من منظمات حقوق الإنسان معاملة قطر للعمال المهاجرين الذين يتقاضون أجورًا غير عادلة ويُجبرون على العيش في معسكرات قذرة وغالبًا ما يتعرضون للاعتداء البدني والجنسي.
وتشير التقديرات إلى أن مليون ونصف عامل، أي نحو 60% من سكان قطر، يعيشون في أوضاع مزرية ومروعة.
لم يعد بإمكان قطر الغنية بالنفط غض الطرف عن احتياجات شعبها وتجاهل سياسات التجارة العادلة التي أبرمتها مع دول أخرى.
ولدى ترامب الآن فرصة استثنائية لتعزيز مكانته على الساحة الدولية من خلال إثارة هذه القضايا مع أمير قطر، ويمكن لإدارة ترامب ممارسة ضغوط من أجل إجراء إصلاحات اجتماعية التي من شأنها تحسين ظروف معيشة ملايين الأشخاص وحماية حقوقهم، وكذلك الدعوة إلى تطبيق جديد لاتفاقيات التجارة التي ستحمي عشرات الآلاف من الوظائف الأمريكية.