رصدت مجلة Le Point الفرنسية في تقرير لها بعنوان "رجل قطر لمكافحة الفساد وقصره" ممتلكات النائب العام القطري علي بن فطيس المري الذي ينتمي لعائلة لم يعرف عنها الثراء.
وقالت إن المري الذي يعمل رئيسًا لمركز حكم القانون ومكافحة الفساد اشترى لنفسه في أكتوبر 2013 مبنى من ثلاثة طوابق في 83 شارع ديينا قرب قوس النصر في باريس بمبلغ 9.6 مليون يورو، ويمتلك 98 سهمًا من شركة العقارات IENA 86، البالغة 100 سهم، فيما يمتلك اثنان من أبنائه - حمد وتميم- السهمين الباقيين، سهم لكل منهما.
وأضاف التقرير: إن الأجور في قطر ليست باهظة في الوظائف العامة، ونادرًا ما تتجاوز 12 ألف دولار شهريًا، ورغم ذلك يمتلك النائب العام منزلًا، وسيارة تابعة لوظيفته، وسائق.
من أين أتت تلك الثروة الباهظة لهذا المسؤول القطري؟ وجهت المجلة السؤال إلى النائب القطري عبر البريد الإلكتروني ولم يُجب، ومثله فعل عبد المحسن المري. لا يتوقف الأمر عند المبنى ذي الثلاثة طوابق وشركة العقارات، بل يمتد إلى شركة GSG Immobilier SA ومقرها جنيف، فالمري يمتلك 99 ألف سهم وتمتلك ابنته مها علي فطيس ألف سهم، وهي طالبة تعيش في الدوحة.
يبدو أن النائب القطري يفضل إبقاء أعماله ضمن نطاق العائلة فمنذ أن اشترى المري تلك الأسهم، في 10 نوفمبر 2015، بعد أيام قليلة من إنشاء الشركة، وهي ملكية تقع دو غراند ساكونيكس وقيمتها 3.321 مليون يورو، ما يعني أن مركز حكم القانون ومكافحة الفساد يقع ضمن ممتلكات رئيسه المري.
كما استحوذ على مسكن بلدة كولوني، على بعد خطوات قليلة من شاطئ البحيرة، في 26 أغسطس 2013 بمبلغ 7.050 مليون فرنك سويسري (6.345 مليون يورو) وهو ما يعني أن المؤسسة القطرية المسؤولة عن محاربة الفساد لا تقع أصولها ضمن ممتلكات الدولة نفسها، بل وسمح المري لنفسه باختيار أحد أفراد عائلته ليكون الأمين العام لها بمفهوم "القبلية".
أسس مركز حكم القانون ومكافحة الفساد مكتبًا في جنيف في مارس 2017، في مدينة دو غراند ساكونيكس وأوكل المري إدارة أمانته العامة لأحد أقربائه، وهو عبد المحسن حمد فطيس، رغم أنه ما زال يدرس في السوربون.
وقع المري على شيك بقيمة 18 مليون يورو لترميم مبنى الأمم المتحدة، ففتحت له المنظمة "قصر الأمم" لإقامة حفل تكريم لمنح جوائز لعدد من الشخصيات البارزة في مكافحة الفساد من الصين والولايات المتحدة والأردن وإيطاليا ووزّع الجوائز بنفسه في حضور مايكل مولر، مدير مكتب الأمم المتحدة في جنيف، بل وحظي الحفل بإعجاب مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة
تساءلت الصحف ما إذا كان الحفل يهدف إلى محاربة الشكوك التي تدور حول الرشى القطرية وشراء الأصوات في عالم كرة القدم؟
موقع "worldnewsmedias" المؤيد لقطر، أكد صراحة أن منظمة الشفافية الدولية خفّضت تصنيف قطر من المركز 22 عام 2015 إلى المركز 31 في 2016 وفي تقرير نشره في ديسمبر 2017، برر الموقع إقامة الحفل، بأن الهدف منه إزالة السمعة السيئة التي التصقت بقطر جرّاء اتهامات الفساد المرتبط بتنظيم كأس العالم 2022
النائب العام القطري الذي تحوم حوله كل هذه الشبهات بدرجة وزير ويرأس الرابطة الدولية لهيئات مكافحة الفساد، واختارته الأمم المتحدة محاميًا أمميًا لمحاربة الفساد والمكاسب غير المشروعة. يعتبر المري أحد أبرز قنوات الحوار بين باريس والدوحة وظل لفترة طويلة يتنقل بين باريس والدوحة عدة مرات شهريًا واتهمته السياسية الفرنسية رشيدة داتي بأنه والد ابنتها زهرة وحتى يتجنب المري الفضيحة قام بتعيين ابنتها الأخرى "نجات" في مكتب النائب العام، رغم عدم وجود ما يُثبت كونها محامية
ينحدر المري عن عائلة يشغل أفرادها عدة مناصب في الجيش القطري، لكن دون أن يشغل أحدهم مناصب حساسة إلا أن المري الذي نجح في التسلل إلى السلطة التي تستخدمه في ملاحقة المعارضين بتهم الفساد رغم أنه يؤكد في المحافل العالمية تأييده الكامل لضرورة الفصل بين السلطات التنفيذية والقضائية.
