قالت صحيفة "فاينانشال تايمز" إن نادي  باريس سان جيرمان صاحب الإنفاق الضخم يواجه خطر العقوبات، بعد أن أظهرت التحقيقات الأولية للاتحاد الأوروبي أن عقود الرعاية التي تبلغ قيمتها حوالي 200 مليون يورو "مبالغ فيها" من قبل النادي المملوك للقطريين.

وأوضحت الصحيفة أن النتائج الأولية لتحقيق الاتحاد الأوروبي (ويفا) ستؤدي إلى إجراء فحص جديد لكيفية قيام النادي الفرنسي بتمويل اللاعبين المميزين مثل نيمار وكيليان مبابي، ما يؤدي إلى فرض غرامة كبيرة أو منع النادي من المشاركة في دوري أبطال أوروبا.

وبدأ الاتحاد الأوروبي لكرة القدم العام الماضي تحقيقاً رسمياً في باريس سان جيرمان بعد أن دفع رقماً قياسياً بمبلغ 222 مليون يورو لشراء المهاجم البرازيلي نيمار من نادي برشلونة الإسباني. كما وقع مع المهاجم الفرنسي مبابيه على سبيل الإعارة من منافسه المحلي أيه إس موناكو - مع رسوم انتقال محتملة بقيمة 200 مليون يورو.

ويبحث تحقيق الويفا ما إذا كان نادي باريس سان جيرمان- الذي اشترته قطر  عام 2012 من قبل شركة قطر للاستثمارات الرياضية، وهي مجموعة ممولة من قطر وأسسها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر - قد امتثلت لقواعد اللعب المالي النظيف التي تهدف إلى إجبار النوادي على  أن تنفق في حدود إمكاناتها.

وأشارت الصحيفة إلى أنها ليست هذه المرة الأولى التي يخضع فيها باريس سان جيرمان لتحقيق الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق ببرنامج اللعب النظيف، ففي عام 2014 ، تم تغريم النادي مبلغ 60 مليون يورو من أموال الجائزة المستحقة من اللعب في المسابقات الأوروبية.

ووفقًا لما ذكره العديد من الأشخاص ذوي الصلة بالموضوع ، فقد وظف الويفا شركة "أوكتاجون" للاستشارات الرياضية لإجراء مراجعة مستقلة لعقود الرعاية الحالية لسان جيرمان وسط مخاوف من أن بعض الأموال قد أتت من "أطراف ذات علاقة" - وهي كيانات لديها روابط مالية أو روابط أخرى وثيقة الصلة بملاك النادي القطريين.

وطُلب من شركة "أوكتاجون" تحديد "القيمة العادلة" لعقود الرعاية هذه، وما إذا كانت متوافقة مع أسعار السوق العادية. ووفقًا لما ذكره شخصان على دراية بالموضوع، فإن عقود الرعاية للنادي الفرنسي تعتبر "مبالغة في تقديرها" مقارنةً بتقييم قيمتها العادلة.

ولكن وفقًا لأشخاص على صلة بالنادي، فإن النتائج التي توصلت إليها أبحاثه تشير إلى أن هناك عوامل إضافية ساعدت في إضافة قيمة إلى رعايته، مثل زيادة الاهتمام الدولي بسان جيرمان كنتيجة لتوقيعه مع نيمار.

وإذا لم يتم إقناع الاتحاد الأوروبي بتخصيص قيمة أعلى لصفقات الرعاية، فإن النادي الفرنسي في طريقه إلى خرق قواعد اللعب المالي النظيف التي تلزم الأندية بألا تزيد خسائرها عن 30 مليون يورو خلال ثلاثة مواسم ، وذلك وفقاً لأشخاص على دراية بالأمر.