فلسطين: حديث نتنياهو عن أموال قطر يكشف مؤامرة صفقة القرن

  • نبيل أبو ردينة

اعتبرت الرئاسة الفلسطينية أن الكشف عن استخدام الاحتلال الإسرائيلي لأموال قطر لفصل غزة عن الضفة الغربية هو فصل جديد من مؤامرة صفقة القرن، محذرة أي جهة داخلية أو إقليمية أو دولية من أن تتماهى مع السياسة الاستعمارية الإسرائيلية التي يرفضها الشعب الفلسطيني والأمة العربية.

تحذيرات فلسطين جاءت على لسان نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية، بعدما كشف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن استخدام أموال الحمدين، لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ومنع قيام دولة فلسطينية توطئة لقيام دويلة غزة.

وقال نبيل أبوردينة، في بيان "إن هذه التصريحات مرفوضة وغير مقبولة وتعبر عن الاستراتيجية الإسرائيلية الساعية لإدامة الانقسام، وتمهيدا لدويلة غزة التي يتم فيها التنازل عن القدس ومقدساتها".

كما أعرب عن "استغراب الرئاسة الفلسطينية واستنكارها الشديدين ورفضها الكامل للتصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها نتنياهو"، مشيرا إلى أنها تكشف عن الاستراتيجية التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية والمدعومة بشكل أعمى من قبل الإدارة الأمريكية والهادفة لتقسيم فلسطين ومن ثم تقسيم الوطن العربي.

وقال: "موقف الرئيس عباس والقيادة الفلسطينية بأن الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 في غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية هي أراضي دولة فلسطين، حسب قرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار 2334 الذي أكد وحدة الأرض الفلسطينية وعدم شرعية الاحتلال والاستيطان، وكذلك قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29-11-2012 الذي اعترف بفلسطين دولة مراقب على حدود 1967 بما فيها القدس الشرقية".

وأكد أبو ردينة أنه بدون إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة على كامل التراب الفلسطيني لن يتحقق الأمن والاستقرار، وإن القدس ليست للبيع أو الشراء، وإن الاستيطان جميعه غير شرعي.

وواصل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفاخره بالخدمات الضخمة التي يقدمها له تنظيم الحمدين القطري، عبر استغلال أموال الشعب القطري، لتنفيذ الأجندة الصهيونية.

وفي حوار مطول أجرته صحيفة "إسرائيل هيوم" مع نتنياهو، تحدث فيه باستفاضة عن دور حكومة قطر في عزل وفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ومنع قيام دولة فلسطينية، مؤكدا أن أموال الدوحة أفشلت خطة الرئيس الفلسطيني محمود عباس في إعادة قطاع غزة تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية.

تصريحات نتنياهو المتعاقبة كشفت بما لا يدع مجالا للشك حجم وطبيعة المؤامرة التي تحدق بالقضية الفلسطينية وبالشعب الفلسطيني من قبل عصابة الدوحة، التي تبارك بأموالها الملوثة الجهود الصهيونية لسلخ غزة عن الضفة وقتل أي أمل للوفاق والوحدة الوطنية.

يذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتحدث فيها نتنياهو عن المال القطري ودوره في سلخ غزة، وإن كانت هذه المرة تحدث فيها باستفاضة كبيرة عن خططه الصهيونية لزيادة الانقسام وتعميق الجراح بين الفلسطينيين.

وسبق أن أكد أن المال القطري ضروري من أجل استمرار الانقسام الفلسطيني لصالح تل أبيب، مشيراً إلى أنه جزء من استراتيجية أوسع للحفاظ على الانقسام بين حماس والسلطة الفلسطينية.

وقال نتنياهو، حينها، إنه "يجب على أي شخص يعارض الدولة الفلسطينية أن يكون مع تحويل الأموال إلى غزة، لأن الحفاظ على الفصل بين السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وحماس في غزة يساعد على منع إقامة دولة فلسطينية".

وجاءت هذه التصريحات بعدما سبق أن تفاخرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في تقرير لها بما تقدمه قطر من خدمات لدعم المخطط الصهيوني على حساب القضية الفلسطينية، إذ أكدت أن عصابة الدوحة حولت إلى حركة حماس في قطاع غزة أكثر من 1.1 مليار دولار أمريكي بين السنوات 2012 إلى 2018، وفقا لتقرير قدمته الشهر الماضي جهة دولية إلى المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية "الكابينيت".

ولم تفلح محاولات تنظيم الحمدين في تبرئة الدوحة من خيانتها للعروبة والقضية الفلسطينية، عبر تحقيقه آمال وطموحات شركائه الصهاينة، بتكريس الانقسام بين الأشقاء في الضفة وغزة، من خلال أمواله "المسمومة"، والتي تخطت مليار دولار خلال 6 أعوام.

 
إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج