قطر تتبرأ من حجاجها

  • 1
  • 2

تأكيدا من المملكة العربية السعودية على الفصل التام بين الخلاف السياسي مع النظام القطري وأبناء الشعب القطري، سخرت السعودية بعد توجيها الملك سلمان بن عبدالعزيز، كل السبل لخدمة الحجاج القطريين وطوعت كل المعوقات. ومع قرب انتهاء المشاعر المقدسة وجدت السلطات القطرية نفسها فى موقف حرج، بعد إعلان الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس لجنة الحج المركزية، عن ارتفاع أعداد الحجاج القطريين هذا العام، حيث وصل العدد إلى 1564 حاجا قطريا، بزيادة 354 ممن أدى الحج العام الماضى، الذين بلغوا 1210 حاجا.

واتسمت تصريحاته بالتأكيد على الفصل الكامل بين الخلاف السياسى للدول الـ4 الداعية لمكافحة الإرهاب، ومن بينها المملكة العربية السعودية مع دولة قطر، وبين فريضة الحج، حيث قال نصا :" أن الإخوة والأشقاء القطريين ضيوف للرحمن، وعلينا واجب خدمتهم".

كذب غير منمق

وفى مقابل هذه التصريحات، شنت وسائل إعلام قطرية حملة دعائية كبيرة استهدفت التأكيد على أن أعداد الحجاج القطريين لهذا العام "صفر"، وهو أمر لا يمكن تصديقه، ولم يحدث من قبل فى أى خلاف سياسى بين المملكة العربية السعودية وأى دولة أخرى.

صحيفة الشرق القطرية صدرت مانشيت صفحتها الأولى بعنوان :"عدد حجاج قطر صفر هذا العام"، وزعمت أن هذا يحدث لأول مرة فى التاريخ الحديث وبأمر من السلطات السعودية، بينما كتب صالح بن عفصان العفصان رئيس تحرير الراية القطرية مقالا مطولا على صفحة كاملة اختار له عنوان :"غياب حجاج قطر فى يوم الحج الأكبر"، زاعما أن "صعيد عرفة الطاهر للمرة الأولى بلا قطريين".

تطاول خلايا عزمي

لم يخل الأمر من بعد التطاول على نحو ما قامت به خديجة بن قنة المذيعة بقناة الجزيرة، حيث أعادت نشر تصريحات الأمير خالد الفيصل بشأن الحجاج القطريين على حسابها الخاص بشبكة تويتر، وعلقت عليه قائلة :"ضعف الذاكرة والتركيز.. فى أرذل العمر.."، ما استدعى هجومًا عنيفًا ضدها من المغردين السعوديين.

الإعلام القطري الذي تجرأ على التبرؤ من أبناء وطنه، وهم يؤدون مناسك الحج، فلا يختلف في كذبه عما نسجه من أكاذيب في حق الدول المجاورة لقطر والتي اكتوت سنوات طويلة بنار الإعلام القطري الموجّه ضدها بلا سبب. وما يكشف زيف كلام الإعلام القطري هو ما شاهده الجميع على شاشات التلفزيون من دخول لحجاج قطريين إلى المملكة العربية السعودية عبر منفذ سلوى الحدودي، وكذلك ما بُث من مقابلات مع حجاج قطر الذين وصلوا إلى مكة.

فجور في الخصومة

لم يكن إعلام الحمدين بحاجة إلى أن يصل إلى هذا المستوى من تسييس الحج والفجور في الخصومة، فحجاج قطر لا ذنب لهم في الأزمة السياسية التي تعيشها حكومة قطر، ولا يجب الاستمرار في محاولة تسييس الحج، فقد أصبحت الأمور واضحة للجميع، وبدلاً من إطلاق هذه التصريحات في هذه الأيام، ومع جولة وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في المنطقة، كان يفترض أن يستغل نظام الحمدين وجود لافروف في الدوحة لطرح أفكار وحلول تخرجه من أزمته، التي أصبحت تتفاقم يوماً بعد يوم ولم يعد لها حل، لا بالإثارة الإعلامية، ولا بالدعاية الدبلوماسية مدفوعة الأجر، إنما المطلوب أن تجد قطر حلولاً عملية، وأن تقوم بخطوات وإجراءات صادقة تسهّل من مهمة كل الوسطاء سواء الأشقاء في الكويت، أو غيرهم من وزراء خارجية الدول الذين حاولوا حل هذه الأزمة، وليس الإصرار على الهروب أكثر إلى الأمام من خلال إعلان التبرؤ من حجاجها، وبث الخوف في نفوسهم تجاه ما قد ينتظرهم عند انتهائهم من مناسك الحج وعودتهم إلى بلدهم قطر.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج