قطر تتزلف لروسيا بعد فشل الوساطة الأميركية والأوروبية

  • قطر تدق أبواب روسيا لدفعها للوساطة مع دول المقاطعة

ضاقت السبل بنظام تميم بن حمد بعدما فشلت مساعيه للدفع بعدد من القوى العظمى للتوسط لإنهاء الأزمة القطرية بما يحفظ ماء الوجه لقطر، التي تعاني من تداعيات المقاطعة العربية المعلنة من السعودية ومصر والإمارات والبحرين بسبب انفضاح الدعم القطري للإرهاب، لذا لم يكن غريبا أن تبدأ الدوحة في التزلف لموسكو من أجل دفعها للقيام بوساطة جديدة.

وقالت مصادر لصحيفة "العرب" اللندنية إنه خلال حوار استراتيجي عقده وزيرا الخارجية والدفاع القطريان مع نظيريهما في الولايات المتحدة الشهر الماضي، حافظ المسؤولون الأميركيون على حذرهم تجاه مسعى قطري لدفع واشنطن للتحول إلى وسيط رسمي في الأزمة، لكنها رفضت ما أصاب صناع القرار القطري بالإحباط، خاصة بعد وصول جهود دبلوماسية مكثفة في ألمانيا وفرنسا وبريطانيا إلى لا شيء.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الفشل دفع قطر إلى محاولة التوصل إلى تفاهمات مع روسيا، التي حافظت على موقف غير منحاز لأي من الطرفين، منذ إعلان الدول الأربع عن مقاطعة قطر في 5 يونيو من العام الماضي، إلى حين توقفها عن دعم جماعات إرهابية وجهاديين في المنطقة وخارجها. وتلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد، الأربعاء الماضي، دعوة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لزيارة موسكو، وأفادت وكالة الأنباء القطرية الرسمية أن أمير قطر استقبل رئيس جمهورية أنغوشيا الروسية يونس بك يفكوروف، في الديوان الأميري بالدوحة، وتسلّم منه رسالة خطية من بوتين تتضمن الدعوة التي لم يعلن عن موعدها.

وتحاول قطر استغلال تطور متسارع للعلاقات الخليجية مع روسيا لتحقيق مكاسب، وفي 2015 زار قادة خليجيون، على رأسهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان موسكو، والتقوا بوتين، وتجسد تراكم العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في زيارة تاريخية قام بها العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى موسكو في أكتوبر الماضي.

لكن لا يبدو أن موسكو لديها ما تقدمه لقطر، ويقول دبلوماسيون غربيون إن خلفية العلاقات القطرية الروسية ساهمت في وصول البلدين في الملف السوري خصوصا إلى ما يشبه "مواجهة غير متكافئة"، نتيجة لمقاومة قطر مرارا لضغوط روسيا للتوقف عن دعم جبهة النصرة وفصائل متشددة أخرى تقاتل الجيش السوري، لكن قطر اضطرت لاحقا إلى الانسحاب أمام اندفاع روسيا لسحق المقاربة القطرية في سوريا بالقوة المسلحة. وقالت مصادر دبلوماسية في المنطقة إن دبلوماسيين إيرانيين يلعبون دورا لبناء جسر دبلوماسي بين قطر وروسيا في الأزمة الخليجية، بعدما أظهرت الدوحة استعدادها للتحول إلى موطئ قدم استراتيجي لإيران في منطقة الخليج. وأضافت المصادر أن الإيرانيين يحاولون إقناع روسيا بأن التريث في إظهار الدعم لدول المقاطعة على حساب قطر، يمنح القطريين فرصة للتفكير في عدم فاعلية المقاربة الأميركية بالنسبة للدوحة، وهو ما يدفعهم تدريجيا إلى البحث عن بدائل على رأسها روسيا.

وتقول مصادر إن دول المقاطعة غير مهتمة بالتحركات القطرية المكثفة، التي تراها تعبيرا عن يأس متصاعد في قطر، وأنه كلما زادت التحركات الدبلوماسية القطرية في الخارج، أعطى ذلك مؤشرا عن معاناة الحكم القطري في الداخل وارتيابه من إمكانية العزلة دوليا.

إقرأ أيضًا
ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

ذا إنڤيستيجيتيڤ چورنال: الدوحة مولت الإخوان في هولندا والاستخبارات حذرت من خطرهم

خلال الأعوام التالية لـ2008، بات واضحًا تركيز استراتيجية الإخوان على المدن الكبيرة، وخاصة أمستردام وروتردام؛ إذ ركزت الجماعة على الهولنديين الذين اعتنقوا الإسلام والجيل الثالث من المسلمين

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

ضاحي خلفان: إخوان اليمن يستمدون فتاوى الهجمات الانتحارية من القرضاوي

تاريخ القرضاوي ملء بالفتاوى العدوانية الشاذة ومنها أنه أفتى بالقتال ضد القوات المسلحة والشرطة في مصر ووصف مؤيدي ثورة 30 يونيو بالخوارج