كشفت مجلة "بوليتيكو" الأمريكية عن محاولة قطرية جديدة لكسب ود واشنطن، وذلك في ضوء العزلة المفروضة عليها من  قبل جيرانها الخليجيين بسبب دعم الدوحة للإرهاب، وانحياز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لجانب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

ونقلت المجلة عن شخصين على دراية بالأمر قولهم إن الحكومة القطرية سعت للحصول على حصة كبيرة في نيوزماكس، وهي شركة إعلامية يديرها "كريستوفر رودي" صديق الرئيس دونالد ترامب، حيث التقى مسؤولون قطريون بممثلي نيوزماكس في مناسبات عديدة هذا العام.

ووفقا للشخصين، فإن المحادثات مع الشركة أشرف عليها محمد بن حمد بن خليفة آل ثاني، الأخ الأصغر للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، وذلك في ضوء محاولات قطر لكسب الأصدقاء والنفوذ في الولايات المتحدة لكسر المقاطعة المفروضة عليها من قبل جيرانها العرب.

وأشارت المجلة إلى أنه من شأن هذا الاستثمار أن يجعل  القطريين شركاء لأحد الأشخاص المقربين من الرئيس الأمريكي، ويعزز نفوذهم في عالم الإعلام الأمريكي المحافظ.

وأضافت أنه في حين أن الحكومة القطرية لديها ثروة مالية ضخمة، فإن أخذ الأموال من البلاد يحمل مخاطر سياسية، خاصة بالنسبة للشركات التي تعمل في دوائر محافظة، وذلك بسبب علاقات الدوحة الوثيقة مع إيران وتمويل حكومتها للإرهاب.

واتجهت الصحيفة إلى التعريف بـ "كريستوفر رودي" على أنه  لاعب ذو خبرة في وسائل الإعلام الأمريكية ، وتزايد تأثيره منذ وصول ترامب للبيت الأبيض، مضيفة أنه من بين مجموعة من الأصدقاء الذين يستشيرهم ترامب بانتظام خلال جلسات الاتصال الهاتفي بعد ساعات العمل الرسمية وخلال الإقامة في نهاية الأسبوع في مار- لاغو، نادي ترامب الخاص في بالم بيتش بولاية فلوريدا، والذي يحمل رودي عضويته.

وفيما يتعلق بمحادثات قطر مع رودي، قالت الصحيفة إن الاجتماعات بدأت في يناير وعقدت في نيويورك وفي مار - لاغو، وجرت محادثات أخرى خلال الأسبوع الأول من أبريل، عندما كان الرئيس التنفيذي لـ هيئة الاستثمار القطرية وعدد من أعضاء الحكومة القطرية متواجدين في فلوريدا.

ورصد القطريون 90 مليون دولار كاستثمار في "نيوزماكس"، وستستخدم الأموال إلى حد كبير لتوسيع عمليات الشركة التلفزيونية.

وأوضحت المجلة الأمريكية أن قطر جعلت الاستثمار التلفزيوني حجر الزاوية في استراتيجيتها للتأثير الأجنبي، والتي غالباً ما أثارت استياء جيرانها، حيث كانت مقاطعة قطر مدفوعة جزئياً بسبب المحتوى التحريضي لشبكة الجزيرة التي تديرها الدولة، والتي غالباً ما تبث تغطية إخبارية تنتقد حكومات دول الخليج الأخرى.

ووفقًا لأحد الأشخاص المطلعين على تفكير القطريين حول هذا الموضوع ، فإنهم ينظرون إلى الاستثمار في شركة "نيوزماكس"بشكل أساسي باعتباره استثمارًا سياسيًا، مع أخذ الاعتبارات المالية في مقام ثانوي.

وفيما يدل على نجاح قطر في التأثير على توجهات الشركة الإعلامية، أشارت المجلة إلى أنه عندما اندلعت الأزمة الخليجية في الصيف الماضي، كان موقع  "نيوزماكس" ينشر مقالات تنتقد قطر تحت عناوين بارزة مثل "الاستقرار العالمي لا يمكن أن يتحمل استثمارات قطر الإرهابية"، وطالب أحد هذه المقالات ريكس تيلرسون بتقديم استقالته كوزير للخارجية بسبب علاقاته مع قطر.

ولكن في 13 أبريل الماضي ، نشرت "نيوزماكس" تغطية إخبارية لزيارة الأمير القطري للولايات المتحدة، والتي كانت أكثر إيجابية بكثير، حيث وصفت الرحلة بأنها " تلقت مدحا كبيرا". كما وصفت اجتماع الأمير بالبيت الأبيض مع ترامب - والذي تضمن الحديث عن زيادة الاستثمار القطري في الولايات المتحدة - باعتباره "نعمة للاقتصاد الأمريكي".